عادي

العلاج الطبيعي.. منجم شفاء

نتائج إيجابية في الجلطات والسرطان والسكّر

23:07 مساء
الصورة

القاهرة: «الخليج»

أصبح الطب الحديث أكثر تحمساً للعلاج الطبيعي في مواجهة أمراض العصر، خاصة المزمنة منها.

ويفضل كثير من الأطباء اللجوء إلى العلاج الطبيعي، قبل الخوض في العمليات الجراحية، أو اللجوء إلى بعض الأدوية المرهقة، بهدف العلاج، أو الوصول بالمريض إلى مرحلة التكيف والتعايش.

ويعد العلاج الطبيعي، بحسب الهيئة العامة للرعاية الصحية في مصر، أحد التخصصات الطبية الهامة، التي تساعد الكثيرين على استكمال رحلة علاجهم، من أجل العودة لحياتهم الطبيعية، بعد التعرض لمشكلات صحية.

ويتميز هذا النوع من العلاج بأنه يتكامل مع مختلف برامج العناية الطبية، إذ يلعب دوراً حيوياً في المحافظة على صحة الفرد، لأن هذا هو هدفه الأساسي، حيث يهتم في المقام الأول بالعمل على تحسين الوظائف الحركية، وزيادة قدرتها إلى أعلى حد ممكن، كما يعمل على منع الإعاقة، وتخفيف الآلام، وتحسين توازن الجسم.

ويتم اللجوء إلى العلاج الطبيعي من أجل استعادة كفاءة وظائف أعضاء الجسم، أو تحسين القدرات الحركية عند التعرض لإصابة ما، تتسبب بحدوث كسور، أو عند إجراء عملية جراحية، أو عند مداهمة المرض للجسم.

فبعد الإصابة بالكسور، مثلاً، يجب القيام بجلسات للعلاج من أجل الوصول إلى التعافي، واستعادة الحركة من جديد، حيث تفيد تمارين العلاج الطبيعي في حالات تيبس العضلات بعد الكسور، وتيبس أصابع اليد، ومفصل الكتف.

كما تفيد في إعادة التأهيل بعد إصابات الجهاز العصبي المركزي، والأجهزة الطرفية، وفي إصابات العمود الفقري، وعلاج العصب السابع. ويؤدي العلاج الطبيعي دوراً حيوياً، بعد العمليات الجراحية، حيث يفيد في إعادة تقويم العظام، وعمليات التأهيل، خاصة بعد عمليات تركيب المفاصل الصناعية، وجراحات الظهر، والانزلاق الغضروفي بكل أنواعه. ويفيد كذلك في علاج عرق النسا، وخشونة الفقرات، وفي اختناق العصب، وعلاج الشوكة العظمية، والرباط الصليبي قبل، وبعد العمليات الجراحية.

ويحقق العلاج الطبيعي نتائج إيجابية فعالة في أمراض القلب، والأوعية الدموية، والجلطات، والسرطان والسكّر، وكذلك في التعامل مع الأمراض المزمنة التي قد تترك آثاراً سلبية في القدرات الحركية للجسم، حيث يمكنه أن يعالج أو يخفف من تأثيرات ومضاعفات هذه الأمراض.

استعادة كفاءة الوظائف الحركيةيساعد العلاج الطبيعي على استعادة كفاءة الوظائف الحركية للأعضاء، ويفيد في إعادة تأهيل الأعصاب، والحفاظ على التوازن، في حالة الإصابة بأمراض الأذن الوسطى، كما يساعد بقوة في تقليل تأثيرات الأمراض المسببة للإعاقات.

ويلعب هذا العلاج دوراً وظيفياً مهماً في تخفيف الألم، وتقليل استخدام المسكنات القوية، وفي تجنب اللجوء إلى الجراحة في بعض الأحيان، وتدريب كبار السن على كيفية الحفاظ على التوازن، قدر الإمكان، ومنع السقوط والانزلاقات، ما يجنبهم الإصابة بالكسور.

ويساعد العلاج الطبيعي على الشفاء من الإصابات والصدمات، ومن السكتات الدماغية والشلل، ويساعد على علاج المشاكل الطبية المتعلقة بالتقدم في العمر.

ولا يقتصر دور العلاج الطبيعي عند مرحلة عمرية معينة، فهو مفيد للأطفال والكبار، إذ يساعد في تقديم علاج تأهيلي للأطفال، خاصة المصابين بالشلل الدماغي وتأخر النمو، كما يخفف من آلام الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ويساعد أيضا على تأهيلهم.

ويفيد العلاج الطبيعي الكبار في زيادة استجابة الأطراف وقوة العضلات، خاصة لمرضى الشلل الدماغي، وإصابات الحبل الشوكي. كما يساعد في علاج إصابات العضلات والأوتار والأربطة، وحالات الالتواء والكسور.

كبار السّن

يحتاج كبار السن إلى العلاج الطبيعي، بشكل عام، من أجل تحسين قدراتهم الحركية، خاصة في حالة التعرض لإصابات بالحبل الشوكي، أو السكتة الدماغية، حيث يساعد في علاج آثار هذه المشكلات، ويقلل من المضاعفات الناجمة عنها.

ولا يقف دور العلاج الطبيعي عند علاج أعضاء الجسم، فله دور فعال في علاج بعض الأمراض النفسية، كالاكتئاب من خلال معالجة السلوك الإدراكي، وتحسين النشاط البدني.

وتختلف خطط العلاج الطبيعي من مريض لآخر. ويشتمل العلاج على تقديم جلسات للمريض، تتم من خلال معالج متخصص ويمتلك مهارات أداء العديد من المهام الطبية، من خلال معرفته بطبيعة جسم الإنسان، ودور وتكوين كل عضو فيه، وكذلك المشكلات، أو الأمراض التي تصيبه.