عادي

ألعاب الخفة البورمية تقليد يتحدى الأزمات

17:38 مساء
قراءة دقيقتين
تنجح هان مينت مو في الحفاظ على توازن كرة ذهبية على حد سكين تضع مقبضه بين أسنانها، بموازاة قيامها بحركات استعراضية باستخدام أطواق «هولا هوب»، على مرأى من جدها الفخور بنقله إليها فن ألعاب الخفة البورمية الصامد رغم الأزمات المتتالية في البلاد.
في غرفة الجلوس ذات الجدران المطلية بالأخضر في المنزل، يطلق أون مينت كلمات تشجيع ثم يلقي بأدوات ألعاب الخفة لحفيدته التي تنفّذ الحركة تلو الأخرى واقفة على منصة للتوازن.
ويقول الجدّ البالغ 71 عاماً «لا يمكن اللعب عندما نكون خائفين أو متوترين أو غاضبين. يجب أن يكون البال صافيا صفاء الزجاج».
وكان العامل السابق بدأ التمرن على ألعاب الخفة خلال وقت فراغه قبل حوالى ثلاثة عقود إثر تعرضه لجلطة دماغية، لاستعادة القدرة على تحريك أطرافه. وبات يعلّم هذه الألعاب لحفيدته التي يقدّم معها عروضاً.
تقول هان مينت مو البالغة 12 عاماً والتي تتدرب ثلاث ساعات يومياً بموازاة فروضها المدرسية، ألعاب الخفة «تمنحني السعادة وتزيدني قوة».
وخلافاً للتقاليد الغريبة، يستعين لاعبو الخفة بكرات بحجم حبة ليمون كبيرة، مستخدمين خصوصاً القدمين والركبتين والكتفين والمرفقين، مع إضافة اكسسوارات أحياناً، كسكين مثلاً.
وتعود هذه الممارسة إلى مطلع القرن التاسع عشر، عندما كان لاعبو الخفة في البلاد يستعينون بأكواب من الزجاج المنفوخ تسمى «إيوال» باللغة البورمية.
وفي البلد الغارق في الفوضى بعد انقلاب الأول من فبراير/شباط 2021، يواجه هذا التقليد صعوبة في الاستمرار، من دون أي نقابة تنظمه أو دعم من الحكومة العسكرية.
ويلتقي أون مينت وهان مينت مو الجمهور في مراكز التسوق والمدارس في جميع أنحاء رانغون، حيث يؤديان ما يصل إلى ثلاثة أو أربعة عروض في الشهر.
على الشبكات الاجتماعية أيضاً، يلفت الجد وحفيدته الانتباه، إذ حقق مقطع فيديو يُظهر الفتاة تبرع بحركات خفة كثيرة، ما يزيد على ثلاثة ملايين مشاهدة على «فيسبوك».
وبلباسها البني، تنجح الفتاة في الحفاظ على توازن كرة على نصل سكين بين أسنانها، بينما تقوم بحركات استعراضية عبر أطواق «هولا هوب» وتلعب بثلاث هراوات، واضعة ثلاث كرات على رأسها.
ويقول أون مينت الذي يدرّب أيضاً حفيدة أحد أصدقائه: أنا سعيد جداً برؤية الجيل الجديد يمارس الـ«إيوال».
وقد تسبب الانضباط الكبير الذي يفرضه الجدّ الصارم بإبعاد كثيرين عن ممارسة هذا الفن، بدءاً من أولاده الثلاثة. ويقول أون مينت إنه فقد الأمل في ما مضى بأن ينقل شعلة هذه الألعاب إلى الجيل الجديد، إلى أن طلبت منه حفيدته أن تتعلمها، بعد رؤيته يتدرب.
وتقول هان مينت مو «أحياناً عندما أحاول القيام بالحيل الصعبة، أرتكب الكثير من الأخطاء. أشعر بالسوء وأتجادل مع جدي».
وتتابع «لكنه يطمئنني، ونستمر في التجربة، وفي النهاية ينجح الأمر».
وتضيف الفتاة «أريد أن أصبح متمرسة في الـ«إيوال» مثل جدي»، أريد أن أكون أفضل منه».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8yfzwy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"