سلام يا عنوان الحب والعطاء

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

سلام عليك يا امرأة نثرت من طيب روحها عطراً ينعش قلوب كل من يسكنون قلبها.
سلام عليك يا من تحمل المعول لتحرث الأرض كل صباح فتقتلع منها أشواك الحياة، وتمهدها فتزرع فيها بذور الإيمان والرجاء والدعاء فتصبح دروباً من نور يسير عليها من يسكنون قلبها.
سلام يا من تغسل وجهها بنور الأمل، وتنظر إلى مرآتها فترى وجوه من يسكنون القلب فتبتسم وتبتهج وتزداد قوة لتنطلق. 
سلام يا من كرّس لها العالم يوماً من العام ليحتفي بما حققته حين رفعت الصوت عالياً تطالب بحقها في الكلام وحقها في العلم وحقها في الوجود.. وسلام يا من تحمل هذا الإرث الثقيل ومازالت تكافح وتناضل كي يصدق العالم أنها شريك لا يمكن لمراكب الحياة أن تسير، ولا يمكن للولادة أن تكون، ولا يمكن للعدل أن يكون، إن لم تكن هي الشريك والنصف الآخر في الوجود.
سلام يا من قالوا إنها تثرثر يوم كان ممنوعاً عليها الكلام فوق المنابر وفي المحافل وفي حضرة الرجال، ويوم كانت محكومة بالطاعة العمياء وممنوع عليها الاختيار ومحصورة بين عالمين أقصاهما وأدناهما الطهي والتبرج. 
سلام يا امرأة نهضت وأثبتت أنها تقود باقتدار. وسلام يا امرأة مازالت تحفر وتنفض عن كيانها التراب وفي فمها تراب ومازال قلبها ينبض وعنفوانها ينتفض وروحها تصرخ..
سلام يا امرأة أحبطت اليأس فانتصرت عليه وتحدت وتعلمت وعلّمت وصارت للأبناء مثالاً وللأجيال قدوة وللمستقبل علامة. وسلام يا امرأة أحبطها اليأس فانتصر عليها وانكسر قلبها وسارت تجر أحلامها خلفها، وصارت للأبناء مثالاً وللصبر عنواناً.. أنت يا امرأة في كل حالاتك قدوة ومثال يراه طفلها وأخوها وكل من حولها فيتأثرون ويتعلمون ويسيرون.
سلام يا امرأة مشت في درب رسمه لها القدر فابتكرت لنفسها ريشة رسمت بها ملامح روحها، وصنعت من طيب أنفاسها عطراً، وحاكت من حكمتها وفكرها وعقلها أثواباً ألبستها لأبنائها وبناتها دروعاً تحميهم من شرور الدنيا ومطباتها وعثراتها وزلاتها، والحكمة صارت نياشين معلقة على الصدور والدروع التحمت مع اللحم والدم فصار الجسد مسيّراً بذلك الشعاع الممدود منها إليهم.
سلام يا نقية جميلة، يا عنوان الحب والعطاء، يا مخلصة وفية، يا طفلة تكبر في ظل البراءة فتسكنها وتتمسك بها مهما تقلبت ودارت بها الأيام. 
سلام يا أيتها الراحلة بالجسد الباقية فوق التراب تحرسين زرعك، تسهرين على كل نبتة منك، رحلت ومازلت تخافين عليها من هبوب العواصف، من كل الأشواك والكوارث، وتقلقين من كل هم طارئ.. سلام أيتها الأم والأخت والحبيبة والابنة والصديقة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3kh9bxha

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"