عادي
فيلم يحتفي بالثقافة العربية والخليجية وتمكين المرأة

«عائشة».. توليفة هندية عربية بـ3 لغات

18:38 مساء
قراءة 3 دقائق
بطلة الفيلم مانجو واريير
استعراضات على أنغام الموسيقى الهندية بمذاق عربي

دبي: مها عادل

يحتفي فيلم عائشة الذي طرحته شركة فارس فيلم هذا الأسبوع بدور السينما بالدولة، بدور المرأة، وقوة تأثيرها في تغيير المجتمعات للأفضل، وإبراز دور الفن في إثراء حياة البشر، من منظور اجتماعي.

تدور أحداث الفيلم المستمدة من قصة حقيقية حول قصة كفاح فنانة مسرحية هندية ضد التمييز الذي تواجهه المرأة، ومكافحة أفكار ومعتقدات سلبية سائدة ضدها، وآثار الاضطهاد الذي قد تتعرض له المرأة على مستقبلها ومكانتها بالمجتمع.

يشارك في بطولة الفيلم النجمة الهندية مانجو واريير، والفنانة السورية القديرة منى الطويل، مع مجموعة بارزة من الفنانين من جنسيات مختلفة تجمع بين العربية والهندية وغيرهما، وأخرج الفيلم المخرج الشاب أمير باليكال، في تجربته الإخراجية الأولى، بالتعاون مع المنتج زاكاريا محمد، والمؤلف الموسيقي جايا شندران.

يتميز الفيلم بتجسيد الثقافتين الهندية والعربية معاً، ويحتفي بتجانس الثقافات وقيمة التعايش، كما أن الحوار ينقسم إلى اللغات العربية والمالايامية والإنجليزية؛ حيث تبدأ الأحداث في الهند، بينما أغلب القصة تدور في الرياض بالسعودية، وتم تصوير الفيلم بإمارة رأس الخيمة، للتشابه الكبير في ملامح الطبيعة من صحراء وشواطئ ونخيل وجبال.

ومن مفاجآت الفيلم المميزة، براعة المخرج في تقديم الحوارات باللغة العربية على لسان الأبطال من العرب أثناء وجود البطلة في السعودية، وتحقيق التناغم بين الثقافات واللغات بشكل متجانس لا يقلل من تفاعل المشاهد مع القصة الملهمة لكفاح سيدة تصدت للأزمات والقهر، وتعرّضت للتهديد بالقتل في وطنها، وهروبها لبلد آخر تشعر فيه بالأمان، وتتخفى في صورة خادمة في قصر إحدى العائلات السعودية المرموقة.

اتسم التوظيف المتقن للأغنيات والموسيقى بطابع خاص يتناسب مع الفيلم الجامع للثقافات؛ حيث يقدّم الفيلم أغنية باللغة العربية، مصحوبة بألحان واستعراضات تراثية هندية، كما يستمتع المشاهد بأغنية «طلع البدر علينا» بصوت مجموعة من الأطفال، بتصوير يشبه إلى حد بعيد أسلوب «الفيديو كليب» بخلفية من المناظر الخلابة برأس الخيمة.

إيقاع الفيلم هادئ، يغلب عليه الطابع الرومانسي الذي يعدّ المحرك الأساسي للأحداث، مع استخدام مدروس بعناية، لتكنيك الـ«فلاش باك» لسرد خلفيات المواقف والأحداث، ولم يخلُ الفيلم من مواقف بها لمسات كوميدية.

ورغم اعتماد تسلسل الأحداث على تدرج المشاعر والعلاقات الإنسانية التي تتطور بين أبطال الفيلم، إلا أنه لا يعتمد على قصة حب رومانسية مثلما تعودنا في خلطة السينما الهندية والعربية، والفيلم يبرز أصالة العادات والتقاليد العربية وكرم الأخلاق الخليجي.

الأداء التمثيلي لأبطال الفيلم كان لاعباً أساسياً في ارتباط الجمهور به، خصوصاً دور المرأة العجوز، الذي قامت به الفنانة السورية القديرة منى الطويل، والمشاهد المشتركة بينها وبين بطلة الفيلم، كانت مباراة في التمثيل من العيار الثقيل، خصوصاً أن الحوار الخاص بالبطلة كان محدوداً، لكنه قوي ومعبر.

ونجح المخرج في جذب انتباه المشاهد طوال مدة الفيلم التي امتدت إلى 150 دقيقة، حافظ على إيقاعه الشائق، رغم خلوه من مشاهد الحركة أو الإثارة التي تتميز بها كثير من الأفلام الهندية.

وعلى هامش العرض الخاص، تحدثت الفنانة السورية منى الطويل، لـ«الخليج»، قائلة: «سعدت بالمشاركة في الفيلم، خصوصاً أنها المرة الأولى التي أجسد فيها شخصية في فيلم هندي له طابع خاص؛ لأنه يقدم بثلاث لغات، الهندية والعربية والإنجليزية، فالشخصية التي أقدمها لثرية سعودية، تحتضن بطلة الفيلم الممثلة الهاربة من الاضطهاد، التي تنكرت في صورة خادمة في بيتها، وكانت هي طوق النجاة بها، والفيلم يحمل الكثير من الطاقة الإيجابية، ومعاني سامية عن تمكين المرأة وكفاحها بالحياة، مهما قست عليها الظروف».

وأعربت الفنانة الهندية راديكا، التي تجسد شخصية صديقة البطلة «نيتشا» عن سعادتها بالمشاركة في الفيلم، وتقول: «سعيدة بمشاركتي في الفيلم، فهو يمثل عودتي للسينما، بعد غياب 7 سنوات بسبب الزواج، وخصوصاً أن الفيلم يروي قصة حقيقية لحياة ممثلة هندية تتصدى للعادات القديمة التي تقيد حرية المرأة، والفيلم يجسد الثقافة العربية والخليجية من خلال رصد عادات وتقاليد الأسرة السعودية وحياتها، واستغرق تصوير الفيلم أكثر من عام من العمل المتواصل، والطريف أن القصر الفخم الذي تمّ تصوير كثير من المشاهد فيه، قديم برأس الخيمة، تتناوله الشائعات بأنه مهجور، لكنه في الواقع في غاية الجمال من الداخل والخارج، وأضاف مصداقية وواقعية لأحداث الفيلم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3pxf4paz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"