عادي

محمد بن راشد للقمر: هنا الخوانيج

21:56 مساء
قراءة 7 دقائق

من غرفة صغيرة في الخوانيج، على بعد كيلومترات من خور دبي، يعيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للعرب الأمل، ويرسل رسالته إلى القمر: «لا يوجد مستحيل في قاموس الإمارات».

يقدّم الرؤية والتحدي، ليستنهض الشباب بطرق أبواب المستحيل بلا كلل، مستعيداً الفخر العربي بأمجاد اشتاقت إلى أمة حققت معها المعجزات العلمية.

بعد إرسال «الأمل» إلى المريخ، ها هو «المستكشف راشد» في طريقه إلى القمر، وعند ملامسة سطح جار الأرض، ستحتفل الإمارات بفخر بأنها رابع دولة تصل إلى سطح القمر، ضمن برنامج طموح بدأ بالمريخ وسيصل إلى القمر ومن بعده إلى الزهرة. برنامج يحمل أرقى أهداف المعرفة التي تنقلها الإمارات إلى أجيال المستقبل، ليكون للعرب موطئ قدم راسخ في العلوم، من أجل البشرية.

الصورة

 

ما يميز المستكشف راشد، أنه نتاج خبرة مهندسين إماراتيين 100% من فريق مركز محمد بن راشد للفضاء، ضمن استراتيجية الإمارات للتعاون الفضائي، التي تميزت فيها الدولة في علاقاتها مع الدول الأخرى، وهو ما أكسبها ثقة كبيرة تتمثل اليوم في وجود كاميرات للبرنامج الفرنسي على المركبة الإماراتية للمرة الأولى.


إقرأ ملحق «17 حرفاً للمجد.. 17 عاماً للمستقبل» كاملاً:


قطاع الفضاء في الإمارات بات أمراً واقعاً، وفق رؤية مئوية الإمارات 2071، التي تهدف إلى الاستمرار في تنمية دور صناعة الفضاء في توسيع الاقتصاد القائم على المعرفة والمهارات العالية، وتعزيز مساهمة الفضاء في تنويع الاقتصاد، وجذب شركات متخصصة واستثمارات رائدة في صناعة الفضاء الإماراتية.

الصورة

ويؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن طموحات دولة الإمارات في مجال الفضاء مستمرة لبلوغ وتحقيق أهدافها بالوصول إلى مستويات عالية في الإنجاز، وتمكين كوادرها لتطوير أفضل قطاع وطني للفضاء، وترسيخ مكانة الدولة المتقدمة على صعيد القطاع الفضائي وصناعته عالمياً. وقال سموه بمناسبة نجاح إطلاق «المستكشف راشد» يوم 11 ديسمبر/ كانون الأول 2022: «محطة جديدة لدولتنا.. محطة جديدة لكوادرنا وشبابنا.. محطة جديدة في مسيرة البشر لاستكشاف القمر». كما قال سموه «المستكشف راشد جزء من برنامج فضائي طموح لدولة الإمارات.. بدأ بالمريخ.. مروراً بالقمر.. ووصولاً للزهرة.. وهدفنا نقل المعرفة.. وتطوير قدراتنا.. وإضافة بصمة علمية في تاريخ البشر».

وأضاف سموه خلال متابعته من محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء في منطقة الخوانيج: «الوصول للقمر هو وصول لمحطة في مسيرة تنموية طموحة لدولة وشعب لا يضعون سقفاً لهم.. ولا يعرفون مستحيلاً أمامهم.. والقادم أعلى وأكبر بإذن الله».

الصورة

ومن المتوقع وصول رحلة مركبة الهبوط هاكوتو-آر، التي طورتها شركة «آي سبيس اليابانية»، والتي تحمل المستكشف راشد إلى القمر في إبريل 2023.

يشكل مشروع الإمارات لاستكشاف القمر مشروعاً وطنياً يندرج تحت الاستراتيجية الجديدة (2031 -2021) التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، ويتضمن المشروع تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي إلى سطح القمر، والذي أُطلق عليه اسم «راشد»، تيمناً بالمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، باني نهضة دبي الحديثة.

وقد تم تصميم وتطوير المستكشف راشد، الذي يعد من بين أكثر المركبات تطوراً، بسواعد مهندسين ومهندسات إماراتيين من فريق مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث سيقوم المستكشف الإماراتي خلال مهمته بإجراء اختبارات علمية عديدة على سطح القمر مثل الخصائص الحرارية لسطح القمر وتكوين تربة سطح القمر، والتي ستساهم في تمهيد الطريق نحو تحقيق البشرية المزيد من التطورات النوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتقنيات الاتصال والروبوتات.

«مسبار الأمل»

يعود إعلان مشروع الإمارات لاستكشاف القمر إلى 29 سبتمبر/أيلول 2020، بعد أشهر قليلة من إطلاق «مسبار الأمل» في 20 يوليو/ تموز 2020 إلى المريخ. وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال حفل الكشف عن الأهداف العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، بأنه يبعث بثلاث رسائل، الأولى للعالم بأننا أهل حضارة، وكما كان لنا دور سابق في المعرفة الإنسانية سيكون لنا دور لاحق أيضاً.. والثانية لإخواننا العرب بأنه لا يوجد مستحيل وبإمكاننا منافسة بقية الأمم العظمى ومزاحمتها في السباق المعرفي، والثالثة لشبابنا بأن من يعشق القمم يصل لأبعد منها.. يصل للفضاء.. ولا سقف ولا سماء لطموحاتنا.

يوم وصول «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ في 9 فبراير/ شباط 2021، كان مجرد بداية لسبر أغوار الفضاء العميق، فدولة الإمارات الأولى عربياً والخامسة عالمياً في بلوغ المريخ، وها هي اليوم مساهم بارز في استكشافات البشرية، توفر من خلال مشاريعها عشرات الآلاف من البيانات والصور للمجتمع العلمي مجاناً.

حلم زايد

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يواصل من خلال مشروع الفضاء تحقيق حلم زايد. فاهتمام دولة الإمارات بعلوم الفضاء والفلك يعود إلى سبعينات القرن الماضي، عندما التقى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، فريق وكالة «ناسا»، والذي كان يضم 3 رواد فضاء، ومعهم الدكتور فاروق الباز، المسؤول عن رحلة أبولو إلى القمر؛ حيث كان هذا اللقاء حافزاً لتوجيه اهتمام الدولة بالفضاء، حتى تأسس مركز محمد بن راشد للفضاء في فبراير/ شباط عام 2015.

وبعد النجاح الكبير الذي حققه مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، سجلت دولة الإمارات قفزة كبرى، لتعلن في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2021، وضمن مشاريع الخمسين عن مهمة جديدة، بحضور صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، تشمل بناء مركبة فضائية إماراتية تنطلق في عام 2028، وتقطع 3.6 مليار كيلومتر، في مهمة علمية لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، تستمر حتى عام 2033، لتكون الإمارات أول دولة عربية، ورابع دولة عالمياً، ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية. وتعزز مهمة المركبة الفضائية الإماراتية الجديدة تطوير الكفاءات الهندسية والتكنولوجية والبحثية الإماراتية والعربية المتميزة على مدى السنوات التي تسبق وتلي اللحظة التاريخية لانطلاق المركبة الفضائية عام 2028.

وترسخ مهمة المركبة الفضائية الجديدة ريادة الإمارات وجهة عالمية للعقول والكفاءات والاستثمارات النوعية في قطاع استكشاف الفضاء وعلومه والصناعات والأبحاث والعمليات المرتبطة به.

«المريخ 2117»

مشروع «المريخ 2117»، الذي أعلنت عنه الإمارات في 13 فبراير 2017، يتضمن برنامجاً وطنياً لإعداد كوادر علمية بحثية تخصصية إماراتية، في استكشاف الكوكب الأحمر، كذلك بناء أول مستوطنة بشرية على المرّيخ خلال 100 عام، عبر قيادة تحالفات علمية بحثية دولية؛ لتسريع العمل على الحلم البشري القديم في الوصول إلى كواكب أخرى. طموح مستقبلي كبير لدولة الإمارات في مجال الفضاء. وقد بدأت الدولة بناء اللبنات الأولى لهذا الصرح الكبير، منذ إبريل 1997 مع تأسيس شركة الثريا للاتصالات الفضائية، وصولاً إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، في مارس 2019.

بدأت الإمارات رحلة الأقمار الصناعية في 19 أكتوبر 2000 مع القمر «الثريا1»، وفي وقت قصير بدأ أبناء الإمارات يشكلون الفرق المساهمة في تطوير صناعة الأقمار حتى أطلق القمر «دبي سات 1»، في 2009، الذي شارك في بنائه مهندسون إماراتيون بنسبة 30%. شهد يوم 29 أكتوبر 2018 حدثاً تاريخياً للإمارات بإطلاق «خليفة سات»، الذي يعدّ أول قمر صنّعه وطوره مهندسون إماراتيون بنسبة 100%، في مركز محمد بن راشد للفضاء.

ولدى الإمارات عشرات الأقمار الصناعية المتخصصة في مجالات مختلفة. وفي 28 أكتوبر 2020 أعلن مشروع القمر MBZ-Sat، حيث يعدّ ثاني قمر إماراتي يبنيه بالكامل فريق من المهندسين الإماراتيين، في مركز محمد بن راشد للفضاء، وسيجري إطلاقه في 2023، ليكون القمر الصناعي الأكثر تطوراً بالمنطقة في التصوير الفضائي العالي الدقة والوضوح.

أول مهمة عربية في الفضاء

شكلت رحلة أول رائد فضاء إماراتي هزاع المنصوري إلى المحطة الدولية في 25 سبتمبر/ أيلول 2019، منعطفاً مهماً في مشاريع الفضاء لدولة الإمارات، فقد كان المنصوري أول رائد فضاء عربي يؤدي مهام علمية على متن المحطة؛ ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي أعلن عنه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2017، لاختيار 4 رواد فضاء إماراتيين، وإعدادهم وتدريبهم، وإرسالهم في مهمات مختلفة إلى محطة الفضاء الدولية.

ويوم وصول المنصوري إلى الفضاء، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله: «.. اليوم نحتفل بانطلاق أول رائد فضاء إماراتي في مهمة تاريخية إلى محطة الفضاء الدولية، إنجاز إماراتي نفخر به، ونهديه للأمتين العربية والإسلامية.. وصول هزاع المنصوري للفضاء هو رسالة لكل الشباب العربي، بأننا يمكن أن نتقدم، ونتحرك للأمام، ونلحق بالآخرين..».

وتم الإعلان في 25 يوليو/ تموز 2022، عن اختيار سلطان النيادي، للمشاركة في أول مهمة طويلة الأمد على متن المحطة الدولية، ضمن بعثة وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» و«سبيس إكس كرو 6» التي ستنطلق في ربيع عام 2023، وتمتد 6 شهور. وفي 3 يوليو/ تموز 2022، غادر صالح العامري، رائد محاكاة الفضاء، كبسولة العزل في «سيريوس 21»، ليصبح أول رائد فضاء إماراتي وعربي يشارك في «الطاقم رقم 1»، والذي يعد جزءاً من «مشروع المريخ 2117».


إقرأ ملحق «17 حرفاً للمجد.. 17 عاماً للمستقبل» كاملاً


 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycy6ed5a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"