سيف حميد الفلاسي*
باتت الصحة والسلامة اليوم مرتكزاً رئيسياً لعمليات مختلف الشركات حول العالم، لما لها من دور كبير في حماية موظفيها الذين يمثلون أثمن أصولها، إلا أن تبنّي ممارسات الصحة والسلامة في بيئة العمل لا ينبغي أن يكون حُجّة للشركات للتسويق لها؛ بل يتعين أن تكون جزءاً رئيسياً من أهدافها وهياكلها التنظيمية التي توجه العمليات اليومية. فأهداف الصحة والسلامة لا تقل أهمية عن أهداف الأعمال الأخرى؛ كونها تعدّ ضامناً لتعزيز الإنتاجية والأمان ضمن مختلف عمليات الشركة.
لقد أكدت جائحة «كوفيد 19»، الحاجة الماسّة لبذل مزيد من الجهد ووضع الصحة والسلامة في المقام الأول. ويجب على المؤسسات أن تغدوَ أكثر تركيزاً على كوادرها البشرية، لضمان نجاحها في تخطي التحديات المستمرة ضمن بيئة العمل التي تغطي سلامة الموظفين وصحتهم.
وفي دبي أسهم إطلاق «إكسبو 2020 دبي» في زيادة الحاجة إلى منح الأولوية للصحة والسلامة. فكل جناح من أجنحة «إكسبو 2020»، كانت له قصته الفريدة على مستوى بنائه وهندسته المعمارية، وابتكاراته الملهمة. وكان على جميع الأجنحة في أكبر حدث من نوعه في العالم، الالتزام بسياسة من ست ركائز هي: الصحة والسلامة والجودة، إضافة إلى سياسات البيئة القائمة على الرعاية والاحترام والفخر.
فقد عملت مجموعة «إينوك» بجد للتحضير لهذا الحدث التاريخي على مدار السنوات الماضية. واستطاعت بدعم من شركائها، تطبيق أرقى بروتوكولات التعامل مع جائحة «كوفيد 19» عقب تفشّيها، على غرار إجراءات التباعد الاجتماعي والتعقيم المكثّف في الأماكن العامة، ومرافق العمل، على حد سواء، مع الحفاظ على سير عمليات البناء والتشييد بأفضل شكل ممكن.
ومن الأهمية بمكان، أن تولي الشركات والمؤسسات أهمية قصوى لسياسات الصحة والسلامة والبيئة عالمية المستوى، وضمان دعمها بثقافة امتثال قوية. فتطوير إرشادات محددة في هذا المضمار يمكّن المؤسسة من تحقيق هذه الأهداف، كما أن العنصر الرئيسي هنا، يكمن في ضمان تبني السياسات الجديدة والمعايير الحكومية بين جميع الموظفين بشكل عملي. ولذلك كان هذا محط التركيز الرئيسي لمجموعة «إينوك» منذ تأسيسها، والعامل المشترك ضمن جميع مشاريعها، بما في ذلك «إكسبو 2020 دبي».
لقد أسهمت فرق عمل «إينوك» على مر السنين في إطلاق العديد من المبادرات الموجّهة لتوفير بيئة عمل آمنة لجميع موظفيها وشركائها، من خلال العمل وفق توجيهات القيادة، وإطلاق الحملات التوعوية لتعزيز السلامة المهنية في العمل، ومنح المكافآت، وتقديم برامج تقدير وتكريم الموظفين، إضافة إلى إقامة ورش تدريبية للتوعية بمبادئ الصحة والسلامة والبيئة، وإجراء عمليات تفتيش منتظمة بهذا الشأن في مواقع المشاريع.
فقد سجلت مجموعة «إينوك» منذ عام 2015 حتى عام 2022 ما مجموعه 810,915 ساعة تدريب للتوعية بمبادئ الصحة والسلامة والبيئة المهنية. وعلاوة على ذلك، تتم مشاركة بيانات الأداء المتعلّقة بالصحة والسلامة والممارسات المتّبعة في المشاريع، مع مختلف إدارات المجموعة وأقسامها، بهدف تعزيز الأداء المؤسسي العام. وسعياً إلى غرس ثقافة العمل الآمن، طوّرت المجموعة منهاجاً تدريبياً مصمماً حسب الطلب، ويستهدف مختلف فئات الموظفين.
وفضلاً عن وضع سياسة صارمة للصحة والسلامة والبيئة، وتحديثها دورياً تماشياً مع تقنيات السلامة الناشئة، تلتزم مجموعة «إينوك» بعملية متابعة ومراقبة صارمة لرصد تنفيذ وتبنّي أفضل ممارسات الصحة والسلامة والبيئة. وصممت المجموعة أيضاً، برامج السلامة القائمة على السلوك لتعزيز الوعي والامتثال لإرشادات السلامة.
ومنذ عام 2018 ولغاية 2021، سجّلت مجموعة «إينوك» 55 مليون ساعة عمل آمنة، ضمن محفظة مشاريعها المحلية والعالمية كافة، والتي تنطوي على نشاطات عالية المخاطر، منها التعامل مع المواد الخطرة. وتتضمن هذه المشاريع تشييد عدد من منشآت تخزين النفط في إمارة الفجيرة وجبل علي، وخطوط الأنابيب، والبنى التحتية، والمباني الصناعية، ومشروع توسعة مصفاة جبل علي. ويأتي هذا الإنجاز المتميز ليمثل ثمرة حرص المجموعة المتواصل على تطبيق أفضل الممارسات في مجال الصحة والسلامة والبيئة، والتزامها بغرس ثقافة عمل تقوم على أسس السلامة والكفاءة.
كما افتتحت مجموعة «إينوك» المركز الأول من نوعه للاستجابة للطوارئ في المنطقة الحرة لجبل علي، في إطار استراتيجية المجموعة وخططها المتواصلة لحماية أصولها، بالتعاون مع الدفاع المدني في دبي. فقد صمم المركز الجديد ليعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لتقديم المساعدة السريعة لكوادر «إينوك» وأصولها. ويعكس افتتاح المركز التزام المجموعة الراسخ بإجراء التحسينات المتواصلة للارتقاء بمعايير الصحة والسلامة والبيئة، وتعزيز دور المجموعة الفاعل في تأسيس بنية تحتية متينة لقطاع الطاقة الوطني.
واحتفاء باليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل الذي تنظّمه منظمة العمل الدولية، ويقام في جميع أنحاء العالم في 28 من أبريل كل عام، نجحت مجموعة «إينوك» في إطلاق حملة في مجال الصحة والسلامة لمدة أسبوع تحت شعار «غرس ثقافة سلامة إيجابية». وركّزت الحملة على تبادل الخبرات وأفضل الممارسات المتعلقة بالتحوّل الإيجابي لثقافة السلامة، بحضور متخصصين عالميين في مجالات الصحة والسلامة والبيئة، ونخبة من الرواد في هذا المضمار.
ونحن في مجموعة «إينوك» ماضون قدماً في نهجنا بتقديم مثال يحتذى في غرس ثقافة عمل تهدف إلى تعزيز الصحة والسلامة في مكان العمل، مع تشجيع اعتماد ممارسات العمل الآمنة. فمبادرات «إينوك» المتواصلة تمثّل معياراً رائداً للشركات الأخرى في قطاع الطاقة على مستوى المنطقة.
*الرئيس التنفيذي لمجموعة «إينوك»
