عادي

جثث «مغلفة» تزرع الرعب في العاصمة الكولومبية

15:54 مساء
قراءة 3 دقائق
جثث «مغلفة» تزرع الرعب في العاصمة الكولومبية

بوغوتا - (أ ف ب)
تنتشر أكياس بلاستيكية تحتوي على جثث بعضها مقطع الأوصال في شوارع العاصمة الكولومبية بوغوتا منذ أشهر، في مؤشر على تصاعد العمليات الانتقامية بين العصابات الفنزويلية المتناحرة.
ولم تثر حتى التفجيرات التي نفّذها أحد أشهر مهرّبي المخدرات بابلو إسكوبار أو عمليات القتل التي نفّذتها عصابات يسارية ومجموعات يمينية شبه عسكرية الذعر بالقدر الذي تثيره الجثث «المغلّفة».
ومنذ يناير، عُثر على 23 جثة مغلفة بأكياس بلاستيكية متروكة في المدينة.
وقال وزير الأمن أنيبال فرنانديز دي سوتو لفرانس برس إن هذه «عمليات قتل عنيفة إما خنقا أو بواسطة الأسلحة النارية أو حتى بالسكاكين وتتم بكثير من القسوة».
ويقود أثر الدم إلى ثمانٍ من المناطق الـ19 في المدينة التي عانت الجريمة المنظمة، لكنها نجت من الأسوأ الذي شهدته كولومبيا على مدى عقود من العنف.
ولعل تقطيع الأوصال هو ما شكّل الصدمة الأكبر بالنسبة للسكان.
وتُحمّل عصابتا «ترين دي أراغوا» و«لوس ماراكوتشوس» اللتان تشكّلتا في فنزويلا، إلى جانب مجموعة ثالثة لم يتم التأكد من هويتها بعد، مسؤولية عمليات القتل الأخيرة.
وقال فرنانديز دي سوتو «ترتبط عمليات القتل الـ23 الفظيعة التي شهدناها والتي عثر فيها على جثث داخل أكياس بنزاع بين مجموعات إجرامية تقاتل من أجل السيطرة على عائدات غير مشروعة».
وأضاف المسؤول الذي يشرف على قوة خاصة تضم 1300 عنصر في الشرطة والمخابرات بأن حرب العصابات «تتصاعد».

 

معاينة النقطة البؤرية للصورة

في أيلول/سبتمبر، عثر على الجثث الأربع «المغلّفة» مقطعة الأوصال لأول مرة.
وأكدت الشرطة وجود «منازل تقطيع» ومراكز تعذيب في العاصمة، أشبه بتلك التي اكتُشفت في مناطق نائية تسيطر عليها مجموعات لتجارة المخدرات تنخرط في أعمال قتالية.
ويشير فرنانديز دي سوتو إلى أن الضحايا أعضاء في عصابات متناحرة ولدى معظمهم سجلات جنائية.
وأفاد فرنانديز دي سوتو «يرهبون (خصومهم) عبر طريقة عمل مروعة».
وتبيع العصابات المخدرات وتبتز الأعمال التجارية المحلية.
وتفيد صحيفة «إل تييمبو» بأن المجموعة الثالثة «خلية مافيا مكسيكية» تقيم علاقات قوية مع كارتيل «سينالوا».
واشتبهت السلطات منذ العام الماضي بأن عصابة «ترين دي أراغوا» حاضرة في بوغوتا حيث يقطن ربع المهاجرين الفنزويليين المقيمين في كولومبيا والبالغ عددهم 1,8 مليون شخص.
وقبل ذلك، عبر أفراد العصابة الحدود إلى إدارة نورتي دي سانتاندير حيث اشتبكوا مع «جيش التحرير الوطني»، وهي مجموعة ماركسية.
في البداية، «سيطرت (العصابات) على الأراضي المحيطة بالحدود وفرضت رسوما على الفنزويليين الذين يعبرون بشكل غير شرعي»، وفق ما أفاد جيريمي ماكديرموت، المدير في مركز InSight Crime المتخصص بأبحاث الجريمة المنظمة.
بعد ذلك، انتشرت في أنحاء كولومبيا ومن بنما إلى تشيلي وفرضت رسوم «حماية» واستغلت المهاجرين الضعفاء.
كما سجّل وجودها في البرازيل والإكوادور والبيرو.
وأشار أمين المظالم المسؤول عن السلامة العامة إلى ارتباط المنظمة بمنشقين عن حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) التي كانت أكبر مجموعة متمردة في البلاد إلى أن وقعت على اتفاق سلام عام 2016 وشكلت حزبا سياسيا.
وأما «لوس ماراكوتشوس» فهي أقل شهرة من «ترين دي أراغوا»، لكنها تنشط في كولومبيا منذ فترة أطول (منذ العام 2019).
ويشير إيزاك موراليس، وهو محقق لدى «مؤسسة السلم والمصالحة» PARES، إلى أن «لوس ماراكوتشوس» تبقي «مركز عملياتها في سجون» فنزويلا.
وألقت الشرطة القبض على عشرة من أعضاء العصابة وطلبت من الإنتربول مساعدتها في العثور على خمسة آخرين فروا إلى فنزويلا.
ويأتي ذلك في وقت أعاد الرئيس اليساري الجديد غوستافو بيترو إقامة علاقات دبلوماسية مع البلد المجاور، بعد نحو أربع سنوات من العداوة بين سلفه إيفان دوكي المحافظ والرئيس الفنزويلي اليساري الشعبوي نيكولاس مادورو.
وكشفت تحقيقات PARES عن أربعة تنظيمات فنزويلية غير شرعية على الأقل ضمن مئة مجموعة إجرامية تنشط في بوغوتا.
وقالت رئيسة البلدية كلوديا لوبيز إن القياديين في «ترين دي أراغوا» نينو غيريرو وجيوفاني يديران المنظمة من سجن في فنزويلا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/dwpwwjp3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"