عادي
79 مليون مشارك في «تحدي القراءة العربي»

ستة مواسم من تمكين القرّاء وتعزيز مكانة اللغة العربية

21:14 مساء
قراءة 7 دقائق
محمد بن راشد خلال تتويج مريم أمجون في دورة سابقة
  • الطالب محمد جلود من الجزائر بطل الدورة الأولى
  • الطالبة عفاف رائد شريف من فلسطين بطلة الدورة الثانية
  • الطالبة مريم أمجون من المغرب تحرز لقب النسخة الثالثة
  • الطالبة هديل أنور من السودان بطلة الدورة الرابعة
  • الطالب عبدالله محمد مراد من الأردن بطل الدورة الخامسة

دبي: «الخليج»

انطلق «تحدي القراءة العربي» في دورته التأسيسية عام 2015، من رسالة إحداث نهضة شاملة في القراءة والمطالعة والتحصيل العلمي والمعرفي، وتعزيز مكانة اللغة العربية، ودعم إثراء المحتوى العربي، وخلق حراك قرائي شامل يكون الأساس لمجتمعات المعرفة مستقبلاً، ليصل اليوم وبعد ست دورات إلى ما مجموعه 79 مليون مشارك من مختلف أنحاء العالم، من الطلاب والطالبات في الوطن العربي، وأبناء الجاليات العربية في بلاد العالم ومتعلمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها، ليصنع تظاهرة قرائية هي الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم.

ويجسد تحدي القراءة العربي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، رؤية سموه لإعداد جيل متمكن من الرواد والمبدعين والمبتكرين العرب، ممن يمتلكون القدرات والمهارات والكفاءات والمعارف لتجديد الإنتاج العلمي والمعرفي في العالم العربي وإرساء المقومات اللازمة لاستئناف مساهمة المنطقة في مسيرة الحضارة العربية واستعادة الدور التاريخي المشهود للمنطقة كمساهم فاعل في الحضارة الإنسانية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية المنشودة، حاضراً ومستقبلاً.

واستمر صعود أعداد المشاركين في تحدي القراءة العربي الذي تنظمه «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، دورة تلو أخرى، حيث شارك في الدورة الأولى من التحدي نحو 3.6 مليون طالب وطالبة، ثم تضاعف العدد في الدورة الثانية ليتجاوز 7.4 مليون طالب وطالبة. ومع تحول التحدي إلى مسابقة قرائية دولية وفتح باب المشاركة للطلبة المتواجدين خارج العالم العربي والجاليات، في الدورة الثالثة من التحدي ومتعلمي اللغة العربية، قارب عدد المشاركين 10.5 مليون طالب وطالبة. وأتت الدورة الرابعة من تحدي القراءة العربي لترفع عدد المشاركين في التحدي إلى 13.5 مليون طالب وطالبة من 49 دولة، حتى بلغت أعداد المشاركين في الدورة الخامسة 21 مليون طالب وطالبة من 52 دولة، لتصل في هذه الدورة السادسة إلى 22.27 مليون مشارك ومشاركة من 44 دولة.

بداية قوية

وكرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الطالب محمد جلود من الجزائر بطلاً ل«تحدي القراءة العربي» في دورته الأولى، مؤكداً سموه حينها أن الأمة التي تقرأ تنجب أجيالاً تتوارث قيم الخير والتسامح والاعتدال وتواجه التحديات بالأمل والمثابرة، كما أن الجيل الذي يقرأ هو جيل يبني ويبدع ويتفاعل بإيجابية مع محيطه ومع العالم، وذلك في حفل حاشد استضافته أوبرا دبي وتجاوز عدد الحضور فيه 1500 شخصية، من بينهم وفود من 21 دولة.

ويواصل البطل محمد جلود حالياً نشاطه المدرسي كطالب مجتهد متفاعل مع مجتمعه وأقرانه، حريص على تطوير قدراته وإمكاناته. واستطاع محمد بفعل فوزه بالجائزة بقيمة 500 ألف درهم إماراتي، أو ما يعادل 150 ألف دولار، إهداء زملاء مدرسته مكتبة صغيرة تحفز على القراءة والمطالعة. وقدّم برنامجاً تلفزيونياً بعنوان «كنز القراءة» في قناة «براعم» للأطفال، وشارك في حملة محلية للسلامة المرورية.

1

وتم إدراج تجربة نجاح محمد في الفوز ببطولة تحدي القراءة العربي في دورته الأولى في المنهاج التربوي في كتابي التاريخ واللغة الإنجليزية للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، كنموذج للمثابرة والاجتهاد للتفوق وتحقيق الفوز.

ويقول محمد جلود: «القراءة مشروع حياة. وكل كتاب نقرأه هو لبنة في بنيان هذا المشروع».

وعلى مستوى المدرسة المتميزة في الدورة الأولى من تحدي القراءة العربي، شاركت نحو 30 ألف مدرسة في المنافسات، وحازت مدرسة طلائع الأمل الثانوية من فلسطين جائزة المليون درهم لتميزها في التحدي.

الدورة الثانية

وشهدت الدورة الثانية من تحدي القراءة العربي تضاعف عدد المشاركين والمشاركات في التحدي القرائي، وتم تتويج الطالبة عفاف رائد شريف بطلة لتحدي القراءة العربي من بين 7.4 مليون طالب وطالبة.

وشكلت عفاف قدوة لأقرانها ونموذجاً يحتذى لطالبات وطلاب فلسطين، لتعزيز مشاركتهم في تحدي القراءة العربي، حيث شهدت الدورة التي تليها منافسة بطل فلسطين للدورة الثالثة من تحدي القراءة العربي قسام صبيح على المركز الأول في التصفيات النهائية ضمن الحفل الختامي للتحدي.

واليوم تتخصص عفاف في مجال الطب البشري، حيث تتابع دراستها الجامعية بتفوق وتواصل مسارها المتميز الملهم الذي احتفى به تحدي القراءة العربي.

وتقول عفاف: «تحدي القراءة العربي هو منصة إطلاق لإبداعات الملايين من الطلبة في المنطقة العربية والعالم».

وشهد الحفل الختامي للدورة الثانية من التحدي إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن تحويل تحدي القراءة العربي إلى تحدٍ عالمي يشمل أبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية.

كما توّجت الدورة الثانية من تحدي القراءة العربي مدارس الإيمان في البحرين بلقب المدرسة المتميزة من بين 41 ألف مدرسة، وجرى اختيار الدكتورة حورية الظل من المغرب لتنال لقب «المشرفة المتميزة» من بين 75 ألف مشرف ومشرفة.

الدورة الثالثة

وتميزت الدورة الثالثة من التحدي بتحولها إلى العالمية، وفتح باب المشاركات للطلاب من مختلف أنحاء العالم وليس من الوطن العربي فقط، وبلغ عدد المشاركين في الدورة الثالثة 10.5 مليون طالب وطالبة.

وفازت الطالبة مريم أمجون من المملكة المغربية بلقب النسخة الثالثة من تحدي القراءة العربي.

وحالياً تواصل مريم تفوقها الدراسي ونشاطها المجتمعي بعد تعيينها من جانب منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» ناطقة باسم أطفال المنطقة للتعبير عن آمالهم وأحلامهم وطموحاتهم في منابر الأمم المتحدة، قد عملت مع برنامج تلفزيوني حول سلامة الطرق.

وتقول مريم: «تحدي القراءة العربي ميدان للتعلم والتنافس والإبداع والتفوق».

وفازت بلقب المدرسة المتميزة للدورة الثالثة من تحدي القراءة العربي، مدارس الإخلاص الأهلية من دولة الكويت من بين 52 ألف مدرسة، فيما حصدت المربية عائشة الطويرقي من المملكة العربية السعودية لقب المشرفة المتميزة في الدورة الثالثة من التحدي، من بين نحو 87 ألف مشرف ومشرفة.

الدورة الرابعة

واستمر نمو تحدي القراءة العربي لتسجل دورته الرابعة مشاركة 13.5 مليون طالب وطالبة من 49 دولة. وتم تتويج الطالبة هديل أنور من جمهورية السودان بطلة لتحدي القراءة العربي في دورته الرابعة، في حفل حاشد احتضنته أوبرا دبي، وحضره أكثر من 3 آلاف شخص.

واليوم لدى هديل رصيد حافل من الإنجازات التي تلهم أقرانها. فهي متحدثة في ملتقيات إقليمية وعالمية، ومشاركة في مبادرات تطوعية، ومديرة فريق فعاليات في إحدى المؤسسات التعليمية، كما تشارك في ورش للفنانين التشكيليين الهواة والمعارض المخصصة لهم، كما تشارك في معسكرات التعبير الرقمي العربي، وغيرها من التجمعات الشبابية العربية الهادفة. ولهديل مشاركات يومية في مواقع التواصل الاجتماعي مع أكثر من 100 ألف متابع.

تقول هديل: «ثلاثة أعوام مرت على فوزي باسم السودان بلقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته الرابعة، لكني لا أزال من أفراد أسرة تحدي القراءة العربي الحريصة على تعزيز مكانة اللغة العربية».

وشهدت الدورة الرابعة تكريم مدرسة الإمام النووي من المملكة العربية السعودية بلقب «المدرسة المتميزة» من بين نحو 67 ألف مدرسة شاركت في النسخة الرابعة من تحدي القراءة العربي، وفازت المدرسة بجائزة المليون درهم.

وشهدت النسخة الرابعة من التحدي أيضاً تتويج المربية أميرة نجيب من مصر بلقب «المشرفة المتميزة» لتحدي القراءة العربي من بين أكثر من 99 ألف مشرف ومشرفة.

وعلى مستوى جائزة فئة الجاليات المشاركة في تحدي القراءة العربي، تم تتويج الطالب محمود بلال من السويد بطلاً لتحدي القراءة العربي على مستوى الجاليات من العرب المقيمين خارج الوطن العربي، ونال جائزة قيمتها 100 ألف درهم.

وتميزت الدورة الرابعة من تحدي القراءة العربي بتحويل التصفيات ما قبل النهائية إلى برنامج تلفزيوني يجمع بين برامج المسابقات وتلفزيون الواقع، وشارك فيه 16 بطلاً متوجاً بلقب بطل تحدي القراءة العربي في 14 بلداً عربياً، وتابع حلقاته السبع التي أذيعت بشكل أسبوعي عبر شاشة قناة MBC ملايين المشاهدين حول العالم.

الدورة الخامسة

الدورة الخامسة لتحدي القراءة العربي جاءت استثنائية بكل المقاييس، لأنها تزامنت مع جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19».

ولم تمنع الجائحة القائمين على تحدي القراءة العربي من مواصلته، بتوظيف آليات وأدوات مبتكرة لضمان استمرارية التحدي في ترسيخ ثقافة القراءة واكتساب المعرفة لدى الملايين من الطلبة في الوطن العربي والعالم.

ولجأ تحدي القراءة العربي إلى الحلول الرقمية التي توظف التكنولوجيا، وأتاح للطلبة قراءة الكتب الإلكترونية، وإعداد ملخصات إلكترونية لها، وتحميلها وخوض المنافسات والتصفيات افتراضياً، بمتابعة وإشراف لجان التحكيم التي قيّمت أداء المشاركين إلكترونياً، بما ضمن تواصل المنافسة القرائية، واستمرارها في تحقيق أهدافها الاستراتيجية في سد الفجوة المعرفية وتعزيز مكانة اللغة العربية وترسيخ ثقافة القراءة والمطالعة ممارسة يومية.

وشارك في الدورة الخامسة التي نظمت افتراضياً، أكثر من 21 مليون طالب، من 52 دولة، و96 ألف مدرسة، وأكثر من 120 ألف مشرف للقراءة. وتم تتويج الطالب عبدالله محمد مراد أبوخلف من المملكة الأردنية الهاشمية بلقب «بطل تحدي القراءة العربي»، في دورته الخامسة، منتزعاً اللقب وجائزة قيمتها 500 ألف درهم.

عبدالله أبوخلف، طالب في كلية الطب البشري في إحدى جامعات بلده الأردن، شارك في برامج لتدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، كما يساهم في إلقاء محاضرات فكرية معاصرة، كما عمل عبدالله على إنشاء قناة على اليوتيوب وإطلاق برنامج ثقافي بعنوان (ما بين وبين).

يقول عبدالله: «تحدي القراءة العربي، والمبادرات الثقافية عالمية المستوى من نوعه، تكرّم الأبطال الحقيقيين الذين يصنعون التحول الإيجابي في مجتمعاتهم وأوطانهم وعالمهم».

وحصلت «مدرسة الغريب للتعليم الأساسي» من جمهورية مصر العربية، على لقب «المدرسة المتميزة» في الدورة الخامسة من تحدي القراءة العربي، وجائزة مقدارها مليون درهم، بعد أن تفوقت على 96 ألف مدرسة شاركت في تلك الدورة.

وحصدت الأستاذة موزة الغناة من دولة الإمارات العربية المتحدة لقب «المشرف المتميز» في التحدي القرائي والمعرفي الأكبر من نوعه عربياً، بعد تميزها بين أكثر من 120 ألف مشرف ومشرفة شاركوا في الدورة الخامسة.

كما شهدت الدورة الخامسة من التحدي تتويج ألكسندر فوروس، من إيطاليا، بطلاً لتحدي القراءة العربي، عن فئة الجاليات من مختلف أنحاء العالم وفوزه بجائزة مقدارها 100,000 درهم.

الدورة السادسة

وفيما تم تحديد موعد الحفل الختامي لتتويج بطل «تحدي القراءة العربي» في نسخته السادسة الأكبر من نوعها في تاريخ التحدي، ليكون يوم 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 سوف يتم تتويج بطل التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها على مستوى العالم باللغة العربية من بين أكثر من 22 مليون مشارك من 44 دولة، واختيار «المدرسة المتميزة» و«المشرف المتميز» لهذه الدورة السادسة ذات الأرقام القياسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvtvu9tc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"