عادي

تنافس فرنسي إيطالي: ميلوني في الجزائر وشنقريحة بباريس

19:08 مساء
قراءة 3 دقائق

تزامنت زيارة «العمل والصداقة» لرئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني إلى الجزائر، مع توجّه رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة إلى باريس، الاثنين، في زيارة رسمية، هي الأولى منذ سنوات طويلة، وتأتي في سياق تقارب بين البلدين في مجالات عدة، وفي خضم جهود فرنسية جزائرية لإعادة الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء على وقع تنامي خطر المتطرفين ونفوذ قوى دولية على غرار روسيا والصين، إضافة إلى صراع فرنسي إيطالي مزمن حول النفوذ في شمال إفريقيا.

ووقعت الجزائر وإيطاليا خمس مذكرات «شراكة وتعاون» في عدة قطاعات اقتصادية واجتماعية، وذلك عقب محادثات أجراها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بالقصر الرئاسي بالعاصمة، مع رئيسة الوزراء الإيطالية، التي تجري زيارة غير محددة المدة إلى البلاد، وفق ما بثه التلفزيون الرسمي. وشملت المراسم، توقيع شركة المحروقات الحكومية الجزائرية «سوناطراك» ومجموعة الطاقة الإيطالية «إيني» على مذكرتي تعاون، فضلاً عن توسيع مجالات التعاون في مجالات عدة.

وتسعى ميلوني إلى استكمال سياسة سلفها ماريو دراغي، الذي قام بزيارتين إلى الجزائر خلال السنة ونصف السنة الأخيرة. وتعمل كل الحكومات الإيطالية، على تعميق العلاقات لتصبح إيطاليا الشريك الأول للجزائر، وتقوم بتعويض فرنسا وإسبانيا في الكثير من القطاعات.

شراكة فرنسية جزائرية

وتحمل زيارة شنقريحة إلى باريس، دلالة رمزية؛ فهي غير مسبوقة منذ نحو 17 عاماً؛ إذ تعود آخر زيارة لرئيس أركان جزائري إلى فرنسا للراحل أحمد قايد صالح في أيار/مايو 2006.

وذكرت وسائل إعلام جزائرية أن الفريق شنقريحة تلقى دعوة من رئيس أركان الجيوش الفرنسية الفريق أول تيري بوركار، ضمن خطط مشتركة لتعزيز التعاون بين الجيش الجزائري والجيوش الفرنسية، فضلاً عن التباحث حول المسائل ذات الاهتمام المشترك.

ويومي 25 و26 آب/أغسطس 2022 الماضي، التقى شنقريحة وبوركار خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر. وناقش حينها الجنرالان الوضع الأمني في منطقة الساحل، وتعزيز التعاون بين الجيشين الجزائري والفرنسي. وسيناقش رئيسا الأركان الوضع في منطقة الساحل، إضافة للمسائل المتعلقة بالأمن القومي ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى التحضير لزيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى باريس في مايو المقبل.

وكان الرئيسان تبون وماكرون قد وقّعا، أواخر أغسطس/آب الماضي، في ختام زيارة قام بها الرئيس الفرنسي للجزائر، إعلاناً مشتركاً «من أجل شراكة متجددة» بين البلدين.

«خطة إنريكو ماتي»

وبالمقابل، تعمل الحكومة الإيطالية، في ظل قيادة ميلوني، الخاضعة لهيمنة اليمين المتطرف، على بلورة خطة تعاون جديدة مع دول شمال إفريقيا أسمتها «خطّة إنريكو ماتي»، وهو خبير إيطالي في مجال إنشاء شركات صناعة النفط، ومات في حادث طائرة غامض عام 1962، وتهدف الخطة المقترحة إلى السماح لإيطاليا باستعادة «الدور الاستراتيجي» في منطقة البحر الأبيض المتوسّط، وخصوصاً في شمال إفريقيا.

وحين حصل الائتلاف اليميني المتطرف على الأغلبيّة البرلمانيّة المطلقة في الانتخابات الإيطاليّة في سبتمبر/أيلول الماضي، عاد إلى العلن التنافس الفرنسي الإيطالي القديم، وانتشرت مجموعة من التسجيلات والتصريحات السّابقة لميلوني، تضمنت هجمات شديدة اللهجة على فرنسا؛ لدورها في الحرب الأهلية الليبية عام 2011، ويوافقها نسبياً في هذا الموقف رئيس الوزراء الأسبق سلفيو برلسكوني.

وتخشى الأوساط السياسية من أن تؤدي تداعيات التنافس الفرنسي الإيطالي إلى مزيد من المتاعب والتصدعات داخل الاتحاد الأوروبي، خصوصاً في ظل تداعيات الحرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة العالمية شديدة القسوة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5723ywz4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"