عادي
الأهل يشتكون من آليتها

التواصل بين أولياء الأمور والمدارس.. مشكلة تبحث عن حل

01:28 صباحا
قراءة 4 دقائق
المدارس تؤكد أن أبوابها مفتوحة على مدار ساعات العمل

تحقيق: سهيل الحربي
عبر عدد من أولياء الأمور عن استيائهم تجاه بعض المدارس بسبب عدم التواصل معهم، لإطلاعهم على كل ما يتصل بأبنائهم، مطالبين بضرورة التواصل المستمر بين إدارات المدارس وأولياء الأمور لمتابعة الطلبة، في المقابل عارضت إدارات بعض المدارس أولياء الأمور فيما يخص هذا الشأن، مؤكدةً أن المدارس أبوابها مفتوحة على مدار ساعات العمل ومتعاونة مع أولياء الأمور، فيما يخص الطلبة داخل المدرسة.

«الخليج» التقت مع عدد من أولياء الأمور الذين أعربوا عن عدم رضاهم، بسبب تجاهل بعض المدارس بالذات عند تعرض أبنائهم لبعض المواقف التي قد تعتبرها المدارس غير مهمة، وأنها أمور واردة بين الطلبة، وبالتالي لا تطلع ولي الأمر على هذه الحالات، بما في ذلك الحالات الإيجابية التي تتجاهلها، حيث قال شهاب إبراهيم عبد لله، ولي أمر طالبة في المرحلة الأولى: «تتواصل المدرسة مع أولياء الأمور عن طريق برنامج مخصص، لتسهيل عملية التواصل بين ولي الأمر والمعلم والمدرسة مما يسهل متابعة مستوى الطالب بدقة، ولكن حينما أتواصل أنا مع المدرسة عن طريق البرنامج تتأخر في الرد وأحياناً يتم تجاهلي، من أكثر المواضيع التي تشاركها المدرسة هي حالات الطالب السلبية»،

وأضاف أن أغلب الاجتماعات التي تنظمها المدرسة لا تراعي ساعات العمل لدي، فهي تكون غالباً في فترة الصباح وهذا يجعل الحضور صعباً حسب طبيعة عملي، في السابق كانت الاجتماعات تعقد ما بعد فترة الدوام المدرسي، أما حالياً عند انتهاء الدوام لا تجد أي أحد في المدرسة، وتمنعني الإدارة من الدخول إلى المدرسة فهي فقط تسمح لي بالدخول إلى مكان الاستقبال، حتى يتفرغ أحد الأخصائيين لمقابلتي، أما عن مقابلة المدرسين فهي لا تسمح بمقابلتهم إلا بموعد مسبق.

رسائل مغلوطة

وقال فهد مساعد المنصوري: «مدرسة أخي ترسل لأمي رسائل تفيد بأنه لم يقم بالحضور إلى المدرسة، في حين أن أمي متأكدة بأنه قام بالصعود إلى الحافلة تحت ناظريها، عندما نطلب التأكد ونستمر بالإلحاح تذهب الأخصائية للتأكد، فتجد أخي موجوداً داخل الفصل، المشكلة أن أخي عمره ثماني سنوات، فعندما تقوم المدرسة بإرسال مثل هذه الرسائل لأمي، تسبب حالة من الفزع وهذا الوضع تكرر لأكثر من مرة».

وقالت نور سالم الجوهي، ولية أمر طالبة: «تتم مراسلتي عن طريق برنامج خصصته المدرسة لأولياء الأمور من أجل طرح جميع البيانات الخاصة بابنتي، ولكن مع الأسف ليست لدي الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذه البرامج، فطلبت من المدرسة أن تتواصل معي بشكل مباشر في الأمور المهمة عن طريق الهاتف، فيما يخص المستوى الدراسي».

التواصل عبر الإيميل

وقالت مريم محمد صالح، ولية أمر: «تستخدم المدرسة الإيميلات في تواصلها معي، فالإدارة تراعي ظروف عملي، ففي أغلب الأوقات لا أستطيع الرد على المكالمات خلال عملي، فلا أجد الوقت الكافي للإجابة عليها، فالأفضل لي هي الإيميلات فاستطيع من خلالها القراءة في الوقت الذي يناسبني، ولكن إذا كان الموضوع في غاية الأهمية ويحتاج تدخلاً سريعاً أخبرت المدرسة بأن تتصل بي فوراً، وتحاول المدرسة توفير الجهد لنا ومحاولة تبسيط جميع الأمور لتصبح سهلة».

طلبات غير مقبولة

كما التقت «الخليج» عدداً من المسؤولين في المدارس، الذين بدورهم أشاروا إلى أن أغلب أولياء الأمور لا يتعاونون معهم من الناحية النظامية، فالمدرسة بدورها يجب أن تحافظ على استمرارية الدراسة بشكل سلسل، ومن غير اللائق طلب اجتماع مع مدير المدرسة أوشخص من الهيئة التدريسية من دون موعد مسبق، كما يفعل بعض أولياء الأمور، ويجب مراعاة الضغوط التي تتحملها المدرسة، من جراء تسهيل إيصال المعلومات اللازمة لكل عائلة.

وقالت سوزان أبو عرب، مسؤولة في قسم التواصل بمدرسة خاصة: «يعتبر التواصل مع أولياء الأمور من أهم المسؤوليات التي يجب علينا مراعاتها والاهتمام بها، فنحن ملزمون بالتواصل معهم لإيصال جميع المعلومات التي تفيدهم عن مستوى أطفالهم، خلال فترة وجودهم داخل المدرسة، وإبلاغهم بالأمور الخاصة التي ربما تؤثر على مستوى الطفل في دراسته، أوحتى قد نتطرق في بعض الحالات بالسؤال عن حياته اليومية للكشف عن أي مشاكل نستطيع حلها».

وأوضحت أن التواصل مع أولياء الأمور يتم عبر طريقتين، بواسطة الهاتف أوعبر البريد الإلكتروني حسب الضرورة، أما عن تعاملنا الشخصي مع أولياء الأمور فنحن لا نواجه أي مشاكل معهم، فالآباء والأمهات متفهمون بشكل منفتح ومتعاونون، فإدارة المدرسة تتعامل معهم بكل احترام وتقدير، ما يولد الراحة لديهم والطمأنينة في نفوسهم.

تحديث البيانات

وقالت رنا جهاد، منسقة العلاقات الحكومية في مدرسة خاصة: إن التعامل مع أولياء الأمور يتطلب جهداً كبيراً وطاقة تحمل عالية، لاختلاف طبيعة البشر، فليس الجميع في نفس المستوى من الثقافة وأسلوب التعامل، وإنما تختلف الأساليب وطرق التحدث من شخص إلى شخص، فالأغلب منهم متفهم ويتمتع بلباقة في الحديث ولديه مرونة في تقبل الكلام والاستماع لما فيه من فائدة، وأيّاً كان الموضوع الذي يتمحور عليه الحديث، ولكن في الجهة المقابلة البعض منهم يصعب التعامل معه فيكون حاد الطباع ولا يحب الاستماع أبداً، وكلامه هو المنطق ولا يعجبه غير ذلك، ولا يريد التحدث إلا مع المدير بشكل مباشر، في هذه الحالة يتطلب منا الأمر كمسؤولين في قسم العلاقات أن نتعامل مع هذه الحالات بحذر، لكي نتجنب أي مشاكل قد تحدث من جراء هذا النقاش. وأشارت إلى أن المدرسة تتمتع بمرونة في التعامل مع أولياء الأمور.

عدم تجاوب

قالت غدير إبراهيم، أخصائية في مدرسة خاصة: «تفضل المدرسة استخدام جميع الطرق للتواصل مع أولياء الأمور من بريد إلكتروني ورسائل نصية أو واتساب، وفي حال عدم الاستجابة للضرورة القصوى قد نتواصل مع أقرب الناس إليهم، ومحاولة التحدث مع أهل الطفل، وتركز المدرسة على تحسين حالة الطالب الدراسية بالتواصل المباشر مع ولي الأمر من أجل إبلاغه بأي تدن في المستوى الدراسي، لمحاولة رفعه وتطوير المهارات للطالب من خلال توفير الدعم الأكاديمي في المدرسة، وتنظم المدرسة 3 اجتماعات خلال السنة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2t253kav

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"