الحقوق بين مناسبتين

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

ما بين الثالث والعاشر من الشهر الجاري ديسمبر/ كانون الأول، رابط ما، علاقة بين مناسبتين يحتفل بهما العالم ليحيي من جديد قضايا إنسانية ويلفت الانتباه إلى قائمة من المطالب والوعود التي لم تتحقق، مضيفاً إليها صورة عن أحوال اليوم وقائمة بأمنيات المستقبل. 
في الثالث من ديسمبر، أي قبل أيام قليلة، احتفل العالم باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد يومين أي في العاشر من الشهر، سنحتفل جميعاً باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وللمناسبتين وجه إنساني واحد، وأهداف تحثنا على التفكير كل يوم بما فعلنا وحققنا وبما عجزنا عن تحقيقه حتى الآن، أياً كان السبب المانع. 
هل حصل أصحاب الاحتياجات الخاصة على كل حقوقهم؟ هل وصلوا ووصلنا معهم إلى قمة ما حلمنا به ورأيناه مترجماً في الواقع؟ هل يعلم الإنسان أياً كان وضعه الصحي وقدراته وأينما وجد على هذه الأرض، ما هي حقوقه التي ترتبط بشكل تلقائي بواجباته؟ وما نسبة ما تحقق منها وفق البنود الموجودة على لوائح المنظمات الرسمية والمعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان؟ 
لمجرد أن نقول الحقوق، فهذا يعني أن هناك نقاطاً وضعت لترسم شكل حياة الإنسان على هذه الأرض، علاقاته مع البشر، مع كل ما يحيط به، وأن على الدول حمايته والدفاع عنه كي يتمكن من العيش بسلام، فينمو المجتمع سليماً معافى. لكن من يتأمل أحوال أهل الأرض، يعلم جيداً أن كثيراً من الدول الحاملة رايات الدفاع عن حقوق الإنسان، باعتبارها دولاً كبرى وعظمى، تضع الحقوق في ميزان موتور غير عادل، وكثير من أصحاب الهمم حتى في مثل تلك الدول يعانون وينتظرون. 
إذا ضيقنا الدائرة وحصرنا الكلام في إطار عالمنا العربي، كيف نجد الأحوال؟ كم دولة تقدمت مع أبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة فطورت وعدّلت ودعمت ووضعت خططاً تم تنفيذها فعلياً لدعم هؤلاء الأهل والأبناء، ودفعت باتجاه تسهيل إمكانية حصولهم على وظائف مناسبة يختارونها بأنفسهم، وكذلك حرصت على دمجهم في المجتمع وفي المدارس وفي الوظائف الرسمية؟ 
قلة قليلة جداً تنطبق عليها تلك المواصفات مثل الإمارات، حيث حققت الدولة الكثير لأصحاب الهمم وهي ترعاهم وتتيح لهم الفرص للتعلم والعمل بجانب أقرانهم وأصدقائهم والانخراط في شتى المجالات من أجل تحقيق الذات. وقليلة جداً الدول التي تضع على رأس قائمة اهتماماتها وانشغالاتها الإنسان أولاً، ومؤسف أن يكون العالم قد وصل إلى زمن الذكاء الاصطناعي والعقل الإلكتروني والروبوت، بينما بين البشر من يعاني من ظلم في العيش وضيق لا يطيقه، ومن يعاني من عجز في صحته أو بدنه ولا يقدر على العيش بشكل سليم وبسيط وسلس تماماً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2zjp28x3

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"