تكشف الضجة التي أثارتها حادثة المنطاد الصيني خلال الأيام الماضية، حجم هوة الثقة التي تفصل القوى الكبرى بعضها عن بعض، وتضيع معها فرص عديدة للتعاون والتنسيق في حقول العلوم والتكنولوجيا والمناخ، بعيداً عن ضجيج الحرب والنزاعات السياسية.
وعلى الرغم من أن الصين قدمت توضيحات حول طبيعة عمل المنطاد، فإن الأجواء المشحونة في واشنطن لم تكن في وارد الإصغاء للرسائل القادمة من بكين. وفي الواقع، فإن وزارة الخارجية الصينية لم تسارع إلى الإعلان عن الطبيعة العلمية للمنطاد في المرة الأولى، لكنها قالت إنها تتحقق من الحادثة. وفي بيان آخر أكدت بكين المعلومات، موضحة أنه «آلية مدنية تستخدم لأغراض البحث وخصوصاً للأرصاد الجوية». كما قدّمت اعتذارها للإدارة الأمريكية على انتهاك غير مقصود لأراضيها بسبب فقدان السيطرة على المنطاد.
لكن هذا الإعلان عن النوايا الحسنة لم يكن كافياً لتهدئة قلق القيادات السياسية والعسكرية في واشنطن. وربما يعود ارتفاع الضجيج الناجم عن هذه الحادثة، إلى المناخ المشحون بالتوترات الذي تفرزه حرب أوكرانيا. فالانخراط في الحرب ـ أي حرب ـ من شأنه أن يزرع الشكوك السوداء في مواجهة أي بادرة يمكن أن تحمل طابعاً عسكرياً من أي درجة.
كما أن العلاقات الأمريكية الصينية ليست في أفضل حالاتها، فشكوك الجانبين لا تفتأ تتعاظم بسبب المنافسة على النفوذ والتجارة الدولية، وتزيدها نيران الحرب الأوكرانية اشتعالاً. فالولايات المتحدة تبذل جهوداً كبيرة في محاولة إبعاد الصين عن تقديم الدعم لروسيا، ضمن استراتيجيتها لفرض عزلة دولية على موسكو، وحرمانها من الحصول على حلفاء أقوياء.
وهي من جانب آخر تحاول أيضاً تقييد حركة الصين في منطقة بحر الصين الجنوبي، لأسباب تتعلق بالمنافسة على ممرات التجارة العالمية من جهة، وأيضاً إظهار التزامها بالدفاع عن مصالح حلفائها في المنطقة.
وأنهت العملية العسكرية للجيش الأمريكي حادثة المنطاد بسرعة، من دون أن تترك خلفها تداعيات خطرة، باستثناء شعور بالاستياء أعلنت عنه الحكومة الصينية التي اعتبرت أن واشنطن بالغت في ردّ فعلها. وحتى الزيارة المقررة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أجّلت فقط ولم تُلغ، وهو أمر يفتح الباب أمام التكهّنات إزاء المواقف المتشددة التي صاحبت هذه الأزمة العابرة.
فهل كانت الولايات المتحدة بحاجة ـ في هذه المرحلة ـ إلى عملية استعراضية لإظهار قوتها، ويقظة قواتها وتفوّقها على الآخرين، من دون أن يكون هناك خطر جدي على الأرض أو في الفضاء؟.
لقد كان من الممكن عكس كل المسار الذي بدأت وانتهت به أزمة المنطاد إلى مسار مغاير، يساعد في جسر هوة الثقة بين البلدين ويؤسس لتعاون معزّز في تبادل الخبرات والمعارف في المجالات العلمية بالشكل الذي يدعم تطور الحضارة العالمية ويقدّم الفائدة للشعوب، خاصة في مجال مكافحة تداعيات التغير المناخي الذي قالت الصين إنه محور مهمة المنطاد. والتغيرات المناخية هي خطر وجودي على المجتمع البشري بأسره، ومواجهته تتطلب التعاون وليس العداء.
وعلى الرغم من أن الصين قدمت توضيحات حول طبيعة عمل المنطاد، فإن الأجواء المشحونة في واشنطن لم تكن في وارد الإصغاء للرسائل القادمة من بكين. وفي الواقع، فإن وزارة الخارجية الصينية لم تسارع إلى الإعلان عن الطبيعة العلمية للمنطاد في المرة الأولى، لكنها قالت إنها تتحقق من الحادثة. وفي بيان آخر أكدت بكين المعلومات، موضحة أنه «آلية مدنية تستخدم لأغراض البحث وخصوصاً للأرصاد الجوية». كما قدّمت اعتذارها للإدارة الأمريكية على انتهاك غير مقصود لأراضيها بسبب فقدان السيطرة على المنطاد.
لكن هذا الإعلان عن النوايا الحسنة لم يكن كافياً لتهدئة قلق القيادات السياسية والعسكرية في واشنطن. وربما يعود ارتفاع الضجيج الناجم عن هذه الحادثة، إلى المناخ المشحون بالتوترات الذي تفرزه حرب أوكرانيا. فالانخراط في الحرب ـ أي حرب ـ من شأنه أن يزرع الشكوك السوداء في مواجهة أي بادرة يمكن أن تحمل طابعاً عسكرياً من أي درجة.
كما أن العلاقات الأمريكية الصينية ليست في أفضل حالاتها، فشكوك الجانبين لا تفتأ تتعاظم بسبب المنافسة على النفوذ والتجارة الدولية، وتزيدها نيران الحرب الأوكرانية اشتعالاً. فالولايات المتحدة تبذل جهوداً كبيرة في محاولة إبعاد الصين عن تقديم الدعم لروسيا، ضمن استراتيجيتها لفرض عزلة دولية على موسكو، وحرمانها من الحصول على حلفاء أقوياء.
وهي من جانب آخر تحاول أيضاً تقييد حركة الصين في منطقة بحر الصين الجنوبي، لأسباب تتعلق بالمنافسة على ممرات التجارة العالمية من جهة، وأيضاً إظهار التزامها بالدفاع عن مصالح حلفائها في المنطقة.
وأنهت العملية العسكرية للجيش الأمريكي حادثة المنطاد بسرعة، من دون أن تترك خلفها تداعيات خطرة، باستثناء شعور بالاستياء أعلنت عنه الحكومة الصينية التي اعتبرت أن واشنطن بالغت في ردّ فعلها. وحتى الزيارة المقررة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أجّلت فقط ولم تُلغ، وهو أمر يفتح الباب أمام التكهّنات إزاء المواقف المتشددة التي صاحبت هذه الأزمة العابرة.
فهل كانت الولايات المتحدة بحاجة ـ في هذه المرحلة ـ إلى عملية استعراضية لإظهار قوتها، ويقظة قواتها وتفوّقها على الآخرين، من دون أن يكون هناك خطر جدي على الأرض أو في الفضاء؟.
لقد كان من الممكن عكس كل المسار الذي بدأت وانتهت به أزمة المنطاد إلى مسار مغاير، يساعد في جسر هوة الثقة بين البلدين ويؤسس لتعاون معزّز في تبادل الخبرات والمعارف في المجالات العلمية بالشكل الذي يدعم تطور الحضارة العالمية ويقدّم الفائدة للشعوب، خاصة في مجال مكافحة تداعيات التغير المناخي الذي قالت الصين إنه محور مهمة المنطاد. والتغيرات المناخية هي خطر وجودي على المجتمع البشري بأسره، ومواجهته تتطلب التعاون وليس العداء.