عادي

الأطفال.. «قراصنة أبرياء» للأجهزة الإلكترونية

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
1

تحقيق: زكية كردي

نتحدث كثيراً عن عدم السماح للأطفال بالوصول إلى أجهزتنا الإلكترونية، خصوصاً أجهزة الهاتف التي تعد الهدف المنشود لهم منذ الأشهر الأولى. ولعل الحديث عن اتخاذ قرارات صارمة بهذا الشأن مع الأبناء يبدو جاداً، إلا أنه على أرض الواقع يصبح ضرباً من التنظير، لمهارة الصغار بالاحتيال للوصول إلى غايتهم الجاذبة، والتسبب في عطبها.

لأكثر من ثلاث ساعات كان الجميع يبحث عنه في كل مكان داخل المنزل وخارجه، استنفر الجميع خوفاً من أن مكروهاً قد أصاب ابنهم صاحب الأعوام الستة، كما تخبرنا وفاء غزالي، ربة منزل، وتقول: «كان يختبئ داخل إحدى الخزائن التي لم تخطر على بال أحد، كان مشغولاً باللعب بالآيباد الذي وضعه على الوضع الصامت، مختبئاً من أخيه الكبير بعد أن أسقط هاتفه من الشرفة، لكنه عندما سمعنا نتحدث عن ضرورة الاتصال بالشرطة خرج وهو يضحك على أنه كان مجرد مقلب».

الصورة
1

وتؤكد ميساء قباني، ربة منزل، أن مجموع الأجهزة التي فقدتها وزوجها في حوادث تسبب بها الأبناء جاوز ال10 أجهزة. وتقول: «خسرت جهازي «لاب توب» والعديد من أجهزة الهاتف بسبب تساهلي مع أبنائي والسماح لهم بالاستيلاء على أجهزتي الخاصة، لكنني توقفت عن هذا الأمر منذ أن كسر ابني جهاز اللاب توب الخاص بي وكان عليه مشروع أعمل عليه وكدت أقترب من إنهائه وبقيت على أعصابي حتى وجدت مختصاً استطاع إنقاذ العمل قبل التخلص من اللاب توب».

وهناك من يحب الاحتفاظ بالأجهزة المعطوبة للذكرى، كما فعلت حسناء يحيى، معلمة، وتقول: «أحتفظ بجميع الأجهزة الإلكترونية التي أتلفها ابني لأتركها له للذكرى عندما يكبر وأخبره عن الحكايات التي يصعب تصديقها فتكون بالدليل القاطع، فذات مرة التقط هاتفي وركض مسرعاً ليضعه في المايكرويف ويشغله. لم يستغرق الأمر سوى بضع من الثواني لأصل عنده، لم أستطع إنقاذه للأسف فقد كانت الشاشة سوداء اللون، وتضيف بأنه كان في عامه الثاني فقط حينها ولا تعرف بما كان يفكر».

من المايكرويف إلى الفريزر، نهاية أخرى انتظرت هاتف حمزة الصالح، مدير محل، ويقول: «لم نترك مكاناً في المنزل لم نبحث فيه عن الهاتف الضائع، والمشكلة أنه كان قد انتهى شحنه لهذا كان يصعب الاتصال به، في النهاية وجدنا الهاتف في «الفريزر» في نهاية اليوم التالي، وكنت اشتريت جهازاً آخر بعد أن فقدت الأمل من العثور عليه، إلا أنني كنت مضطراً للحصول على البيانات على الهاتف القديم، خاصة جهات الاتصال».

يلعب الحظ أحياناً دوراً جميلاً كما حصل مع نوارة ونوس، موظفة، وعن ذلك تقول: «في إحدى نزهاتنا الصحراوية فقدت هاتفي عندما هممنا بالرحيل، ولم يكن هناك الكثير من الضوء لنتمكن من العثور عليه، جمعنا كل الأمتعة والأغراض التي كانت معنا ولم نجده، كان زوجي يتصل به وبعد محاولات سمع صوت رنين منخفض جداً بالكاد استطاع التناهي إلى سمعه، حاول التركيز وتتبع الصوت المنخفض فوجده قد تم دفنه في الرمال، وعرفنا بعدها أن ابني الذي كان لديه ثلاثة أعوام كان يخبئه ليصبح كنزاً بعد عمر طويل، وكان قد نسي الأمر ولم يخبرني بما فعل ونحن انشغلنا بالبحث لأكثر من ساعة».

ولعل الشعور الأكثر صدمة هو أن ترى ابنك الذي يبلغ نحو عامين بأم عينك وهو يرمي الهاتف في البحر ولا تستطيع إنقاذه، هذا ما قاله محمد الحمداني، مدير كراج سيارات، «حاولت إنقاذ الهاتف لكن دون جدوى، كنت أتصل بالهاتف وهو يرن أمامي ولا أستطيع إخراجه من الماء، بالطبع استعنت بأحد يخرجه لأنقذ البيانات التي أحتاج إليها في العمل، لكن للأسف ما إن أمسكت بالهاتف واستطعنا إخراجه حتى كان قد عطب ولم نتمكن من تشغيله مرة أخرى».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/399ujd28

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"