عادي

ساجي منير.. ذاكرة تربوية تختزل 39 عاماً

00:41 صباحا
قراءة دقيقتين

العين: منى البدوي

39 عاماً من العطاء قضتها ساجي منير كتمتو (لبنانية) في الميدان التربوي بدأتها بعد تخرّجها في جامعة الإمارات والعمل معلمة للغة الإنجليزية عام 1982 في «جمعية نهضة المرأة الظبيانية»، وذلك حتى عام 2008، وتوجهت بعدها للتدريس في مدارس القطاع الخاص.

استعادت معلمة الأجيال ذكرياتها في الميدان التربوي الذي ذكرت أنها قضت فيه أكثر من نصف عمرها وتحوّل إلى جزء أساسي من حياتها لا زال عالقاً بكافة تفاصيله في الذاكرة، بدءاً من أساليب التعليم ودور المعلم، والعلاقات الإنسانية التي كانت تجمع المعلم مع الطالب وأسرته، والأنشطة المدرسية وطابور الصباح، وغيرها من التفاصيل التي عاشتها ولا زالت تعيش في ذاكرتها ووجدانها.

وقالت: «من عاصر التعليم خلال الثمانينات سواء كان معلماً أو إدارياً لا يمكن أن ينسى تلك الأيام الجميلة التي لا نمتلك إلا أن نصفها ب«الزمن الجميل»، حيث حظي المعلم خلالها بمكانة اجتماعية خاصة محفوفة باحترام وتقدير الطالب وولي أمره، وكان المدرّس أيضاً بمثابة المستشار التربوي للطالب والنموذج الذي يُحتذى، وهو ما جعله يحرص على أن يكون معلماً وأيضاً شريكاً نموذجياً للأسرة في التربية وتقويم السلوك».

وأشارت إلى المناهج التي كان الطالب يدرسها كانت تتناسب مع مدة أيام الدراسة الفصلية، وعدد الحصص في اليوم الواحد، وهو ما غاب معه شعور الطالب بالملل أو تخمة المعلومات المطلوبة دراستها، إلى جانب أنها كانت تمنحه مساحة لممارسة حياته بشكل طبيعي بقية ساعات اليوم، حيث كان باستطاعته تخصيص وقت للترفيه والجلوس مع الأهل والخلود للنوم في وقت محدد.

ولفتت إلى أن المناهج في جزء منها كانت تركز على إكساب الطالب مهارات القراءة والكتابة ليكون قادراً على الإسهاب، وبالتالي توسيع المدارك اللغوية والتعبيرية وغيرها، كما كان المعلم يحرص على دفع الطالب للاهتمام بها، وذلك من خلال تخصيص الدرجات.

وقالت: «على الرغم من أن اليوم الدراسي كانت الحصص فيه لا تزيد على 6، فإن المعلم كان قادراً على ختم المنهاج المطلوب وفقاً للخطة الدراسية السنوية، وأحياناً يتوفر وقت للمراجعة مع الطالب وزيادة مهاراته اللغوية والفكرية»، مشيرة إلى أن المعلم في الوقت الحاضر بات مرهقاً ومثقلاً بالمهام الوظيفية الأخرى، إلى جانب زخم المناهج التي تجعله يتجاهل فهم الطالب، ويسعى فقط إلى الانتهاء من المنهاج في الوقت المحدد.

وذكرت أن الذاكرة ممتلئة بالأحداث التي نشعر أمامها بالفخر بما حققته الدولة من تقدم في الميدان التربوي والتعليمي، إلا أنه من أجمل الذكريات التي يحملها المعلم بعد الانتهاء من مرحلة الحياة العملية، هي شهادات التقدير وأيضاً قصاصات الورق التي عبرت من خلالها طالباتي عن مشاعر الشكر والتقدير والحب الذي يعكس عمق العلاقة الأبوية بين المعلم والطالب.

وختمت حديثها بقولها إنه من النعم التي أشكر الله عليها، أنني تمكنت من خدمة الدولة في المجال التعليمي، وهو ما كنت أسعى إليه لرد الجميل للقيادة الرشيدة حفظها الله، التي أتاحت لي فرصة التعليم كطالبة على مقاعد الدراسة في الدولة، وإنهاء تعليمي في أعرق جامعاتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/msnk36pr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"