«كائنات» تثير الشبهة

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

يونس السيد

فتحت قضية إسقاط المنطاد الصيني قبالة سواحل ساوث كارولاينا الأمريكية في الرابع من فبراير (شباط) الجاري، وما تلاها من إسقاط أربعة «كائنات» أو «أجسام مجهولة» في غضون أيام قليلة فوق الولايات المتحدة وكندا، الباب أمام الكثير من التكهنات والتساؤلات المثيرة للشبهات طالما أنها لم تجد جواباً شافياً من جانب الولايات المتحدة حتى الآن.

وباستثناء المنطاد الصيني الواضح الهوية، الذي أثار إسقاطه أزمة بين واشنطن وبكين استدعت إلغاء زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الصين، بعد جدل حول ما إذا كانت مهمة المنطاد «تجسسية» وفق واشنطن، أو أنها تتعلق ب «أبحاث مدنية» كما تقول بكين، فإن الأجسام الأخرى لا يزال يكتنفها الغموض، ولم يتم تحديد طبيعتها ومصدرها، وما إذا كانت تتعلق بمهام تجسسية وجمع معلومات من عدمه. وكل ما قيل من جانب واشنطن أنها أسقطت لأنها تشكل خطراً على حركة الملاحة الجوية المدنية، رغم أنها لا تشكل تهديداً لأمن الولايات المتحدة.

غير أن ما يصب الزيت على نار هذا الغموض هو ما قاله قائد الدفاع الجوي في أمريكا الشمالية «نوراد» الجنرال غلين فانهيرك بأن ما تم إسقاطه هو «أجسام» وليس «مناطيد» دون أن يستبعد نظرية «الكائنات الفضائية» أو نظريات أخرى، وإن كان مسؤول عسكري أمريكي، لم يذكر اسمه، سارع إلى القول إن الجيش «لم يجد أي دليل على أن هذه الأجسام فضائية»، قبل أن ينفي البيت الأبيض بدوره هذه الفرضية.

لكن السؤال المحير هو.. لماذا جاء إسقاط الأجسام الأربعة بعد أيام قليلة من إسقاط المنطاد الصيني، وهل كانت هذه الأجسام تقوم بالتعويض عما كان ينقله المنطاد الصيني من معلومات قبل إسقاطه؟ أو بالأحرى، لماذا تم تكثيف إرسال هذه الأجسام مباشرة عقب إسقاط المنطاد الصيني، وهل كانت هذه الأجسام «تغزو» أجواء أمريكا الشمالية منذ زمن طويل، كما يقول بعض أعضاء الكونغرس؟

في سياق الجدل الأمريكي الصيني، اتهمت بكين واشنطن بأنها أرسلت 10 مناطيد إلى الأجواء الصينية منذ بداية عام 2022، الأمر الذي نفته واشنطن بشدة، لكن هناك أصواتاً أمريكية لم تتردد في اتهام روسيا والصين بالوقوف وراء إرسال تلك الأجسام «المجهولة» رغم عدم وجود أي أدلة تثبت ذلك. السؤال الأكثر حيرة وإثارة للدهشة هو.. هل نحن أمام حرب استخباراتية غير معلنة بين الشرق والغرب، وبالتحديد بين الولايات المتحدة، من جهة، والصين وروسيا، من جهة أخرى، أم أن الأمر يتعلق بكائنات فضائية مرتبطة بعوالم حضارية أخرى؟

لا يمكن بالطبع الإجابة عن مثل هذه الأسئلة من دون تقديم أدلة، فالولايات المتحدة وكندا تؤكدان أنهما تعملان على جمع حطام الأجسام التي تم إسقاطها وتحليلها لمعرفة طبيعتها ومصدرها، فيما تتعالى الأصوات الغاضبة داخل الكونغرس الأمريكي، لدى الديمقراطيين والجمهوريين، على حد سواء، ضد البيت الأبيض، بسبب عدم تقديم تفسير منطقي لكل هذه الأحداث، يقنع الرأي العام بصحة الرواية الأمريكية قبل أن يضطر المجتمع الأمريكي لقبول التفسيرات الخارجية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3rs8zy6j

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"