في حب جبران.. والكلمة

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

كل حدث ثقافي في الإمارات لا يأتي منفرداً ولا يكون استثنائياً، بل يكون كحبة في عنقود متكامل، كل حبة فيه تزيده جمالاً ورونقاً، وتحكي عن دولة تقدم للعالم الثقافة في أطر مختلفة ومتنوعة، تعلي من شأن الثقافة وتقرب المسافة بينها وبين الناس. 
مهرجان طيران الإمارات للآداب، هو حبة من العنقود المتلألئ، وفي كل دورة يزداد تألقاً ويوسع دائرة انتشاره واستقطابه لعشاق الفكر والكلمة واستقطابه للطلبة.. 
في دورته الخامسة عشرة التي تصادف من ١ إلى ٦ فبراير المقبل، يطل مهرجان طيران الإمارات للآداب بفعاليات لا شك أنها استثنائية، خصوصاً أنه سيحتفي في إحدى أمسياته بالأديب والمفكر والفيلسوف والرسام اللبناني العالمي جبران خليل جبران لمناسبتين، احتفاء بذكرى مولده ال ١٤٠، ولمرور ١٠٠ عام على صدور رائعته «النبي»، هذه الاحتفالية التي تقام في حب جبران، تشتمل على عروض فنية باللغتين العربية والإنجليزية، وتتكلل الأمسية بغناء أوبرالي لقصيدة «أعطني النّاي وغنّ» التي سبق أن غنتها فيروز من كتاب «المواكب» لجبران. 
كعادته يضم المهرجان في كل دورة مجموعة من أبرز الأسماء من المؤلفين الحائزين جوائز، وفي هذه الدورة يضم ٢٥٠ كاتباً وأديباً وفناناً، يلتقون في أكثر من ٣٠٠ فعالية مع عشاق الكلمة ومع طلاب المدارس والشباب.. كل الفعاليات تقدم تحت مظلة شعار هذه الدورة «خير جليس» ولكل فعالية وندوة وحوار ومسابقة لون وروح تلتقي كلها لتخدم الهدف الأبرز للمهرجان، وهو تكريم أهل الفكر والكلمة والقلم، ونشر الوعي بين الناس ودعوتهم للقراءة والكتابة بحب ومتعة.
من أبرز بصمات هذا الحدث الثقافي ويعتبر علامة فارقة فيه، هو تشجيعه للأطفال والمراهقين والشباب على خوض تجربة الكتابة والتنافس في ما بينهم في مسابقات تكشف لنا عن مواهب جديدة وموهوبين قد يكونون يوماً أدباء وشعراء وروائيين ونقاداً ومثقفين متميزين من مختلف الجنسيات.
مهرجان الإمارات للآداب ينطلق في يومه الأول بفعالية «أبيات من أعماق الصحراء»، كنوع من الاحتفاء بالتراث الشعري والأدبي وتكريم وتخليد لما تركه الأجداد، بحضور مجموعة من المتحدثين والمحللين ووسط أجواء مناسبة تليق بالحدث التراثي من الموسيقى والشعر والرقص في قلب صحراء دبي المكللة سماؤها بتاج من النجوم.
كل حدث ثقافي في الإمارات يسعى إلى توفير كل السبل المتاحة من أجل الارتقاء بالفكر والوعي وتشجيع الأجيال الجديدة على التمسك بالقراءة وحثهم على الابتكار وتقديس الكلمة ومعرفة حقيقة كنوزها وقيمتها والإعلاء من شأنها، ناهيك طبعاً عن السعي الدؤوب وبمختلف الطرق إلى جعل القراءة أسلوب حياة، ودعم التعليم والكتاب ليس داخل الإمارات فقط بل في مختلف أنحاء العالم من خلال مبادرات تطلقها الإمارات لدعم التعليم والثقافة ونشر الوعي.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/28pdsd37

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"