عادي
أكد تزايد نفوذ بلاده وقدرتها على تشكيل العالم

الرئيـس الصينـي يبشـر بعهـد ذهبـي جديـد

00:04 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

انطلقت أمس الأحد أعمال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، في قاعة الشعب الكبرى ببكين، والذي سينتخب خلاله المندوبون الذين يمثلون جميع مناطق الصين القيادة العليا للحزب. وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في افتتاح المؤتمر ضرورة تحقيق نمو عسكري سريع، ولم يعلن عن أي تغيير في السياسات التي جعلت العلاقات تتوتر مع الولايات المتحدة، أو تخفيف قبضة الحزب على المجتمع والاقتصاد.
الصين تصعد
ويعتبر مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم حدثاً مهماً في التقويم السياسي لجمهورية الصين الشعبية. ومن المنتظر أن يقدّم الرئيس الصيني خلال هذا المؤتمر الذي يستمر حتى يوم السبت المقبل، ترشحه لولاية ثالثة كأمين عام للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس المجلس العسكري المركزي.
أشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس الأحد، في كلمته لدى انطلاق أعمال مؤتمر الحزب، بصعود بكين كقوة عالمية، ودعا إلى الالتفاف حول قيادته.
وفي خطاب أمام حوالي 2300 ممثل عن الحزب الشيوعي تجمّعوا في قاعة الشعب الكبرى في بكين من أجل المناسبة، أشاد شي ودافع عن مجموعة واسعة من سياساته الأبرز، بما في ذلك نهج «صفر إصابات كوفيد»، وحملته ضد الفساد التي أطاحت بخصومه داخل الحزب. وقال شي: «الوحدة هي القوة والنصر يتطلب الوحدة». وأضاف الرئيس الذي باتت الصين في عهده المتواصل منذ 10 سنوات قوة دولية كبرى أن «نفوذ الصين الدولي وجاذبيتها وقدرتها على تشكيل العالم ازدادت بشكل كبير».
جملة قضايا
وخلال «تقرير العمل» الذي قدّمته مدة 100 دقيقة بشأن السنوات الخمس الماضية، ركّز شي أيضاً على أكثر قضايا الأمن والسيادة حساسية بالنسبة للصين؛ إذ أشار في مستهل خطابه إلى هونغ كونغ وتايوان.
ورحّب بانتقال هونغ كونغ من «الفوضى إلى الحكم»، بينما تعهّد بأن بكين «لن تلتزم قط بالتخلي عن استخدام القوة» عندما يتعلق الأمر بتايوان، في تصريحات قوبلت بتصفيق حار من الحضور.
 واعتبر شي أن الجهود المتواصلة للقضاء على كوفيد والمتمثلة بفرض قيود مشددة على حياة السكان تعدّ إنجازاً مهماً، علماً بأن هذه السياسات سددت ضربة للاقتصاد. وقال إن هذا النهج وفّر «أعلى درجات الحماية لسلامة وصحة الناس».
كما لفت إلى ما اعتبره نجاح حملته لمكافحة الفساد التي سجن الآلاف على إثرها. وشدد على أن حملة مكافحة الفساد قضت على «مخاطر جدية كامنة» ضمن الحزب الشيوعي والجيش والدولة. وقال إن «مكافحة الفساد حققت انتصاراً ساحقاً، وتمّ تعزيزها بصورة شاملة».
إعادة بعث الأمة
ودعا شي إلى بناء مجتمع مزدهر بحلول منتصف القرن الحالي، وأن تكون الصين بقدر دورها التاريخي كقائد سياسي واقتصادي وثقافي. في إشارة إلى مبادرة الحزام والطريق التي خصصت بكين لها عدة تريليونات من الدولارات لبناء مرافئ وبنيات تحتية عبر آسيا وإفريقيا.
وقال شي، إن السنوات الخمس المقبلة ستكون حاسمة، وكرر شعار «إعادة بعث الأمة الصينية». وقال إن ذلك يتطلب تجديد دور الحزب كقائد اقتصادي واجتماعي لتحقيق العصر الذهبي الثاني بعد ثورة 1949.
تعزيز قدرات الجيش
وقال شي، إن جيش الشعب للتحرير مكلف حماية الكرامة للصين ومصالحها الحيوية، ما يعني أن البلاد قد تضطر لخوض الحرب لتأمين سلامتها الإقليمية ومصالحها الحيوية. وقال: «سنعمل على تحديث النظرية العسكرية للجيش وأفراده وأسلحته، كما سنعزز قدرات الجيش الاستراتيجية».
يذكر أن الصين الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة، في الإنفاق العسكري، وهي مهتمة بتطوير الصواريخ الباليستية وحاملات الطائرات والتوسع في إنشاء القواعد العسكرية ما وراء البحار.
نهج عالمي
وفي الخطاب الذي ركّز بمعظمه على القضايا الداخلية، قال شي، إن الصين «ستشارك بشكل فاعل في الحكومة العالمية في ما يتعلق بتغير المناخ». وشدد في الوقت ذاته على أن بلاده تعارض «عقلية الحرب الباردة» في الدبلوماسية الدولية، من دون أن يأتي على ذكر العلاقات مع واشنطن. وقال، إن «الصين.. تعارض بحزم جميع أشكال الهيمنة والسياسات القائمة على القوّة، وتعارض عقلية الحرب الباردة والتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية، كما تعارض ازدواجية المعايير».ولم يتطرق شي في خطابه إلى صراع موسكو وكييف في أوكرانيا.
 ولم يتضمن الخطاب أي إعلانات بشأن سياسته، وكرّس الجزء الأكبر منه لمراجعة الوضع الحالي، وهو أمر رأى محللون بأن شي يسعى من خلاله إلى التركيز على الاستقرار.
وقال الفريد إل. تشان، وهو أستاذ في كندا كتب سيرة شي، «إنها فترة اضطرابات في ظل أزمة كوفيد والتباطؤ الاقتصادي والوضع الدولي المتوتر، خصوصاً مع الولايات المتحدة». وأضاف بأن «الحذر أكثر حصافة من التغييرات الكبيرة».
وسط حضور أمني كثيف
وانتشرت الشرطة بشكل كثيف في محيط بكين، صباح أمس الأحد، استعداداً للمؤتمر. ونقل أسطول من الحافلات الصحفيين وغيرهم من الحضور إلى ساحة تيان أنمين (البوابة السماوية) التي بدت خالية تقريباً وإلى قاعة الشعب الكبرى. وخضع المشاركون لسلسلة عمليات تفتيش قبل دخول القاعة؛ حيث عُلّق شعار الحزب الشيوعي فوق المسرح؛ حيث يجلس كبار القادة. وكُتب على لافتات حمراء عُلّقت في القاعة «عاش الحزب الشيوعي المجيد والعظيم والصائب».(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/48449b3u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"