دبي وميامي وسنغافورة تنافس على الأثرياء

22:04 مساء
قراءة دقيقتين

روشير شارما *

تعتقد النخب العالمية، أن مانهاتن، ستظل مركز الجاذبية للتنوع الثقافي ومقصداً للأثرياء في العالم، لكن أظهرت لنا جائحة «كوفيد-19» أن العمل عن بعد يمكن أن يصبح وظيفة بدوام كامل، ما يسهل على أي شخص الانتقال للعيش في أماكن أرخص كلفة وتعظيم دخله. وتعاني نيويورك في هذا الصدد من صدوع بما فيها الضرائب المرتفعة والجريمة المتزايدة والعداء المناهض للرأسمالية، ما عزز انتقال الأثرياء إلى مدن أخرى أقل قريبة وأكثر ترحيباً بالاستثمارات مثل ميامي.

ويظهر تأثير مماثل في موسكو، حيث أدت العقوبات التجارية والمالية على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا إلى لجوء الأثرياء الروس إلى دول ومدن أكثر ترحيباً؛ إذ باتت أمامهم خيارات جيدة مثل دبي. وفي غضون ذلك، تدفع الضغوط التنظيمية من بكين أباطرة المال لشراء منازل ثانية في سنغافورة.

وانخفض عدد المليونيرات بنسبة 12% في نيويورك في العام الماضي، و14% في هونغ كونغ، و15% في موسكو.

وتستغل كل من دبي وسنغافورة وميامي هذه الهجرة بفتح أبوابها أمام رؤوس الأموال، وتصنف هذه المدن العالمية من بين أكثر المدن جاذبية لملايين المهاجرين، وتشكل المراكز الثلاثة الأولى بين أسواق العقارات الفاخرة، حيث من المتوقع أن ترتفع الأسعار فيها بشكل أسرع هذا العام.

وفي زياراتي الأخيرة لهذه المدن، رأيت أن جميعها تستقطب زخماً كبيراً؛ إذ إن أنماط الحياة السهلة فيها والتي يسودها المناخ الدافئ والحكومات الجيدة، تجذب المهاجرين من جميع أنحاء العالم، وهم بدورهم يجتذبون مطاعم جديدة ومراكز تجارية فاخرة ومهرجانات فنية.

تعدادات المليونيرات في سنغافورة يصل إلى 250 ألفاً. وفي الآونة الأخيرة، افتتحت سنغافورة وكالة للترحيب بشركات إدارة الثروات العائلية، وكان التدفق غامراً لدرجة أن المدينة أصبحت أكثر انتقائية بشأن من هو مؤهل للحصول على حوافز ضريبية.

من جانبها، تقدم دبي «التأشيرات الذهبية» التي تسمح للأثرياء بشراء العقارات والإقامة في البلاد، واجتذبت هذه اللوائح المستثمرين من جميع أنحاء جنوب آسيا والشرق الأوسط وروسيا. فيما يشهد سوق العقارات طفرة مدفوعاً بمعاملات قياسية، حيث تتم 80% من المعاملات نقداً، ما يجعل سوق العقارات أكثر استقراراً مما كان عليه في عام 2008.

ولا تزال دبي تقدر تحطيم الأرقام القياسية على موسوعة «غينيس» بقدر ما تقدر ثقافتها المتنوعة؛ إذ شاهدنا مؤخراً افتتاح فندق «أتلانتس ذا رويال» الجديد الذي يضم 800 غرفة و17 مطعماً يديرها طهاة مشهورون عالمياً.

من جهتها، تمكنت ميامي من استقطاب عدد كبير من الأثرياء، معولة على نظامها الضريبي المتساهل ومناخها المشمس، وحيها المالي الذي يشهد انتعاشاً متنامياً. وعلى نحو متزايد أصبحت المدن الرأسمالية أكثر اتصالاً مما كانت عليه من قبل، حيث قيل لي إن درجة رجال الأعمال على متن الرحلات الجوية من ميامي إلى دبي مشغولة بالكامل يومياً، ما يشكل شبكة تواصل مباشرة بين رواد الأعمال الأمريكيين ودولة الإمارات. كما تسعى عدة مدن ودول أخرى إلى محاكاة نجاح دبي، بما في ذلك زيمبابوي، التي تأمل في إعادة تشكيل شلالات فيكتوريا مركزاً للأعمال.

* فاينانشال تايمز

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvtk5f8b

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"