الادخار

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

يشهد العالم نمواً مُتسارعاً في مُختلف نواحي الحياة، مما يجعل الدول تركز الكثير من اهتماماتها على تنمية الفرد والمجتمع وخاصة في النواحي الاقتصادية، وتتدخل الدولة لدفع عجلة التقدم بشكل عام والجانب الاقتصادي بشكل خاص، فتوفير المال أمر مهم للغاية، فهو يُسهم في تحقيق الرفاهية واستقرار الفرد والدولة ككل، ومن ثم أصبح عملية اقتصادية تمول المشاريع الاستثمارية، التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع.
فالادخار هو اقتطاع جزء من المال بشكل تدريجي ولفترة زمنية طويلة المدى؛ وذلك من أجل تحقيق هدف معين، كالذّهاب في رحلة، أو شراء بيت، أو تعليم الأبناء، أو لأي حالة من الحالات الطارئة، سواء كان ذلك في البيت، أو عبر وديعة في البنك بهدف توفيره لوقت الحاجة، ومن أنواعه: الادخار الاختياري والاجباري، فالاختياري يكون بمحض إرادة الفرد ودون تدخل من أحد، فالتوفير الصحيح يُكتسب بالممارسة، بينما الإجباري يكون موجّهاً من الجهات الرسميّة في الدولة لمُساعدة رعاياها على توفيرالأموال؛ ليضمن لهم ولأبنائهم حياة سعيدة بعيداً عن مطبّات الحياة الّتي تأتي دون سابق إنذارٍ.
ومن أهم فوائده، تنفيذ أوامر الله بعدم التّبذير، «والّذينَ إذا أنْفقوا لمْ يُسْرفوا ولمْ يقْتروا وكانَ بينَ ذلكَ قواماً»، والشعور بالأمان؛ حيث يصبح الأفراد قادرين على تخطي الصعاب، فما دام يعرف الفرد كيفية إدارة أموره المالية فسيكون عليه التّخلص من الأعباء المالية التي تتراكم عليه مع مُرور الوقت، وكلما انجرفت بنا الحياة أصبحنا نفتقر إلى التوفير، فالمال هو السدّ المنيع الذي يحمينا من الانهيار الاقتصادي أثناء الأزمات، فتوفير المال يجعلنا قادرين على تخطي وتجاوز الظروف الصعبة، فلا ندّخر ما تبقى بعد الإنفاق، بل نُنفق ما تبقى بعد الادّخار مثل: شراء المُتطلبات التي تجعل الحياة أكثر راحة، والشعور بالطّمأنينة على مُستقبل الأبناء، وذلك بتلبية مُتطلباتهم وتحقيق أحلامهم، فادخار الأموال في البنوك يساعد على دفع عجلة الاستثمار وتنفيذ المشاريع الكبرى، وبالتالي تعود بالنفع على جميع فئات المجتمع.
ومن طرق الادخار تغيير العادات اليومية المتبعة؛ حيث إن العادات الشرائية اليومية الخاطئة تتسبب في إهدار المال كما يقول المثل: (على قدر بساطك مدّ رجليك)، وكذلك علينا الانتباه لترشيد الماء والكهرباء، وشراء بدائل أرخص من التي تعوّدنا عليها؛ فالكثير من السلع تُلبي نفس الغرض ولكنها بسعر أقل، والتوفير في وسائل النقل، فاقتناء العديد من السيارات الشخصية يضاعف النفقات.
فالحياة ليست سباقاً، بل تسديدة على الهدف، ففكرة الادخار ستجعل كفة الميزان مُعتدلة، وستجعل كل شخص يحقق ما يصبو إليه، فإذا اشتريت ما لا تحتاج إليه، فسيأتي اليوم الذي تضطر ّفيه لبيع ما تحتاج إليه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/j7393kbp

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"