يـوم للشارقـة أيضاً

01:03 صباحا
قراءة 3 دقائق

استندت هيئة الشارقة للمتاحف في استراتيجياتها الداعمة للشباب إلى ركائز المشروع النهضوي والحضاري الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، واضعاً تنمية الإنسان ركيزة أساسية لبناء المستقبل وتحقيق تنمية مستدامة تقوم على الكفاءات والقدرات الوطنية الشابة. واستثمر سموه في التعليم عبر افتتاح الجامعات وتقديم المنح الدراسية للطلاب، ورفع سقف الرواتب للمواطنين، وتوفير المساكن لهم لبناء أسر مستقرة تضمن تأمين حياة كريمة لهم، كما أطلق سموه جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب، ومجلس الشارقة للشباب وشورى شباب الشارقة.
ولم تشكل هذه الخطوات منجزاً للشباب فحسب، بل كانت خارطة طريق لمؤسسات وهيئات إمارة الشارقة الحكومية والخاصة للبناء عليها ومراكمة الإنجازات على هذا الصعيد.
 وحازت هيئة الشارقة للمتاحف قصب السبق على صعيد دعم الشباب معتمدة في استراتيجياتها على توفير بيئة مواتية ومحفزة تستند إلى استحداث فرص التعليم البنّاء بطرق مبتكرة وجاذبة تتخذ أساليب البحث والتقصي والنقد الإيجابي الهادف إلى تعزيز أساليب التفكير لديهم وتمكين قدراتهم الإبداعية والابتكارية.
واعتمدت الهيئة أساليب عدة لتحقيق مقتضيات استراتيجيتها على هذا الصعيد تمثلت في تنظيم العديد من البرامج والجلسات الحوارية والورش التثقيفية، بالإضافة إلى الجولات التعليمية مستهدفة خلق جيل واعٍ من الشباب مدرك لأهمية التراث الذي تستعرضه المتاحف عبر كنوز من المقتنيات النادرة والفريدة التي تخدم الفن والتاريخ وشتى فروع العلوم.
 وربما يتمثل أبرز انجازات الهيئة في تعزيز القيم التشاركية التي تضمن مشاركة ومساهمة المؤسسات والمواطنين في صنع أجيال من الشباب المؤهل للمحافظة على منجزاتنا الوطنية واستدامتها. وعلى صعيد متصل، عمدت الهيئة الى تأهيل مباني ومرافق المتاحف لدعم فرص التعلم ومشاركة وعرض إبداعات الشباب، لتوفير بيئة داعمة تعزز الشراكة مع المؤسسات التعليمية تمكن الشباب من تطوير مهاراتهم بما يسهم في تحقيق الاستدامة الثقافية والمحافظة على قيم المجتمع.
وامتلكت الهيئة في رصيدها الكثير من الفعاليات، منها تنظيمها جلسة حوارية افتراضية بعنوان «تمكين الشباب في المؤسسات الثقافية من خلال العمل الإنساني»، بمناسبة اليوم الدولي للشباب، والاهتمام بالأنشطة التعليمية في المتاحف و تجويد حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتسهيل زياراتهم للمتاحف. كما عززت الهيئة مشاركتها بحزمة فعاليات وورش تثقيفية خلال العام الماضي، إذ بلغ عدد الطلبة المستفيدين من البرامج الرقمية المدرسية 7519 طالباً وطالبة شاركوا في 173 ورشة عمل.
وحرصت الهيئة على توفير المعرفة والفائدة لأكثر من 15 ألف طالب من خلال ورش العمل والجولات التعليمية التي استهدفت مدارس الدولة، لغايات تحفيز الإبداع لديهم، من خلال مقتنيات المتاحف وارتباطها بالمناهج الدراسية.
ووصل عدد الطلبة المستفيدين من البرامج الواقعية المدرسية للمتاحف خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الأول وحتى ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى 7877 طالباً وطالبة، بينما وصل عدد الورش المدرسية الواقعية إلى 53 ورشة، وعدد الجولات العامة 76 جولة و90 جولة ذاتية، بلغ إجمالي المشاركين في 226 ورشة 15396 طالباً وطالبة. ونظمت الهيئة أيضاً 41 برنامجاً افتراضياً خلال العام المنصرم، استهدف 971 طالباً وطالبة من ذوي الإعاقة مع مشرفيهم، كما صممت برنامجين واقعيين شارك فيهما 103 أطفال نظراً لتداعيات جائحة «كورونا». وصممت الهيئة باقة من الورش التتابعية التي تشمل حزمة من الأنشطة الترفيهية المشوقة والجولات العلمية التي استهدفت 4179 طفلاً بين 3و13 سنة.
ونجحت مساعي هيئة الشارقة للمتاحف وتجربتها الثرية ومسيرتها في تنظيم المعارض والفعاليات والبرامج الهادفة في تكريس مفاهيم الابتكار والإبداع، وقادت إلى تحقيق حزمة من الأهداف، ورفعت من وعي أبناء الوطن تجاه الفن والإبداع وتمكنت من تشجيعهم على خوض المجالات العلمية المتحفية، والمساهمة بأعمالهم الفنية كجزء من مسؤوليتها في دعم المواهب الفتية، كما وفرت لهم المعارض الخاصة لاستعراض أعمالهم، وأتاحت لهم فرص المشاركة في العديد من المجالات المتحفية.
ومن هنا، يمكننا الإعلان أن يوم الشباب العالمي هو، بكل المقاييس، يوم الشارقة، ويوم الاحتفاء بإسهامها في الحضارة الإنسانية، وتجديد عروقها، وتجديد دمائها بإدماج الشباب في قضايا الحاضر والمستقبل الكبرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"