عادي
رمضان جانا

وصفات صناع المحتوى لتغيير حياتك

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين

الشارقة: زكية كردي

عادات، أفكار، كتب، كلمات، منتجات جديدة، أفلام، نصائح، قصص، والقائمة تطول ولا تنتهي من المفردات التسويقية التي تمتلك هذا المفعول السحري، وتتحول إلى طعم تصعب مقاومته ما إن تتم إضافتها إلى عبارة «سوف تغير حياتك»، فتغيير الحياة هاجس الجميع على ما يبدو.

مع أنها بطبيعتها متغيرة وليست ثابتة، دائمة الحراك وغير معنية بالاتجاه والمعايير، سواء كنا نعتبر أنها تسير في اتجاه سيئ أو جيد، لكن يبدو أن التحكم بهذا المسار الهاجس الذي اكتسبه معظم البشر خاصة في العقود الماضية، وهذا بفضل الكثير من المؤثرات وعلى رأسها ربما رواج ثقافة التنمية البشرية التي تعتبر من المواضيع التي تجذب المزيد من صناع المحتوى، كما تجذب المزيد من المتابعين باستمرار على الرغم من التكرار والتجارب المحبطة، وعلى الرغم من أن معظم الطرق المقنعة التي يبدع بتلميعها أولئك المسوقين تنتهي بنا إلى منطقة واحدة هي «اللا جدوى» فالحياة أكثر تعقيداً بكثير من أن نحددها بجدول من العادات مسبقة الصنع، وأبسط بكثير من أن نفرض عليها تعقيد تلك الأفكار المعلبة.

لا شك أن هناك ما هو مفيد في هذه القنوات والمواقع والصفحات التي تتحدث عن التنمية البشرية، تنظيم الوقت، والاستيقاظ مبكراً، استبدال العادات، وغيرها، لكن هذه الفائدة تبقى نسبية ومرهونة بشخصية المتلقي ومدى تناسب المعلومة أو النصيحة التي يتلقاها مع نمط حياته وتركيبة شخصيته الأساسية ومرونته، وهنا لا بد من الوقوف على حقيقة لا يمكننا تجاوزها، وهي أن لكل إنسان تجربته الخاصة، له عالم يراه بطريقته ويكتشفه بنفسه، لهذا تبدو فكرة ادعاء القدرة على تغيير حياة أحد ضرباً من الأساليب التسويقية التي تشبه الانتعاش الذي يمنحه لك كأس من العصير المثلج في يوم شديد الحرارة، فهو شعور رائع إلا أنه مؤقت وسريع الزوال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mb8cp665

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"