عادي

أزمة الكهرباء لا ترحم حتى الموتى في جنوب إفريقيا

21:17 مساء
قراءة دقيقتين

جوهانسبرغ - أ ف ب

تعاني العائلات في جنوب إفريقيا بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وصولاً إلى عدم تمكّنها من إقامة حداد تقليدي تتجمّع خلاله حول المتوفى فترة أسبوع، فقد بات الأمر يمثل تحدياً، ويدفع إلى دفن الموتى في أسرع وقت ممكن.

وقالت الجمعية التي تمثّل قطاع تنظيم الجنازات في البلاد (SAFPA) في بيان هذا الأسبوع: «نرى الكثير من الجثث المتحلّلة».

وساءت أزمة الكهرباء منذ العام الماضي في القوّة الصناعية الأولى في إفريقيا، حيث ينقطع التيار الكهربائي أحياناً أكثر من 11 ساعة يومياً.

ومن الأسباب وراء ذلك، الوضع الذي تمر فيه شركة «إسكوم»، التي تنتج 90% من الكهرباء في جنوب إفريقيا والتي غرقت في الديون بعد سنوات من سوء الإدارة، فيما تكافح حالياً في ظل تقادم محطات الطاقة وسوء صيانتها.

وتشهد البلاد منذ أشهر انقطاعاً مبرمجاً للتيار الكهربائي، يمتد لساعات عدة وعدة مرات في اليوم، ليصل الأمر إلى فترات قياسية.

بالنسبة لمتعهّدي الجنازات، فإن هذا الانقطاع في التيار الكهربائي يعني إيقاف أنظمة التبريد، وإمكان تحلل الجثث.

ومن هذا المنطلق، يشجّع مسؤولو القطاع، العائلات على دفن موتاها في غضون أربعة أيام. ويأتي ذلك أيضاً للحفاظ على انخفاض التكاليف، وسط ارتفاع نسبة التضخّم وأسعار الوقود.

وقالت غرايس ماتيلا (52 عاماً) وهي متعهّدة دفن في جوهانسبرغ، إنها تكافح لتحمّل التكاليف الإضافية، وتفكّر في زيادة الفواتير. وقال مايك نكاكولا (61 عاماً) الذي يملك شركة لتنظيم الجنازات في بلدة أويتينهاغ جنوبي البلاد: «اضطُرّ أحد الزملاء إلى إغلاق عمله، لأن السلطات اكتشفت جثة متحللة». وأضاف: «المولّدات ليست رخيصة».

ويواجه المهنيون في القطاع تأخيرات في إعلان الوفيات والحصول على تصاريح الدفن؛ إذ إن الإدارات التي تصدر شهادات الوفاة غير قادرة على إصدار الوثائق في حال انقطاع الكهرباء من جهته، قال المتحدث باسم الجمعية الممثّلة، للقطاع إنه في بعض المناطق النائية: «يستغرق الأمر أحياناً ساعات قبل الاتصال بسيارة إسعاف، وقبل تمكّنها من الوصول إلى المكان للإعلان رسمياً عن الوفاة»، لتجري بعد ذلك عملية إزالة الجثة، مشيراً إلى أن شبكات الهاتف أيضاً تعطّلت بسبب الكهرباء. وأضاف: «هذه سلسلة تداعيات جراء انقطاع الكهرباء».

في هذه الأثناء، أثار الإعلان الأخير عن زيادة الرسوم لإنقاذ شركة «إسكوم» الغضب في البلاد. وتظاهر الآلاف هذا الأسبوع في جوهانسبرغ وكيب تاون، بدعوة من التحالف الديمقراطي، الحزب المعارض الرئيسي.

وأعلن الرئيس سيريل رامافوزا، معارضته لهذه الزيادة، فيما أقر بأن الأزمة «تدمّر الشركات»، موضحاً أنه «لا يمكن حلّها بين ليلة وضحاها».

ولا تزال جنوب إفريقيا تستمد 80% احتياجاتها من الكهرباء من الفحم، ما يولّد تلوثاً خطراً يندد به دعاة حماية البيئة. وتمّت الموافقة على حزمة مساعدات بقيمة 98 مليار دولار، لانتقال الطاقة في هذه الدولة خلال قمّة المناخ (كوب 27).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mtc2nukm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"