الشارقة: مها عادل
رغم أن شهر رمضان من المناسبات الدينية التي تجمع المسلمين على طقوس وعادات موحدة لحد كبير، إلا أنه مع اختلاف الثقافات والتقاليد الشعبية المتوارثة بين كل دولة وأخرى، تظهر بعض العادات الغريبة التي قد تميز طقوس شعب عن الآخر في الشهر الفضيل.
مثلاً في دولة السودان يعتبر تجديد الأواني طقساً أساسياً لاستقبال رمضان، كما يتم تدريب النساء على تجويد القرآن كل صباح، لكن أكثر ما هو غريب لديهم أن الإفطار يجب أن يكون جماعياً في ساحات واسعة، حيث تجتمع كل الأسر في ساحة واحدة للإفطار معاً ببداية الشهر.
أما في تركيا، تنطلق زغاريد وتنثر عطور بمجرد ثبوت الرؤية في كل بيت لتعبر عن الفرحة بالبشرى التي زفت إليهم ببدء الصوم في اليوم التالي، وتنطلق في البيوت روائح المسك والعنبر وماء الورد من جراء نثرها على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل طوال أيام رمضان الكريم. وتعتبر هذه من العادات المتوارثة عبر الأجيال هناك، كما تبدأ السيدات كبار السن (الجدات) في تجهيز أول سحور رمضاني، والذي يتكون من الفواكه الطازجة والملبن التركي الشهير المحشو بالمكسرات والقشدة واللحم المقدد.
وفي باكستان تعتبر حرب البيض من أغرب عادات الشعوب في رمضان، وهي عبارة عن مسابقة «حرب البيض المسلوق» التي لابد أن تقام على مدار شهر رمضان، وهي لعبة تبدأ في المساء وتنتهي عند موعد السحور، وتعتمد قوانينها على إمساك أحد المتسابقين الشباب ببيضة مسلوقة، ويضرب بها الأخرى التي في يد خصمه بهدف كسرها، حتى يتأهل للمرحلة التالية. كما تتميز بعادة غريبة تقوم بها مدينة بيشاور الباكستانية التي تشتهر بإقامتها لحفل عرس تجمع فيه كل الأطفال الذين يقومون بالصوم لأول مرة لتشجيعهم على الاستمرار.
ويتميز شعب جزر القمر بواحدة من أجمل العادات الخاصة بشهر رمضان، فخلال اليوم الأول وفي الليلة الأولى من رمضان، يخرج السكان حاملين المشاعل، ويتوجهون إلى السواحل، حيث ينعكس نور المشاعل على المياه، ويقرعون الطبول إعلانًا بقدوم شهر الصوم، ويظل السهر حتى وقت السحور.
