عادي
دعت إلى اجتماع مغلق لمجلس الأمن بالشراكة مع الصين

الإمارات تدين اقتحام الأقصى وتطالب إسرائيل بوقف التصعيد

00:04 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1

عواصم: «الخليج»، وام

 دانت دولة الإمارات بشدة اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين واعتقال عدد منهم.

وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها تأكيد موقف دولة الإمارات الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه، كما أكدت على عدم تحصن المصلين بالمسجد أو العبث بالأسلحة والمفرقعات داخل دور العبادة.

وشددت الوزارة على أهمية احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.

ودعت الوزارة السلطات الإسرائيلية إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، مؤكدة رفض دولة الإمارات لكافة الممارسات المخالفة لقرارات الشرعية الدولية والتي تهدد بالمزيد من التصعيد. وشددت على أهمية دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدماً، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كما دعت الإمارات بالشراكة مع الصين إلى عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن لمناقشة التطورات الأخيرة المقلقة في الأرض الفلسطينية المحتلة وتحديداً اقتحام المسجد الأقصى المبارك.

يأتي ذلك بينما عاد الهدوء إلى الحرم القدسي بعد صدامات عنيفة جرت ليلاً بين مصلين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي اعتقلت المئات منهم، إثر اقتحام باحات الحرم من قبل المتطرفين الإسرائيليين، فيما أثار الاقتحام إدانات عربية ودولية واسعة، في حين أعرب البيت الأبيض عن قلقه البالغ من تجدد أعمال العنف في الأقصى، بينما ذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس «مصدوم» إزاء عنف قوات الأمن الإسرائيلية في الأقصى. 

وحذرت الرئاسة الفلسطينية أيضاً «الاحتلال الإسرائيلي من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة»، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي إلى «انفجار كبير»، كما ورد في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية «وفا».

ودانت وزارة الخارجية الأردنية «إقدام الشرطة الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف والاعتداء عليه وعلى الموجودين فيه»، معتبرة ما حصل «انتهاكاً صارخاً وتصرفاً مداناً ومرفوضاً». ودعا مجلس الأوقاف الإسلامية «كافة المسلمين... لإعمار المسجد بالصلاة والتعبد وقراءة القرآن». وأكد المجلس أن المسجد «لم ولن يقفل في وجه المعتكفين».

ونددت وزارة الخارجية المصرية ب «اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى»، داعية إسرائيل إلى «الوقف الفوري لتلك الاعتداءات التي تروع المصلين». وحملت مصر إسرائيل «مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي من شأنه أن يقوض من جهود التهدئة». وأوضحت وزارة الخارجية السعودية أن المملكة تتابع بقلق بالغ اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين، واعتقالها عدداً من المواطنين الفلسطينيين. ودان المغرب والجزائر والعراق وسوريا ولبنان «بشدة» اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى و«الاعتداء على المصلين وترويعهم خلال شهر رمضان المبارك». وحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، من تبعات إقدام القوات الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى. 

من جهتها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، صباح أمس الأربعاء، أنها أوقفت «أكثر من350» شخصاً في الحرم القدسي. لكن فراس الجبريني أحد أعضاء طاقم المحامين عن المعتقلين أكد أن عدد الموقوفين يتراوح بين 450 شخصاً و500 شخص. وأوضح الجبريني أنه تم «الإفراج عن عدد غير محدد منهم بشروط الإبعاد عن المسجد والبلدة القديمة والمثول للتحقيق عند الاستدعاء». كما أكد المحامي نفسه تمديد اعتقال «18 موقوفاً (فلسطينياً) من حملة الهوية الإسرائيلية حتى عرضهم على المحكمة، إضافة إلى الذين يحملون الهوية الفلسطينية». وقال مكتب الأوقاف الإسلامية إن الهدوء عاد إلى الحرم القدسي.

ورداً على اقتحام الشرطة للمسجد، أطلقت صواريخ عدة من شمال قطاع غزة باتجاه إسرائيل، حسبما ذكرت مصادر أمنية فلسطينية. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان «أُطلقت خمسة صواريخ من قطاع غزة على المناطق الإسرائيلية وتم اعتراضها جميعاً بواسطة منظومة الدفاع الجوي».

وفي وقت لاحق، شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات على قطاع غزة. وتجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بعد الغارات الإسرائيلية، فيما شن الطيران الإسرائيلي غارات مجدداً. ولم تسفر الغارات عن وقوع إصابات بحسب مصادر طبية. 

وفي إطار ردود الفعل، أعربت الأمم المتحدة عن «انزعاجها» من الأحداث. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأربعاء عن «صدمته» و«ذهوله» إزاء مستوى العنف الذي استخدمته قوات الأمن الإسرائيلية بحق مصلين فلسطينيين داخل المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة ليل الثلاثاء. ودعت ألمانيا إلى تجنب التصعيد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية كريستوفر بورغر في مؤتمر صحفي «كل من له تأثير على الوضع لديه مسؤولية عدم صبّ مزيد من الزيت على النار وبذل كل ما في وسعه لتهدئة الوضع». ودان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو «الهجمات» الإسرائيلية على المسجد الأقصى، مؤكداً أنها «غير مقبولة». وأعرب البيت الأبيض عن «قلقه البالغ» حيال أعمال العنف التي شهدها الحرم القدسي، و«حضّ جميع الأطراف على تفادي تصعيد إضافي»، وفق ما قال متحدّث باسمه، أمس الأربعاء. وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض «ينبغي، أكثر من أي وقت، أن يعمل الإسرائيليون والفلسطينيون معاً للحدّ من هذه التوترات وإعادة الهدوء». وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن موسكو تؤكد أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تهدئة الموقف بشأن المسجد الأقصى في القدس وقطاع غزة، في أسرع وقت.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yzkbubu3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"