عادي

النجاح المسموم

23:24 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

النجاح الحقيقي هو الوصول إلى الهدف والمكانة المرجوّة وتحقيق الإنجازات وفق ما يطمح إليه المرء. صحيح أن النجاح هو نجاح للشخص نفسه، ولكنه يعود بفائدة على الجميع، فالنجاح يعم خيره على كل من حوله. البعض لديه هدف صريح هو الوصول إلى النجاح ضمن مجال معين من مجالات الحياة، في حين يكون هدف البعض ضمنياً يسعى إليه، ويكون وصوله إلى ما يريد تفوقاً على غيره، وتكبراً وتفاخراً لما وصل إليه.

إن سراً من أسرار النجاح أن يركز الشخص في مجال عمله، وألا يجعل أموراً أخرى تؤثر فيه، كأن يُصغي لكلام الآخرين وآرائهم المحبطة، طالما أنه يعمل بإتقان في ما يرضي الله ورسوله ومتبع لتعاليم الدين، ومحترم لعادات وتقاليد مجتمعه، وضميره حي، يتخلل عمله العطاء والإحسان للآخرين، عندها لا يأبه لأي متطفل خارجي.

وللوصول إلى النجاح الحقيقي يجب على الإنسان أن يمتلك المفاتيح العشرة للنجاح، وأن يكون دافعه الحقيقي هو تحقيق ما يصبو إليه، متّخذاً سلوكاً راقياً وشاحذاً طاقته الإيجابية لتكون وقوده في مسيرته، إضافة للمهارة التي ينبغي أن يتمتع بها، والتي تعطيه صورة متوقعة عن الطريق الذي سيسلكه، متصفاً بالمرونة والصبر ليكونا عوناً له على التزامه وانضباطه للوصول إلى الهدف المنشود.

إن النجاح في الحياة المهنية أو الاجتماعية يجب أن يكون نجاحاً صادقاً شفافاً، لا أن يكون نجاحاً مسموماً بالمسوّغات النفسية الدنيوية، فلا يكون لإغاظة وكيد أحدهم، أو تكبراً وتعالياً عليه؛ بل يكون سعياً إلى تحقيق الأهداف المرجوّة مع تبنّي الأفكار الإيجابية بعيداً عن السلبية وكل ما من شأنه أن يعيق طريق الوصول، وأن تكون غايته واضحة سليمة.

فوضوح الغاية سبب للاطمئنان والسعادة في الحياة، كما أن النجاح يتطلب بعض الخطوات التي تساعد في الوصول إلى الهدف، كأن يكون لدى الإنسان تصور وتخيل للواقع، ورغبة ملحة في الوصول إلى الهدف المحدد على المدى القصير، إضافة إلى اختيار قدوة صالحة تحتذى، تكون معيناً للحصول على بعض الأفكار المساعدة في رسم مسار النجاح. فالمقصود من أهداف الحياة أن يقوم كل شخص بدوره على أكمل وجه، لا أن ينافس غيره ليكون أفضل منه، وذلك حتى يتطور المجتمع ويزدهر بأبنائه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4kxapksk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"