عادي

«موسم الرحلات» والعودة إلى الطبيعة في أجمل شتاء بالعالم

22:34 مساء
قراءة 3 دقائق
Happy friends making barbecue picnic camping in the desert at sunset - Young people having fun preparing dinner - Travel, tour adventure on nature, vacation and friendship concept

الشارقة: زكية كردي
الجميع مشتاق للطبيعة، للرمال الشاسعة، للشواطئ وحفلات الشواء العائلية، لأحاديث الأحبة، للأهل والأصدقاء، وللطفولة التي تعود للجميع دون موعد في حضن الصحراء؛ حيث تتجدد حيوية الجميع، بعضهم يحب تجربة التخييم، وبعضهم يفضل التخطيط والحصول على أقصى رفاهية، البعض يستمتع مع الأصدقاء، والبعض يجد نفسه في حضن العائلة والضحكات المألوفة، لمشاركة أوقات البهجة في موسم الرحلات والأوقات الجميلة.
«تتطور المنتجات الخاصة بالتخييم عاماً تلو آخر»، حسب راشد سعيد الشحي، موظف، الذي يهتم بالبحث عن أحدث المنتجات في هذا المجال لجعل تجربة التخييم برفقة أصدقائه أكثر متعة وسهولة، ويقول: «عادة عندما يبدأ طقس الشتاء نبدأ بتنظيم رحلات التخييم أنا وأصدقائي، فقد اعتدنا أن نقضي معظم إجازات نهاية الأسبوع في البر، للابتعاد عن الحياة الروتينية والعيش في قلب الطبيعة».

و«يعد البر من طقوس الشتاء الرائعة في الإمارات عموماً» حسب أم سلطان، ربة منزل، وتقول: «نتنفس الطبيعة والأرض والسماء الواسعة بالذهاب إلى البر، هذه الأوقات المحببة بالنسبة لجميع أفراد العائلة، فكل شخص لديه ما يستهويه، الشباب يحبون اللعب بالدراجات والسيارات والصغار يحبون اللعب بالرمل، بينما تتسلى النساء بتحضير الطعام والأحاديث، وتضيف بأنه في الماضي كانت المعدات بسيطة والحياة عموماً أكثر بساطة، لكن اليوم أصبحت الشركات تهتم بتوفير الرفاهية حتى في قلب الصحراء، وصاروا يبدعون أدوات مساعدة كثيرة تسهل الأمر على هذا الجيل».

ويقول سعود عبد الله، طالب جامعي: «يستمتع البعض بعيش تجربة الابتعاد عن الرفاهية والحياة المدنية عندما يذهبون لقضاء الوقت في الصحراء، لكن وجود الرفاهية لا يغير ماهية الرحلة، فالهدف في النهاية هو قضاء الوقت في البر والابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية والروتين المعتاد».

يتابع: «هناك شركات توفر جميع الاحتياجات للرحلة، ننسق معها فتأتي عند الطلب وتوفر الخيام والمجلس والإضاءة والضيافة وكل ما نحتاج إليه رحلة ممتعة سواء مع الأصدقاء أو مع العائلة، والكثير من العائلات باتت تفضل الاعتماد على هذه الشركات المتخصصة لتوفير الوقت والجهد كونهم يهتمون بجميع التفاصيل ويوفرون أفضل الخدمات».

أما الذين يستمتعون بعيش التجربة بحرية مطلقة ومن دون تحضير مسبق، فلا يستغنون عن استمتاعهم بالاعتماد على أنفسهم بتحضير جميع التفاصيل، مثل مهند شيخ أحمد، صاحب شركة تسيير معاملات، وعن ذلك يقول: «أنا من هواة الرحلات، لهذا أحرص على أن تكون جميع المعدات جاهزة في سيارتي، لأنني عادة لا أتعامل مع الرحلات حسب منطق التحضير المسبق والتخطيط، فعادة أتواصل مع أصدقائي الذين يشاركونني هذا الشغف ونخرج خلال ساعة قاصدين وجهة جديدة أحياناً، أو مكاناً قريباً إذا كان الوقت متأخراً، ويضيف بأن الرحلات مع الشباب لا تحتاج إلى تخطيط عكس الخروج مع العائلات».

محمد نواف الأشرم، صاحب شركة، يحب الرحلات، ويهيئ سيارته عند بداية فصل الشتاء، استعداداً لهذه الأوقات الممتعة، لكنه مرتبط بالعائلة، خصوصاً أن أهله وأسرته يقيمون هنا في الإمارات، ويقول: «جمالية هذه الرحلات وروحها تكمن بالخروج مع العائلة عن نمطية الحياة، فالعلاقات في سياق الحياة اليومية المعتادة تصبح روتينية، لكن في الصحراء أو على الشواطئ نرتاح من ثقل وضغوط الواجبات ونكون أطفالاً مع أطفالنا من جديد، لهذا أجد أن هذه الأوقات العائلية غالية جداً ومهمة للكبار والصغار».

أما إبراهيم عرفة، موظف عقارات، فيرى أن هذا النوع من الرحلات «يجدد طاقتنا ويغسلنا من ضغوط العمل والمشاكل اليومية والتفاصيل المكررة»، ويقول: «الإنسان بحاجة إلى الطبيعة خصوصاً لو كان مرتبطاً بالمدنية وبأسلوب الحياة العصرية، لهذا يجد نفسه يتجدد ويتنفس براحة سواء في الصحراء، أم على الشاطئ، لهذا تنتشر طاقة جميلة في فصل الشتاء بالإمارات، وتنشط الرحلات بفضل الطقس الجميل والطقوس الرائعة، ولأني حديث العهد في الإمارات، لاحظت أن البر يجذب الجميع، سواء من الوافدين أم من أبناء الدولة، لأن هذه التجربة مثيرة حقاً وغنية».

و«لا شك أن الأوقات الجميلة تحتاج إلى الرفقة»، حسب فاطمة عمر، ربة منزل، وتقول: «لا يمكن للإنسان أن يستمتع من دون الرفقة، وقد لاحظت أن الكثير من الأسر من المقيمين هنا في الإمارات يؤسسون مجموعات أقرب لأن تكون عائلات كبيرة تعوضهم عن وجود العائلة الأم، فيوطدون هذه العلاقات بالرحلات المشتركة وينظمون مشاريع ترفيه مشتركة تناسب الكبار والصغار، وتضيف بأن هذه العلاقات والرحلات تمنح الحياة معنى أجمل وأكثر عمقاً، فالسعادة توطد المحبة وتحافظ على معنى العشرة الطيبة، وتضيف بأن الأجواء في هذا البلد الجميل تساعد وتشجع على مثل هذا النوع من العلاقات الإنسانية الصادقة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/45nb3ads

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"