خارطة جديدة

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

مع ظهور وانتشار الإصدار المطوّر من الذكاء الاصطناعي (CHATGPT)، وتوجّه وزارة التربية والتعليم إلى تطوير معلم ذكاء اصطناعي متكامل، وبدء عملية المراجعة الشمولية لمنظومة التعليم بمختلف أركانها ومكوّناتها، نترقب مع الميدان التربوي خارطة جديدة للتعليم.
ترتكز المرحلة المقبلة على اتجاهات حديثة تتطلب فكراً متجدّداً لإدارة المنظومة التعليمية، لا سيما أنها تنقل التعليم من مكانة إلى أخرى، باستراتيجيات حديثة ومسارات متنوعة، تعيد هيكلة الأدوار والمهام، وتفرز أنواعاً جديدة للمخرجات في مختلف مراحل التعليم، وفق موجّهات «الذكاء الاصطناعي».
ولكن دعونا نسأل عن مدى «هيمنة» الذكاء الاصطناعي على ساحة العلم في المستقبل القريب؟ وهل ارتقت كفاءته ليصبح معلم المستقبل؟ وما آثاره على مستقبل معلمينا في الميدان؟ وكيف استعدّوا لمواكبته من أجل البقاء بين أروقة التعليم؟ أسئلة كثيرة تشغل بال أهل الميدان، وتجعل الاستعداد للمستقبل أمراً «إلزامياً وليس اختياراً».
وقبل البحث في الإجابات، ينبغي أن نقف على حقائق مهمة، ووقائع يصعب الجدل فيها؛ إذ يأخذنا التوجّه العالمي في التعليم إلى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وتوظيف قدرات الروبوت وممكّناته، لا سيما أنها تؤدي مهام متنوعة، بدقة وكفاءة وجودة عالية، والأهم أنها توفر المليارات من النفقات التشغيلية التي ترهق الأنظمة التعليمية.
هل تعلم أن الإنفاق العالمي على التعليم المدرسي يبلغ نحو 1.3 تريليون دولار سنوياً، والتوقعات تشير إلى  وصوله ل 3 تريليونات دولار بحلول عام 2030، في وقت تعاني فيه معظم المجتمعات نقص الكوادر التعليمية، والمعالجات ما زالت مستمرة لاستقطاب ملايين المعلمين لسدّ النواقص، والتحدي الكبير يكمن في تدريب المعلمين الحاليين وتأهيلهم.
وهنا إذا كان التركيز على الذكاء الاصطناعي والروبوت اتجاهاً عالمياً، فإن ما اتخذته وزارة التربية من قرارات تطويرية مؤخراً، يؤكد أن تعليم الإمارات يخطو على المسار الصحيح، ولكن تبقى تحديات التطبيق والاندماج والتأهيل قائمة؛ إذ إن قدرات المعلم «الروبوت» تستنفر معلمي اليوم للتعاطي مع الوافد الجديد في ساحة العلم.
موجة التطوير تدعو إلى استحداث حقائب وبرامج واقعية هادفة، لتأهيل المعلم وإعداده وتنمية قدراته ليواكب المستجدات، وتمكينه من تكنولوجيا الواقع الافتراضي، وهناك أيضاً ضرورة لبناء جيل جديد من القيادة المدرسية القادرة على مساندة المعلم في مسيرة بناء الأجيال، وإيجاد استراتيجيات تعليمية متنوعة تحاكي فئات المتعلمين.
ينبغي أن يشكّل تطوير معلم الذكاء الاصطناعي المتكامل، قيمة مضافة لعملية التعليم والتعلّم، ولا يجوز أن تقتصر على تمكين الطالب من دون المعلم أو العكس، على اعتبار أنها أداة توازن بين المعلم، والدعم الشخصي، والمصادر التعليمية، مع ضرورة تفعيل التغذية الراجعة لضبط إيقاع تطورات وتحولات المنظومة، لنقول بعدها: «مرحباً بالوافد الجديد».
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/53vbn6vk

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"