موعد مع القمر

00:01 صباحا
الصورة
صحيفة الخليج

يأبى محمد بن راشد إلا أن يقدّم الحلم والرؤية والتحدي.. يستنهض همة شباب الإمارات بطرق أبواب المستحيل بلا كلل، مستعيداً الفخر العربي بأمجاد اشتاقت إلى أمة حققت معها المعجزات العلمية، ليعيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للعرب الأمل من غرفة صغيرة في الخوانيج، والرسالة ذات مغزى ببساطتها: لا يوجد مستحيل في قاموس الإمارات. 

140 يوماً يستغرقها وصول المركبة التي تحمل «المستكشف راشد» إلى القمر، وعند ملامسة سطح جار الأرض، ستحتفل الإمارات بفخر بأنها رابع دولة تصل إلى القمر، ضمن برنامج طموح بدأ بالمريخ وسيصل إلى القمر ومن بعده إلى الزهرة. برنامج يحمل أرقى أهداف المعرفة التي تنقلها الإمارات إلى أجيال المستقبل، ليكون للعرب موطئ قدم راسخ في العلوم، من أجل البشرية. 

هدف الإمارات حدده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بنقل المعرفة وتطوير القدرات وإضافة بصمة علمية في تاريخ البشر، وهي اليوم بانطلاق «المستكشف راشد» إلى وجهته، إنما تقف عند محطة جديدة لكوادرها وشبابها، عنوانها استكشاف القمر. 

ما يميز المستكشف راشد، أنه نتاج خبرة مهندسين إماراتيين 100% من فريق مركز محمد بن راشد للفضاء، ضمن استراتيجية الإمارات للتعاون الفضائي، التي تميزت فيها الدولة في علاقاتها مع الدول الأخرى، وهو ما أكسبها ثقة كبيرة تتمثل اليوم في وجود كاميرات للبرنامج الفرنسي على المركبة الإماراتية للمرة الأولى. 

التعاون الدولي الذي يميّز علاقة الإمارات في مختلف المجالات مع العالم، يتجلى عبر برنامجها لعلوم الفضاء، وستكون مهمة المستكشف التي نحن في صددها إجراء اختبارات علمية كثيرة على سطح القمر مثل الخصائص الحرارية وتكوين التربة والتقاط صور عالية الدقة وجمع البيانات والمعلومات من «فوهة أطلس» والتي تستكشف لأول مرة.

وبانتظار الهبوط الناجح الذي ستحاول دولة الإمارات إنجازه، وسط ترقب العالم لإنجاز مهمة فضائية جريئة أخرى بعد وصول مسبار الأمل إلى المريخ، سنكون وسيكون كل أبناء الإمارات والأمة العربية، والعالم، بانتظار مهمة جديدة، يعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ليحفز فينا العلم والاجتهاد. 

قطاع الفضاء في الإمارات بات أمراً واقعاً، وفق رؤية مئوية الإمارات 2071، التي تهدف إلى الاستمرار في تنمية دور صناعة الفضاء في توسيع الاقتصاد القائم على المعرفة والمهارات العالية، وتعزيز مساهمة الفضاء في تنويع الاقتصاد، وجذب شركات متخصصة واستثمارات رائدة في صناعة الفضاء الإماراتية.

القمر الذي يعد المكان الوحيد في الفضاء الذي وطئته قدم بشرية، على موعد مع خطوة جديدة.. خطوة إماراتية بعد خطوات ومحاولات أمريكية وروسية وصينية ويابانية منذ أن وطئت قدم رجل الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونغ «الصغيرة» في العام 1969، لتكون بالفعل «قفزة عملاقة للبشرية».. 

خطوة الإمارات اليوم في الفضاء، تضرب موعداً جديداً للبشرية.. موعد يفتح به محمد بن راشد أبواب العلوم لشباب الإمارات والعرب وكل من يريد خيراً للبشرية.

عن الكاتب: