عادي
ارتفع 6.9% لانخفاض توقعات الإنتاج في الهند

السكّر يخالف تراجع أسعار الأغذية العالمية في فبراير

22:48 مساء
قراءة 4 دقائق

دبي: «الخليج»
بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية 129.8 نقطة في فبراير/ شباط 2023، أي بانخفاض هامشي بنسبة 0.6% عن مستواه المسجّل في يناير/ كانون الثاني، مواصلاً بذلك تراجعه للشهر الحادي عشر على التوالي. وفي ظلّ التراجع الأخير، انخفض المؤشر بما يصل إلى 29.9 نقطة (18.7%) عن الذروة التي بلغها في مارس/ آذار 2022. وقد عكس التراجع الهامشي لمؤشر أسعار الأغذية في فبراير/شباط، انخفاضات كبيرة في مؤشر أسعار الزيوت النباتية ومنتجات الألبان، إلى جانب تراجع طفيف في مؤشر أسعار الحبوب واللحوم، ممّا يعوّض بأشواط الزيادة الحادة في مؤشر أسعار السكر.

بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر 124.9 نقطة في فبراير/ شباط، أي بزيادة قدرها 8.1 نقطة (6.9%) عن يناير/كانون الثاني، وهو المستوى الأعلى المسجّل منذ فبراير/ شباط 2017. ويتصل هذا الارتفاع المسجّل بشكل رئيسي بانخفاض توقعات إنتاج السكر في الموسم 2023/2022 في الهند، الأمر الذي أضعف توقعات التصدير للموسم الحالي. كما أن المخاوف بشأن تدني الكميات المتوفرة المتاحة للتصدير من الهند، في خضم طلب عالمي قوي على الاستيراد، قدمت دعماً إضافياً للأسعار العالمية للسكر. غير أن التقدم الجيد في الحصاد في تايلند والأمطار الغزيرة في المناطق الزراعية الرئيسية في البرازيل، مسائل حالت دون حدوث ارتفاع شهري أكبر في الأسعار. كما أسهم التراجع في الأسعار الدولية للنفط الخام والإيثانول في البرازيل، في الحدّ من الضغط التصاعدي على الأسعار العالمية للسكر.

أسعار الحبوب

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب 147.3 نقطة في فبراير/ شباط، أي بتراجع طفيف (0.1%) عن مستواه المسجّل في يناير/ كانون الثاني، و2.0 نقطة (1.4%) عن المستوى الذي سجّله قبل عام. وسجّلت الأسعار الدولية للقمح، بعد انخفاضها لثلاثة أشهر متتالية، زيادةً طفيفة (0.3%) في فبراير/ شباط. كما أن هذه الوتيرة الأقوى بشكل طفيف، عكست الشواغل القائمة بشأن ظروف الجفاف في مناطق الإنتاج الرئيسية للقمح الشتوي الصلب الأحمر في الولايات المتحدة الأمريكية، والطلب الكبير على الإمدادات من أستراليا، في حين ساعد احتدام المنافسة بين المصدّرين في وضع حدّ أقصى لارتفاع الأسعار.

وشهدت الأسعار العالمية للذرة تغييراً بسيطاً، بارتفاع بلغ 0.1% فقط من شهر إلى آخر. وانبثق هذا الارتفاع عن تفاقم الظروف في الأرجنتين، والتأخير في زراعة المحصول الثاني للذرة إلى جانب وتيرة قوية للتصدير في البرازيل، في حين أثّر انخفاض الطلب على الإمدادات من الولايات المتحدة الأمريكية في أسعار تصدير الذرة. وعلى العكس، من بين الحبوب الخشنة الأخرى، تراجعت الأسعار العالمية للذرة الرفيعة بشكل طفيف (0.2%)، في حين سجّلت أسعار الشعير أيضاً انخفاضاً بسيطاً (0.9%) في فبراير/ شباط، الأمر الذي يُعزى بشكل رئيسي إلى توافر موسمي أعلى في النصف الجنوبي من الكرة الرضية. ومن جهة أخرى، انخفضت الأسعار الدولية للأرز بنسبة 1% في فبراير/شباط؛ إذ تباطأت الأنشطة التجارية في معظم البلدان الآسيوية المصدّرة الكبيرة، في حين انخفضت عملاتها الوطنية مقابل الدولار الأمريكي. وكانت هذه حالة تايلند بصورة خاصة؛ حيث تراجع الباهت التايلندي عن أعلى مستوى له في يناير/ كانون الثاني خلال عشرة أشهر، بما أسهم في عكس معظم الزيادات في الأسعار المسجّلة في يناير/ كانون الثاني.

الزيوت النباتية

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية 135.9 نقطة في فبراير/ شباط، أي بانخفاض قدره 4.5 نقطة (3.2%) عن مستواه المسجّل في يناير/ كانون الثاني، مسجّلاً بذلك أدنى مستوى له منذ بداية عام 2021. ويعزى استمرار ضعف المؤشر إلى انخفاض الأسعار العالمية لزيوت النخيل، والصويا، ودوّار الشمس واللفت.

وتراجعت أسعار زيت النخيل الدولية للشهر الثالث على التوالي في فبراير/ شباط، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى استمرار ضعف الطلب العالمي على الواردات على الرغم من انخفاض الإنتاج الموسمي في المناطق الزراعية الكبيرة في جنوب شرق آسيا. وفي غضون ذلك، واصلت الأسعار العالمية لزيت الصويا تراجعها، في ظلّ تراجع عمليات الشراء من البلدان المستوردة الرئيسية وتوقعات ارتفاع الإنتاج في أمريكا الجنوبية. أمّا بالنسبة إلى زيوت دوّار الشمس واللفت، فقد استمرّ تراجع أسعارها العالمية بسبب الكميات العالمية الوفيرة المتاحة للتصدير لديها.

منتجات الألبان

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان 131.3 نقطة في فبراير/ شباط، أي بتراجع قدره 3.6 نقطة (2.7%) عن مستواه المسجّل في يناير/ كانون الثاني، وهو يبلغ 10.2 نقطة (7.2%) دون قيمته في الشهر نفسه من العام الماضي. وفي فبراير/شباط، يعزى تراجع المؤشر إلى تدني أسعار جميع منتجات الألبان؛ حيث حصل الانخفاض الأكثر حدّة في الزبدة ومسحوق الحليب الخالي من الدسم. كما أدى استمرار ضعف الطلب العالمي على الاستيراد، وبخاصة بالنسبة إلى التسليم في الأجل القريب، إلى تراجع الأسعار، على الرغم من زيادة ملحوظة في عمليات الشراء خلال الأسابيع الأخيرة من جانب آسيا الشمالية. إضافة إلى ذلك، فإن الإمدادات القابلة للتصدير، بما في ذلك مخزونات الزبدة والأجبان ومسحوق الحليب الخالي من الدسم، في أوروبا الغربية، حيث كانت عمليات التسليم الموسمية للحليب في الأشهر الماضية أعلى من المتوسط الشهري المقابل، أثّرت أيضاً في الأسعار العالمية للتصدير.

أسعار اللحوم

بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم 112 نقطة في فبراير/ شباط، أي بتراجع طفيف (0.1%) عن مستواه المسجّل في يناير/ كانون الثاني، ويسجّل الآن 1.9 نقطة (1.7%) دون قيمته قبل عام. وفي فبراير/ شباط، تراجعت الأسعار العالمية للحوم الدواجن، للشهر الثامن على التوالي، بما يعكس الإمدادات العالمية الوفيرة مقارنة بتدني الطلب على الاستيراد، على الرغم من حالات تفشي إنفلونزا الطيور في عدة بلدان منتجة رئيسية. وعلى العكس، ارتفعت الأسعار الدولية للحوم الخنازير، بسبب مخاوف السوق بشأن انخفاض توافر الخنازير الجاهزة للذبح، في خضم ارتفاع الطلب الداخلي في أوروبا. وفي غضون ذلك، بقيت أسعار لحوم الأبقار مستقرة، إثر استمرار تراجعها منذ يونيو/ حزيران 2022؛ حيث أسفر تحسّن عمليات الشراء للاستيراد، وبخاصة من شمال آسيا، إلى توازن الطلب العالمي بشكل جيد نسبياً مع الإمدادات الحالية. كما لم تشهد الأسعار الدولية للحوم الأغنام تغييرات كبيرة؛ إذ كان الطلب العالمي كافياً لاستيعاب ارتفاع الإمدادات من أستراليا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5exxstv8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"