عادي

الوزاري الخليجي: الاتفاق السعودي الإيراني خطوة إيجابية

01:39 صباحا
قراءة 4 دقائق

انعقدت، أمس الأربعاء، أعمال اجتماع الدورة ال155 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون بالرياض، ومثّل الإمارات في الاجتماع خليفة شاهين المرر، وزير دولة. وأعرب الوزراء عن أملهم بأن يشكل اتفاق استئناف العلاقات بين الرياض وطهران، خطوة إيجابية لحل الخلافات، وإنهاء النزاعات الإقليمية. وأكدوا وقوف دول مجلس التعاون مع سوريا وتركيا من جرّاء كارثة الزلزال، الذي ضرب البلدين الشهر الماضي، ونوهوا بالوقفة التضامنية والدعم الرسمي والشعبي من دول المجلس للمنكوبين والمتضررين من الزلزال.

وترأس الاجتماع بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري. ورحب المجلس، في بيان، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين السعودية وإيران في بكين، بمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، ويتضمن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعادة فتح بعثاتهما، وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني، واتفاقية التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وأضاف البيان: «أعرب المجلس عن أمله بأن يشكل هذا الاتفاق خطوة إيجابية، لحل الخلافات، وإنهاء النزاعات الإقليمية كافة، بالحوار والطرق الدبلوماسية، وإقامة العلاقات بين الدول على أسس التفاهم والاحترام المتبادل وحسن الجوار واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والالتزام بميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والقوانين والأعراف الدولية».

وأعرب المجلس الوزاري عن خالص التعازي والمواساة لضحايا الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، مؤكداً وقوف دول مجلس التعاون مع الشعبين التركي والسوري، ومنوهاً بالوقفة التضامنية والدعم الرسمي والشعبي من دول المجلس للمنكوبين والمتضررين من الزلزال.

واطّلع المجلس الوزاري على ما تقوم به اللجان العاملة في إطار مجلس التعاون من جهود لتنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك، التي اعتمدها المجلس الأعلى في دورته (36) في ديسمبر/ كانون الأول 2015، ووجه بسرعة استكمال تنفيذها. واعتمد المجلس الإطار العام لمهام ومسؤوليات لجنة العمل الخيري المشترك في دول المجلس. كما استعرض مسيرة التكامل الاقتصادي والتنموي، وأكّد أهمية الاستمرار في إنهاء متطلبات استكمال الاتحاد الجمركي، وتطبيق المساواة التامة في المعاملة بين مواطني دول المجلس في مجالات السوق الخليجية المشتركة.

واطّلع المجلس على سير العمل في خطوات تحقيق التكامل العسكري المشترك بين القوات المسلحة لدول المجلس، واستمرار استكمال متطلبات القيادة العسكرية الموحدة ووحداتها والمراكز التابعة لها. ووافق المجلس على تشكيل «لجنة رؤساء أجهزة التقاعد العسكري بدول التعاون»، لمتابعة تطبيق النظام الموحد لمد الحماية التأمينية للعسكريين.

وحول مكافحة الإرهاب، أكد المجلس الوزاري مواقفه وقراراته الثابتة تجاه الإرهاب، أياً كان مصدره، ونبذه لكل أشكاله وصوره، ورفضه لدوافعه ومبرراته، والعمل على تجفيف مصادر تمويله. ودان المجلس العمليات الإرهابية في كل من العراق والصومال وأفغانستان.

إدانة للاقتحامات الإسرائيلية

وحول القضية الفلسطينية أكد المجلس الوزاري مواقفه الثابتة من مركزية القضية الفلسطينية، ودعمه لسيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو/ حزيران 1967، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حقوق اللاجئين، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

ودان المجلس تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة ضد الشعب الفلسطيني، بما فيها الجرائم التي ارتكبت مؤخراً، في مدينة ومخيم جنين، وفي منطقة نابلس خاصة في بلدات حوارة وبورين وعصيرة القبلية، وغيرها، وهدم المنازل ودور العبادة وتدمير الممتلكات. كما دان التصريحات العنصرية لوزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، والتي دعت إلى تدمير ما تبقى من قرية حوارة الفلسطينية، وطالب المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته، لوقف التصعيد وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني. ودان المجلس الاقتحامات المتكررة من المستوطنين الإسرائيليين لباحات المسجد الأقصى المبارك.

ودان المجلس الوزاري التصعيد الإسرائيلي ببناء الوحدات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأعرب عن رفضه أي توجه لضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى إسرائيل.

السلام في اليمن

وبشأن اليمن، أكد المجلس الوزاري دعمه الكامل لمجلس القيادة الرئاسي والكيانات المساندة له في تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، ودعا الحوثيين للاستجابة إلى الدعوة التي وجهها مجلس القيادة الرئاسي، للتفاوض تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، بما يحفظ لليمن الشقيق سيادته ووحدته وسلامة أراضيه واستقلاله. وجدد المجلس دعمه لجهود الأمم المتحدة التي يقودها مبعوثها الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، وجهود المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندر كينغ، للتوصل إلى الحل السياسي وفقاً للمرجعيات الثلاث.

وبعد أن جدد المجلس الوزاري مواقفه وقراراته الثابتة تجاه العراق، ودعم الجهود القائمة لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار، شدد المجلس على مواقفه الثابتة تجاه المحافظة على وحدة أراضي سوريا الشقيقة، واحترام استقلالها وسيادتها على أراضيها، ورفض التدخلات الإقليمية في شؤونها الداخلية.

يتطلع لانتخاب رئيس لبناني

وحول لبنان عبّر المجلس الوزاري عن مواقف مجلس التعاون الثابتة مع الشعب اللبناني الشقيق ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية. ودعا المجلس الوزاري الأطراف اللبنانية لاحترام المواعيد الدستورية، وتطلع إلى انتخاب رئيس للبلاد وفقاً للدستور اللبناني.

وكان وزیر الخارجیة العُماني بدر البوسعیدي، رحب في كلمة له خلال الافتتاح بالبیان الثلاثي المشترك الصادر عن السعودیة وإیران والصین، الذي قضى باستئناف العلاقات الدبلوماسیة السعودیة - الإیرانیة، وإعادة فتح سفارتیهما، وتفعیل عدد من اتفاقیات التعاون بینهما. وقال البوسعیدي إن «ذلك یمثل خطوة مهمة في سیاق أهدافنا المشتركة في دول مجلس التعاون، لتعزیز دعائم الأمن والاستقرار وحسن الجوار»، معرباً عن الأمل أن یدشن هذا الاتفاق مرحلة جدیدة من التعاون القائم على الثقة المتبادلة والاحترام وتنعم الشعوب بالاستقرار وجمیع الدول بالازدهار.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yfjw454u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"