عادي

مخاوف عدوى انهيارات المصارف تؤثر سلباً على معنويات سوق النفط

21:03 مساء
قراءة 7 دقائق

الكويت: «الخليج»

ظلت أسعار النفط واقعة تحت الضغوط بعد أن أدت أكبر أزمة تعصف بقطاع البنوك في الولايات المتحدة منذ العام 2008 إلى إثارة الذعر في كافة فئات الأصول العالمية تقريباً واللجوء إلى فئات أصول الملاذ الآمن مثل الذهب والفضة. وفقا لتحليل «كامكو إنفست»، فقد ظلت معنويات القلق تجتاح المستثمرين بشأن احتمال حدوث أزمة مالية جديدة وسط حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق وذلك على الرغم من تأكيدات الحكومة الأمريكية والتدخل لدعم القطاع المصرفي. كما شهدت توقعات رفع أسعار الفائدة خلال الفترة المتبقية من العام الحالي تحولاً جذرياً في المعنويات حيث تشير توقعات بعض الاقتصاديين في الوقت الراهن إلى اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى التخفيف من حدة سياسته المتشددة ورفع سعر الفائدة مرة واحدة خلال العام الحالي بمقدار 25 نقطة أساس، ثم يتبع ذلك تخفيضات خلال النصف الثاني من العام.

الصورة

وتم تداول العقود الآجلة لمزيج خام برنت دون مستوى 80 دولار للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين وارتفعت عقود خيارات النفط إلى أعلى مستوياتها المسجلة منذ منتصف أغسطس بتاريخ 13 مارس 2023 مما يشير إلى عدم الثقة في ارتفاع الأسعار على المدى القريب. وكشفت المضاربات على النفط عن اتجاه معاكس بالكامل للبيانات السابقة التي أظهرت تفوق المضاربين على صعود الأسعار مقابل من يراهن على تراجعها بأعلى المستويات المسجلة منذ أكثر من أربعة أعوام، وفقًا للبيانات الصادرة عن أي سي إي فيوتشرز يوروب «ICE Futures Europe». كما تأثرت أسعار النفط ببيانات التضخم التي صدرت مؤخراً من الصين والتي قد تشير إلى انتعاش الطلب على النفط بوتيرة أضعف مما كان متوقعاً هذا العام، في حين أن توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي المتواضعة التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي ألقت أيضاً بظلال من الشك على مدى نمو الطلب من الصين.

الصورة

من جهة أخرى، ظلت المؤشرات الخاصة بالطلب على النفط متباينة، إذ أظهرت الصين ارتفاع الطلب على المنتجات المكررة بينما انخفض استهلاك البنزين في الولايات المتحدة إلى المتوسطات الموسمية بعد أن شهدت الأسبوع الماضي أكبر انخفاض يتم تسجيله منذ ثلاثة أشهر. كما أظهرت مذكرة صادرة عن مستشار صناعة التكرير «إف جي إي» (FGE) عن زيادة متوقعة في الطلب على وقود الطائرات في الصين بدءاً من نهاية الشهر الحالي على خلفية تزايد الطلب على السفر خلال موسم الصيف. بالإضافة إلى ذلك، أشار الأمين العام لمنظمة الأوبك في مؤتمر عقد مؤخراً إلى انقسام الطلب عالمياً، وأضاف أنه في الوقت الذي تشهد فيه آسيا نمو الطلب بوتيرة قوية إلا ان الاتجاهات في أوروبا والولايات المتحدة تثير القلق. وأكد أن الافتقار إلى استثمارات جديدة لتوسيع الطاقة الانتاجية للقطاع يهدد أمن الطاقة العالمي.

أما على صعيد العرض، صرحت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، في تقريرها الأخير عن توقعات الطاقة في الأجل القصير، إنه من المتوقع أن يتجاوز إنتاج الوقود السائل العالمي الطلب في عامي 2023 و 2024. كما قالت الوكالة مؤخراً إنه من المتوقع أن يصل إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى 9.21 مليون برميل يومياً في أبريل 2023، فيما يعد أعلى المستويات منذ ديسمبر 2019، وذلك على الرغم من أنه من المتوقع أن تكون الزيادة على أساس شهري هي الأقل منذ ديسمبر 2022، حيث يتوقع أن تصل إلى 68 ألف برميل يومياً. كما يعكس ذلك أيضاً تراجع عدد منصات الحفر النفطي على مدار أربعة أسابيع متتالية الذي أعلنت عنه شركة بيكر هيوز. من جهة أخرى، كشفت بيانات وكالة بلومبرج عن تعافي تدفقات النفط الخام الروسي المنقولة بحراً فيما يعزى بصفة رئيسية إلى تزايد مشتريات الهند على الرغم من تصريح الجهة المستوردة عن عدم خرق الحد الأقصى لسقف الأسعار الذي تم تحديده في إطار العقوبات المفروضة على روسيا. وأظهرت البيانات الأسبوعية عن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة اتجاهاً مستقراً بعد انخفاض قدره 100 ألف برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في 3 مارس 2023 ليصل إلى 12.2 مليون برميل يومياً. في حين ارتفع إنتاج نفط الأوبك، وفقاً لبيانات وكالة بلومبرج، وسجل زيادة قدرها 120 ألف برميل يومياً على خلفية ارتفاع إنتاج المنتجين الذين يتسم انتاجهم بالتأرجح، وهما تحديداً نيجيريا وليبيا.

الاتجاهات الشهرية لأسعار النفط

ظلت أسعار النفط واقعة تحت الضغوط للأسبوع الثاني على التوالي هذا الأسبوع. وتم تداول العقود الآجلة لمزيج خام برنت دون مستوى 80 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين بعد أن تزايدت مخاوف المستثمرين من تأثير الأزمة المصرفية في الولايات المتحدة بالإضافة إلى ضعف البيانات الاقتصادية عما كان متوقعاً في الصين على الرغم من احتفاظها بمركزها كالمحرك الأكبر لنمو الطلب المتوقع هذا العام.

وشهد متوسط أسعار النفط اتجاهات مختلطة في فبراير2023 مقارنة بشهر يناير2023، على الرغم من أن التغييرات كانت هامشية إلى حد كبير. وبلغ متوسط سعر سلة نفط الأوبك 81.88 دولار للبرميل بنمو بلغت نسبته 0.3 في المائة. وشهد خام النفط الكويتي نمواً بوتيرة مماثلة بنسبة 0.3 في المائة، ووصل في المتوسط إلى 83.19 دولار للبرميل بينما انخفض متوسط سعر مزيج خام برنت بنسبة 0.4 في المائة خلال الشهر إلى 82.5 دولار للبرميل. وأظهرت توقعات الإجماع تغيرات هامشية لسعر مزيج خام برنت مقارنة بالشهر الماضي، مع خفض هامشي لتقديرات الربع الأول من العام 2023 ورفعها عن فترة الربع الرابع من العام 2023. إلا ان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تتوقع تراجع الأسعار بعد خفض تقديراتها لأسعار العقود الفورية لمزيج خام برنت من 83.63 دولار للبرميل وفقاً لتقرير توقعات الطاقة في الأجل القصير الصادر الشهر الماضي إلى 82.95 دولار للبرميل. وتم الإبقاء على توقعات السعر للعام 2024 دون تغيير عند مستوى 77.57 دولار للبرميل وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، استمر ارتفاع التضخم على أساس سنوي في الولايات المتحدة ووصل إلى مستوى 6.0 في المائة وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي بينما كان معدل النمو الشهري أعلى من المتوقع عند 0.5 في المائة مقابل تقديرات ان يصل إلى 0.4 في المائة وفقاً لوكالة بلومبرج.

الطلب العالمي على النفط

أبقت الأوبك في أحدث تقاريرها الشهرية على توقعاتها لنمو الطلب على النفط في العام 2022 عند 2.5 مليون برميل يومياً ليصل المتوسط إلى 99.6 مليون برميل يومياً خلال العام. إلا ان ذلك قابله خفض تقديرات الطلب لبعض المناطق خلال العام مع تراجع معدلات الطلب للدول الأمريكية والأوروبية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بوتيرة أضعف مما كان متوقعاً في السابق، وهو الأمر الذي قابله رفع توقعات الطلب لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والدول غير التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بوتيرة أعلى مما كان متوقعا.

كما تم الإبقاء على توقعات نمو الطلب للعام 2023 دون تغيير عند مستوى 2.3 مليون برميل يومياً مع توقع وصول متوسط الطلب إلى 101.9 مليون برميل يومياً. أما على المستوى الإقليمي، تم خفض تقديرات الطلب لمنطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مما يعكس التباطؤ المتوقع للنشاط الاقتصادي للدول الأمريكية والأوربية التابعة للمنظمة خلال الربعين الأول والثاني من العام 2023، بينما تم إجراء مراجعة تصاعدية لتوقعات الطلب للدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتعكس تحسن النشاط الاقتصادي في الصين وكذلك ارتفاع الطلب المتوقع في روسيا.

العرض من خارج الأوبك

ارتفع الإنتاج العالمي من السوائل النفطية مرة أخرى خلال شهر فبراير 2023، إذ تشير البيانات الأولية إلى زيادة شهرية قدرها 0.6 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 101.9 مليون برميل يومياً. وتعزى الزيادة الشهرية إلى تزايد معدلات الإنتاج في كلا من الدول التابعة وغير التابعة لمنظمة الأوبك. إذ ارتفع إنتاج الدول غير الأعضاء بمنظمة الأوبك بمقدار 0.5 مليون برميل يومياً، ليصل في المتوسط إلى 73.0 مليون برميل يومياً، مما يعكس بصفة رئيسية ارتفاع إنتاج الدول الأمريكية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والدول الأوربية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهو الأمر الذي قابله جزئياً تراجع الإنتاج في أمريكا اللاتينية وكازاخستان. وأفاد منتجو الأوبك عن زيادة الإنتاج بنحو 117 ألف برميل يومياً خلال الشهر، وفقاً لمصادر الأوبك الثانوية، مما أدى إلى زيادة حصة المجموعة في السوق بمقدار 10 نقاط أساس إلى 28.4 في المائة.

وأبقت الأوبك على توقعات إمدادات السوائل النفطية من خارج المجموعة للعام 2022 دون تغيير إلى حد كبير، وفقاً لتقريرها الشهري الأخير بنمو قدره 1.9 مليون برميل يومياً لتصل في المتوسط إلى 65.6 مليون برميل يومياً خلال العام. إلا انه تم إجراء تعديلات على مستوى كل دولة على حدة، مع إجراء خفض هامشي للإمدادات من الدول الأوربية والأمريكية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وهو الأمر الذي قابله إلى حد كبير رفع توقعات إنتاج السوائل النفطية للدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. كما تم الإبقاء على توقعات العام 2023 دون تغيير، في ظل توقع نمو الامدادات من خارج الأوبك بمقدار 1.44 مليون برميل يومياً لتصل إلى 67.2 مليون برميل يومياً خلال العام. إلا انه تم إجراء تعديل تصاعدي لبيانات العرض الخاصة بكلا من روسيا والمكسيك والتي قابلها خفض توقعات النرويج والولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وماليزيا.

انتاج الأوبك من النفط الخام

تعافى إنتاج الأوبك من النفط الخام في فبراير 2023 بعد تراجعه في يناير 2023. ووصل متوسط الإنتاج خلال الشهر إلى 29.24 مليون برميل يومياً بعد زيادة قدرها 0.12 مليون برميل يومياً، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرج، مع ظهور اتجاهات متباينة عبر مختلف المنتجين التابعين للمنظمة. كما أظهرت مصادر الأوبك الثانوية زيادة مماثلة في الإنتاج خلال الشهر ليبلغ متوسط الإنتاج 28.92 مليون برميل يومياً. وعكست زيادة الإنتاج خلال الشهر ارتفاع إنتاج المنتجين الأفارقة، بما في ذلك نيجيريا والكونجو وليبيا، والذي قابله جزئياً انخفاض إنتاج أنجولا إلى جانب انخفاضات هامشية في مناطق أخرى، وفقاً لمصادر الأوبك الثانوية. كما أظهرت البيانات ارتفاع إنتاج السعودية والذي بلغ 10.36 مليون برميل يومياً بزيادة قدرها 59 ألف برميل يومياً.

أما بشأن مستقبل تخفيضات الإنتاج من قبل أوبك+، قال وزير الطاقة السعودي إن التحالف سيلتزم بالسياسة الحالية حتى نهاية العام. هذا وأظهرت بيانات من اس أند بي جلوبل S&P Global أن امتثال أوبك+ بلغ نسبة 153 في المائة لتخفيضات الإنتاج المتفق عليها خلال فبراير 2023.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2nkwerkb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"