إعداد: محمد عز الدين
أجرت منظمة نادي روما «مركز أبحاث غير حكومي غير ربحي في زيورخ بسويسرا يضم اقتصاديين وعلماء وسياسيين من دول مختلفة لديهم اهتمامات مشتركة حول التحديات العالمية مثل الزيادة السكانية والاحتباس الحراري» دراسة عن النمو السكاني، كشفت أن «القنبلة السكانية» التي طال انتظارها قد لا تنفجر، وأن الأعداد البشرية ستبلغ ذروتها أقل وأسرع مما كان متوقعاً في السابق.
وتتوقع الدراسة أن يصل عدد سكان العالم إلى 8.8 مليار قبل منتصف القرن، ثم ينخفض بسرعة، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.
ويحذر معدو الدراسة من أن انخفاض معدلات المواليد وحده لن يحل المشكلات البيئية للكوكب، والتي هي بالفعل مشكلة خطرة عند مستوى 7.8 مليار وسببها في المقام الأول هو زيادة استهلاك الأقليات الثرية.
يمكن أن يؤدي انخفاض عدد السكان إلى مشاكل جديدة، مثل تقلص القوى العاملة وزيادة الضغط على الرعاية الصحية المرتبطة بمجتمع الشيخوخة، كما في دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية.
وقال بن كاليغاري، أحد مؤلفي الدراسة: إن «النتائج كانت مدعاة للتفاؤل، لكن هناك مشكلة، يعطينا هذا أدلة بأن القنبلة السكانية لن تنفجر، لكننا ما زلنا نواجه تحديات كبيرة من منظور بيئي، فنحن بحاجة إلى الكثير من الجهد، لمعالجة نموذج التنمية الحالي المتمثل في الاستهلاك المفرط والإفراط في الإنتاج، وهما مشكلتان أكبر من السكان».
وتشير التقديرات الأكثر تفاؤلاً، مع قيام الحكومات في جميع أنحاء العالم برفع الضرائب على الأثرياء للاستثمار في التعليم والخدمات الاجتماعية وتحسين المساواة، إلى أن الأعداد البشرية قد تصل إلى 8.5 مليار في وقت مبكر من عام 2040 ثم تنخفض إلى 6 مليارات في عام 2100.
وأضاف كاليغاري: «بحلول عام 2050، تكون انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أقل بنسبة 90% مما كانت عليه في عام 2020 وما زالت تنخفض، وسيتخلص من انبعاثات الغازات الدفيئة المتبقية في الغلاف الجوي من العمليات الصناعية بشكل متزايد بامتصاص الكربون وتخزينه. ومع مرور الوقت، سيتم امتصاص كمية كربون أكبر من المخزون، ما يحافظ على درجة الحرارة العالمية أقل من درجتين مئويتين أعلى من مستويات ما قبل الصناعة، وستبدأ معها الحياة البرية في التعافي تدريجياً والازدهار مرة أخرى في العديد من الأماكن».
