عادي

تعرف إلى وصفة خاصة عن السعادة

21:20 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة - الخليج:

أصدرت دار آفاق للنشر والتوزيع كتاب «الحياة والحب» للكاتب الألماني السويسري إميل لودفيج (1881 – 1948) والذي هاجر إلى أمريكا عام 1940 والكتاب ترجمه إلى العربية عادل زعيتر، واشتهر المؤلف بكتاباته في السيرة الذاتية، لشخصيات عظيمة، وأشهر كتاباته عن نابليون، وبسمارك، وكليوباترا، وجوتة، ولينكولن وغيرهم.

تعلم إميل لودفيج الكثير عن الحياة والحب من دراساته لسير العظماء وكتابته عنهم، وكانت حياته في حد ذاتها رحلة شيقة من ألمانيا إلى سويسرا حتى أمريكا، وبالعكس، في وقت تاريخي حاسم شهد اشتعال حربين عالميتين.

يقدم لودفيج نفسه في الكتاب كتلميذ للفيلسوف أبيقور، وانتقل من دراسة القلب إلى دراسة الطبيعة، الخالية من كل فاجعة، وهذه الأفكار والمشاعر خاصة بأوروبي، ينشد السعادة الفردية، وفي المثل العليا التي يدور حولها كيانه، وهي الحب والسعادة والعظمة، يبحث جهد الاستطاعة، ليقدم وصفته الخاصة لكل قارئ.

يبحث لودفيج في هذا الكتاب في أمور الحياة والحب بحثاً دقيقاً، مستنداً إلى دراساته، وما انتهى إليه علم النفس وعلم وظائف الأعضاء من أصول، وسلك سبيل الإيجاز والمجاز، فبدأ بعض عباراته ضرباً من الألغاز، ويظهر أن لودفيج بلغ الذروة من التعقيد في التعبير، فكانت الصراحة مع العمق، والإبهام مع الدقة.

يجيب لودفيج عن أسئلة عدة؛ منها: ما الظروف القادرة على إنهاء علاقة حب قوية أو زواج قوي؟ الفارق بين الحب اليافع، وحب منتصف العمر وحب الشيخوخة؟، حقائق حول الحب والزواج، بالاستناد إلى الفلسفة وعلم النفس، بحث دقيق في أمور الحب والحياة، عبر تجربة حياتية ثرية.

كيف يؤثر المظهر في العلاقة بين الرجل والمرأة؟ هناك قصص حب ممتعة وأخرى انتهت نهايات مؤلمة، كيف تتجنب الفاجعة في الحب والزواج؟ أين يكون سر الاختيار؟ وأي شيء يجتذبنا؟ القرابة أم الغرابة؟ وأي شيء تتمناه؟ التغير أم الحب؟ كلاهما ممكن – كما يرى المؤلف – ويمكن لكليهما أن يكون مثمراً.

وتجد غير شخص في الألفة، قد احتفظ مدى حياته بصديقين، ظل أحدهما غريباً عن الآخر؛ وذلك لما كان من اجتذاب الأول له بمشابهاته، واجتذاب الثاني له بمخالفاته، وهكذا يمكن لرجل أسمر أن يبحث عن امرأة شقراء، لكنه قد ينجذب ذات يوم، بما يوجب حيرته إلى سمراء، تغدو أختاً له.

ويكون الحب بين مثالين مختلفين أقصر من سواه وأعنف، كما أن صداقة شخص ذي منازع متماثلة، تكون على العموم هادئة وطيدة، أكثر من صداقة شخص ذي سجية معاكسة، ولا يكون الزواج الممتاز بين أقصى الحدين ممكناً، إلا بفضل التطبع والإخلاص، فيتنازل كل منهما عن جزء من نفسه للآخر، مع أن الاختلاف سبب تجاذبهما في بدء الأمر، حينما كان أحدهما يفتن الثاني.

يقول لودفيج: إذا لم يكن الحب كفاحاً، فكيف تغنى الشعراء، منذ عهد الفراعنة البعيد، حتى يومنا هذا، ويتغنون في المستقبل، بسلسلة مختلفة الوسائل، التي لا حد لها، والتي تربط بين الاختيار الأصلي والتسليم الأول؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mryx3rps

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"