عادي

«إيواء» يعالج ضحية اتّجار بالبشر

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

كشف مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية «إيواء»، عن نجاحه في مساعدة ناجية من ضحايا الاتّجار في البشر وقعت في شبكة دعارة، وإعادتها إلى بلادها بعد تلقي العلاج الجسدي والنفسي اللازم، ومساعدتها على بدء حياة جديدة.

وأوضح المركز أن هذه الضحية وصلت إلى أحد دور الإيواء لديه، مع وجود كدمات على جسدها جراء الضرب المتكرر والاعتداء الجنسي، وعالج الفريق الطبي إصابتها وساعدها الاستشاريون على الشفاء من جراحها النفسية من خلال تقديم العلاجات المكثفة بأنواعها، واليوم تعيش في وطنها آمنة مطمئنة بينما تتمتع بحريتها وشعورها بالقوة.

«ضربني وقال لي إما أن أعمل في الدعارة أو أموت من الجوع».. هكذا بدأت الضحية سرد قصتها، ولم يخطر ببالها من قبل أنها ستضطر في يوم من الأيام الاختيار بين أحد هذين المصيرين البشعين، حيث كانت تعمل بطلة القصة طوال حياتها باجتهاد لمساعدة أمها في إعالة أشقائها الخمسة، ومع عدم وجود مال كافٍ لاستكمال دراستها، اكتفت بغسل الأطباق في المطاعم والمقاهي نهاراً، والعمل في صالون لتصفيف الشعر ليلاً، ولم ينصفها الزواج أو يحسن مستواها المعيشي، بل زاد الأمور سوءاً بسبب طمع زوجها في دخلها الزهيد.

وذات مساء، سألتها إحدى العميلات في صالون تصفيف الشعر عن سبب الحزن البادي على وجهها، وتقول الضحية: «أخبرتها أن والدتي مريضة وبحاجة إلى عملية جراحية لم أكن قادرة على تحمل تكاليفها، فعرضت على المرأة وظيفة في صالون خارج الدولة، وطلبت مني تحضير بعض الأوراق، لم أتردد أبداً في اتخاذ القرار».

وأوضحت أنها في غضون أسبوعين، كانت قد وصلت تأشيرتها وتذكرة طيرانها، وأصبحت في طريقها إلى وجهتها الجديدة، استقبلها رجل في المطار، وأنزلها في شقة ثم أمرها بأخذ قسط من الراحة، وكانت هناك فتيات أخريات في الشقة، لم يتحدثن معها لكنهن نظرن إليها بريبة.

وبيّنت أنه في الليلة الثانية جاء نفس الرجل وطلب منها أن تستعد للعمل، وبينما تستعيد ذكريات الماضي الأليم، وصفت الموقف قائلة: «سألته عن سبب عملنا في وقت متأخر كهذا فأجابني بأنني سأضطر إلى العمل في الدعارة، بالطبع صعقني الرد، وصرت أصرخ وأعلن معارضتي لكنه ضربني بعنف».

وأمضت الفتاة يومين محبوسة في غرفة، وقاست الإساءة والجوع، وتقول: «اضطررت للعمل حتى تتاح لي فرصة للهروب، وكان الأمر عسيراً لأنني لم أملك نقوداً أو حتى جواز سفري».

وكانت قد عانت من التعذيب والاستغلال والاعتداء الجنسي لمدة شهرين قبل أن تداهم الشرطة الشقة وتنقذها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mtb42a4e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"