بيروت: «الخليج»، وكالات
أعلنت إسرائيل أن ما لا يقل عن 34 صاروخاً أُطلقت، أمس الخميس، من لبنان باتجاه المناطق الشمالية، 25 منها اعترضتها دفاعاتها الجوية، بينما سقطت خمسة صواريخ على الأقل في مناطق مأهولة، مما أسفر عن سقوط جريح ووقوع حرائق وأضرار مادية، فيما رد الجيش الإسرائيلي بإطلاق قذائف مدفعية على أطراف بلدتي القليلة والمعلية في قضاء صور، تبعها إطلاق قذائف صاروخية على مستعمرة المطلة، واتهمت إسرائيل فصائل فلسطينية بإطلاق الصواريخ، وحمَّلت لبنان المسؤولية، في حين لقي إطلاق الصواريخ من لبنان قلقا دولياً، وسط دعوات لضبط النفس.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه «تم رصد إطلاق 34 صاروخاً من الأراضي اللبنانية باتجاه المناطق الإسرائيلية، وقد تم اعتراض 25 منها من قبل الدفاعات الجوية، فيما سقطت 5 قذائف في الشمال». وأضاف أن الأمكنة التي سقطت فيها الصواريخ المتبقية لا تزال «قيد الفحص»، مشيراً إلى أن «هذه الحصيلة غير نهائية».
ودوَّت صافرات الإنذار في مستوطنات شمال إسرائيل، ووجهت تعليمات لسكان المستوطنات بالنزول إلى الملاجئ والبقاء فيها. كما أغلقت إسرائيل مجالها الجوي في الشمال. وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن «مدفعية الجيش الإسرائيلي قصفت بعدد من القذائف الثقيلة... أطراف بلدتي القليلة والمعلية في قضاء صور» في جنوب لبنان. وبحسب منظمة الإسعاف الإسرائيلية، فقد أصيب بالقصف شاب يبلغ 19 عاماً بشظية وإصابته ليست خطرة، بينما أصيبت امرأة في الستينات بجروح طفيفة أثناء فرارها بحثاً عن ملاذ آمن. كما أصيبت امرأة بحالة هلع نتيجة القصف، وفق المصدر نفسه. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن 100 صاروخ أطلقت من لبنان على مستوطنات وبلدات شمالي إسرائيل. ويأتي هذا القصف غداة صدامات عنيفة دارت في المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة بين مصلين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية وأثارت تحذيرات من أعمال انتقامية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، إن 7 صواريخ تم إطلاقها من قطاع غزة فجراً، مؤكداً أنه لم يتم تفعيل منظومة «القبة الحديدية». وأفادت تقارير إعلامية لبنانية، مساء الخميس، بأن ثلاث قذائف هاون على الأقل أطلقت على بلدة المطلة الإسرائيلية في الجليل الأعلى. وإثر القصف الصاروخي على شمال إسرائيل، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى اجتماع أمني طارئ للمجلس الوزاري المصغر لبحث ما سماه الرد على الهجوم الصاروخي. وأكد مكتب نتنياهو أنه «يتلقى تقارير محدثة حول الوضع الأمني وسيقوم بإجراء تقييم مع رؤساء المؤسسة الأمنية».
وحذرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان «يونيفيل» من أن «الوضع الحالي خطير للغاية»، داعية إلى «ضبط النفس». وقالت اليونيفيل في بيان إن رئيسها أرولدو لازارو «على اتصال بالسلطات على جانبي الخط الأزرق» الذي يقوم مقام خط الحدود بين لبنان وإسرائيل.
من جهته، أعلن الجيش اللبناني مساء أمس الخميس أن وحداته عثرت على عدد من الصواريخ كانت معدة للإطلاق في محيط بلدتي زبقين والقليلة في جنوب البلاد، موضحاً أنه «يُجرى العمل على تفكيكها».
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل للصحفيين «ندين إطلاق صواريخ من لبنان وغزة على إسرائيل»، مشدداً على التزام الولايات المتحدة «الراسخ» أمن إسرائيل.
ونددت فرنسا ب«إطلاق صواريخ في شكل عشوائي استهدفت الأراضي الإسرائيلية انطلاقاً من غزة وجنوب لبنان». وكذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه بشأن القصف الصاروخي من جنوب لبنان. وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك للصحفيين «ندعو جميع الأطراف إلى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس».
إلى ذلك، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، مساء أمس الخميس، أن إسرائيل تتأهب لعدة أيام من القتال في لبنان، مشيرة إلى أن وزير الجيش الإسرائيلي أصدر تعليماته بالرد الفوري وعدم انتظار اجتماع قادة الأجهزة الأمنية.
