عادي

من ينقذ شركات التكنولوجيا في أزمة «اس في بي»؟ 100 ألف وظيفة للخطر

13:10 مساء
قراءة 4 دقائق
سام ألتمان

يتسابق مديرو شركات التكنولوجيا وأصحاب رؤوس أموال المغامرون والمؤسسون البارزون، بمن فيهم الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، سام ألتمان، في نهاية هذا الأسبوع، لإبقاء الشركات على قيد الحياة عالقة في انهيار بنك «سيليكون فالي». كان الفشل الدراماتيكي يوم الجمعة للبنك، الذي يركز على الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، هو الأكبر منذ الأزمة المالية لعام 2008. وقد أحدث اضطراباً في الأسواق العالمية، وتسبب في اضطراب الأسهم المصرفية، وترك رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا في كاليفورنيا قلقين بشأن كيفية إتمام كشوف المرتبات.

وبهدف تجنب ما وصفه غاري تان، الرئيس التنفيذي لمسرّع بدء التشغيل «واي كومبيناتور»، بأنه «حدث بمستوى الانقراض المحتمل في قطاع التكنولوجيا»، تحرك التنفيذيون في الصناعة بسرعة، لفعل ما بوسعهم لإنقاذ الشركات الصغيرة. ألتمان، الذي يدير واحدة من أهم الشركات في وادي السيليكون، أنقذ بعض رواد الأعمال من جيبه الخاص، وفقاً لرسالة على تويتر من شقيقه وأحد المستفيدين الذين تحدثوا مع «رويترز».

قال دوكتور غورسون، الرئيس التنفيذي لشركة «راد إيه أي»، في مقابلة السبت: «كانت الخيارات تنفد؛ لذا قمت بإرسال بريد إلكتروني إليه للتو». في غضون ساعة أو ساعتين، استجاب ألتمان، وعرض عليه ستة أرقام كافية لإعداد كشوف المرتبات، وعدم إرفاق شروط، مجرد طلب لإعادة الأموال بمجرد أن يصبح غورسون قادراً، على حد قوله.

ورداً على سؤال ل «رويترز»، قال ألتمان: «أتذكر المستثمرين الذين ساعدوني عندما كنت أدير شركة ناشئة وكنت بحاجة إليها حقاً، وأحاول دائماً دفعها مقدماً».

كما أمضى هنريك دوبوغراس، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة فينتك الناشئة «بريكس»، عطلة نهاية الأسبوع في العمل على الهاتف بعد أن «أعلنت شركته عن خط ائتمان طارئ يوم الجمعة لمساعدة الشركات الناشئة في الحصول على كشوف رواتبهم التالية».

وحتى مساء السبت، قال: «بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تلقى طلباً بقيمة 1.5 مليار دولار من نحو 1000 شركة». وأضاف: «نحاول تسجيل المقرضين بنهاية يوم الغد. الجميع يركضون بسرعة».

  • مشاركة الشركات الصغيرة

تشارك الشركات الناشئة الصغيرة في العمل لمساعدة الآخرين. عليم مواني، مؤسس شركة «ستريك»، وهي شركة تضم نحو 30 موظفاً، غرد، الجمعة، بأنه «سيقرض أمواله الشخصية من دون أي شروط للشركات الناشئة الصغيرة الأخرى التي تشعر بالقلق بشأن رواتب الموظفين».

ولفت إلى أنه «أجرى بعد ذلك مناقشات مع عدد قليل من الشركات، وكان يهدف إلى إعطاء الأولوية للإقراض لأولئك الذين يعيشون براتب». وقال مواني في مقابلة: «أنا مؤسس وأعلم كم سيكون الأمر مروعاً إذا لم أقدم كشوف رواتب».

وقع أكثر من 3500 من المديرين التنفيذيين والمؤسسين يمثلون نحو 220.000 عامل على عريضة بدأتها شركة «واي كومبيناتور» لمناشدة وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين وآخرين دعم المودعين، والعديد منهم من الشركات الصغيرة المعرضة لخطر الفشل في دفع رواتب الموظفين في الثلاثين يوماً القادمة.

ودعا الالتماس إلى «تشديد الرقابة التنظيمية ومتطلبات رأس المال للبنوك الإقليمية، وإجراء تحقيق في أي مخالفات أو سوء إدارة من قبل المديرين التنفيذيين في «اس في بي». وحذر الالتماس من «تعرض أكثر من 100 ألف وظيفة للخطر».

ونصح المستثمرون المغامرون الشركات الناشئة بالبحث عن بدائل لكسب السيولة على المدى القصير. وقدم البعض، بما في ذلك رأس المال منخفض الكربون، قروضاً لشركات المحافظ التي لديها أموال عالقة في «اس في بي».

وقال شريكها كلاي دوماس: «إن شركة «لوركاربون» ستوفر دعماً لكشوف الرواتب للأسبوعين المقبلين وستقوم بتحويل الأموال يوم الاثنين».

وقالت خوسلا فنتشرز، ل «رويترز»: «نظراً للتطور السريع للوضع فإننا نتحدث مع أكثر من 100 شركة تعمل في محافظ مالية لتقييم احتياجاتها الحرجة؛ حيث نكون مستثمراً رائداً أو مستثمراً رئيسياً».

  • شريان حياة

لم يتحدث غورسون من منظمة «راد إيه أي» إلى ألتمان لسنوات عندما أرسل بريداً إلكترونياً إلى رئيس «أوبن إيه أي» صباح السبت، بأنه بحاجة ماسة إلى المساعدة. وقال: «إن الشركة الناشئة اعتمدت على اس في بي، مما يعني أن الإغلاق المفاجئ لذلك كان يفتقر إلى المال لدفع رواتب نحو 65 موظفاً، الاثنين».

وقال غورسون، الذي تساعد شركته التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، أطباء الأشعة على العمل بكفاءة أكبر، وتضم موظفين لديهم أدوار وموارد واسعة النطاق: «تعتمد سبل معيشة الناس علينا». وتابع: «لديهم قروض عقارية لدفعها، ولديهم فواتير».

وقال الشريك المؤسس لشركة غورسون انتظر ثماني ساعات على الخط الساخن لشركة التأمين الفيدرالي الاتحادية دون جدوى. وفشلت المحاولات المتعددة لتحويل الأموال من «اس في بي». 

لكن غورسون رأى منشوراً على «تويتر» من ألتمان، الذي التقى به كمؤسس مشارك في عام 2014 في «واي كومبيناتور»؛ حيث كان ألتمان رئيساً. وقال: «إن الرجلين لا يعرفان بعضهما جيداً». وقال غورسون عن كرم ألتمان: «إنه مثل شريان الحياة». وقدر «بشكل متحفظ» أن ألتمان قد قدم أكثر من مليون دولار، لدعم الشركات الناشئة الأخرى في أمور مماثلة.

وقال غورسون: «الشيء المجنون هنا هو أنه ليس مستثمراً في شركتنا ولم يطلب أي شيء». 

ولم يعلق ألتمان على المبلغ الذي قدمه للشركات، لكنه قال إنه لا يرى مساهماته على أنها محفوفة بالمخاطر. (رويترز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/muysy5ez

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"