إعداد: مصطفى الزعبي
تواجه تلال دارجيلنغ الشهيرة في الهند تهديداً وجودياً بسبب تغير المناخ، حيث تنتج التلال أفضل أنواع الشاي عالمياً، بالإضافة إلى معاناتها من آثار جائحة فيروس كورونا.
ويُزرع الشاي في سفوح جبال الهيمالايا الهندية في ولاية البنغال الغربية، ويتميز بمذاقه، وحقق شهرة عالمية منذ زراعته لأول مرة في القرن التاسع عشر.
وأدخلت نباتات الشاي في تلال دارجيلنغ، وهي منطقة تمتد عبر عدة بلدات بما في ذلك الاسم نفسه، من قبل البريطانيين خلال حكمهم الاستعماري لمواجهة الاعتماد المتزايد على الشاي الصيني.
على الرغم من أن شاي دارجيلنغ هو واحد من أغلى أنواع الشاي في العالم وأول منتج للإشارة الجغرافية المحمية في الهند، والذي يمنحه الحماية القانونية، إلا أن الصناعة المحلية تعاني اليوم وسط تحديات لا تعد ولا تحصى.
قال سبارش أغاروال، عضو لجنة جمعية أبحاث الشاي في الهند: «نحن نتجه نحو إغلاق واسع النطاق للصناعة بأكملها».
وأضاف: «نرى أن غالبية أراضي الشاي على وشك الإفلاس وأود أن أقول إن 90% من مزارع الشاي في دارجيلنغ معروضة للبيع».
وقال أغاروال إن مزارعي الشاي يتصارعون مع آثار جائحة «كوفيد-19» وآثار تغير المناخ.
وموسم الحصاد يتناقص بمرور الوقت، ونحن نشعر بالذعر من حوادث الطبيعة مثل عواصف البرد وموجات الحر. ويؤثر هذا في المحصول بالإضافة إلى جودة المنتج.
انخفض إنتاج شاي دارجيلنغ إلى 6.19 مليون كيلوجرام بحلول عام 2021، وهو أدنى مستوى على الإطلاق، وفقاً لبيانات من مجلس الشاي الهندي.
وصرح سانديب موخيرجي، المستشار الرئيسي لجمعية شاي دارجيلنج، جائحة كوفيد الذي طال أمدها أدت إلى تآكل السوق في الخارج والمحلي، والآن أصبح تأثير الحرب الروسية الأوكرانية محسوساً أيضاً.
يوجد في منطقة دارجيلنغ 87 حديقة شاي معتمدة، والتي بدأت مشاكلها في عام 2017 عندما بدأ المجتمع المحلي في إضراب لمدة 100 يوم للمطالبة بولاية منفصلة داخل الهند لحماية ثقافتهم في جبال الهيمالايا.
وتزامنت الاضطرابات مع أوقات الحصاد الفريدة في دارجيلنغ، والمعروفة باسم التدفقات، ما أدى إلى خسارة فادحة في الإيرادات أثرت منذ ذلك الحين في إدارة العقارات وعملياتها.
وقال أنشومان كانوريا، رئيس اتحاد مصدري الشاي الهندي: «بعد عام 2017 فقدت جميع الحدائق ملايين الروبيات».
