مولد الهدى

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

في زمن خاص من شهر ربيع الأول من عام الفيل، الموافق لسنة 571 ميلادية، وبمكان خاص في شِعب أبي طالب بمكة المكرمة؛ كانت البشرية على موعد مع ولادة ذات خصوصية، لغلام له مواصفات خاصة، يعجز القلم عن وصفها أو تتبع أثر صفاتها؛ إذ لم، ولن يكون لأحد من السلالات البشرية قاطبة أدنى تشابه مع ذلك الطفل القريشي (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ)، رسول الله وخاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم، الذي تزامن وقت ولادته مع موعد تاريخي؛ حيث الرغبة المجنونة التي صحبها أبرهة الأشرم معه، لهدم الكعبة التي حماها الله إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين.
في ذلك الزمن العربي، «وُلد الهدى» محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، متلقياً أولى لحظات بؤسه حين توفي والده، وهو في بطن أمه، ومن ثم وفاة أمه وهو ابن ست سنوات، ثم وفاة جده الذي كفله حتى عمر الثامنة، لتنطلق مسيرته الحياتية في كنف عمه أبي طالب الذي رفض اعتناق الإسلام، خشية أن تعيّره قريش بترك دين آبائه.
لكن، من سماه صلى الله عليه وسلم بمحمد؟
يقال إن جدّه عبد المطلب هو الذي سماه محمداً بعد رؤيا عظيمة له؛ حيث قال: «رأيت في منامي كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهري، وامتدت فيما بين السماء والأرض، ثم تحولت من المشرق إلى المغرب، ثم تحولت إلى شجرة أوراقها من نور».. فقصّ عبدالمطلب الرؤيا، فقيل إنه يولد له ولد من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب، فأراد أن يحمده أهل المشرق والمغرب فسمّاه محمداً.
أو كما رُوي في الحديث المرسل عن أبي الحكم التنوخي؛ حيث قال: «إن عبدَالمطلبِ لما ولد النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عمل له مأدبةً، فلما أكلوا سألوا ما سميته؟ قال محمداً، قالوا فما رغبت به عن أسماءِ أهلِ بيتِه؟ قال: أردت أن يحمدَه اللهُ في السماءِ وخلقُه في الأرضِ».
قال تعالى: «وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ».
إذن، هكذا جاءت تسميته، صلى الله عليه وسلم، ب محمد، وهكذا ذكر في القرآن الكريم ب أحمد، كما سميت سورة قرآنية باسمه محمد، المحمود في الأرض والسماء، منذ لحظة ولادته، وحتى يوم البعث.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mwkjbd5v

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"