عادي
في محاضرة استضافها مجلس محمد بن زايد وشهدها سيف بن زايد

ديفيد سنكلير: علاج الشيخوخة سيكون أسهل من علاج السرطان

01:03 صباحا
قراءة 4 دقائق

أبوظبي: سلام أبوشهاب

استضاف مجلس محمد بن زايد مساء أمس الأول، محاضرة بعنوان «الشيخوخة.. أسبابها وإمكانية الوقاية منها»، شهدها الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وألقاها الدكتور ديفيد سنكلير بروفيسور علم الوراثة في كلية الطب بجامعة هارفارد، وذلك في مجلس محاضرات جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي.

وحضر المحاضرة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين.

وبدأ المحاضر كلمته بتهنئة الإمارات على النجاحات العالمية التي تحققها وأصبحت مركزاً للتعلم والتقدم التكنولوجي ومثالاً يحتذى في العالم، مؤكدًا أنها وعبر برنامج الجينوم البشري والتطوير التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، تتبوّأ مكانة متقدمة عالمياً، مشيداً ببرنامج الجينوم البشري في الدولة والعديد من المنشآت والمواقع التكنولوجية التي زارها.

الصورة

محادثات رائدة

أضاف الدكتور ديفيد سنكلير أنه يجري محادثات رائدة للعمل مع المراكز البحثية المتطورة في الإمارات، لتكون الإمارات مركزاً رائداً في إعادة البصر وعلاجه، مشيراً إلى أنه يركز في أبحاثه على تطوير الأدمغة البشرية من خلال الخلايا الجذعية، حيث بإمكان جعل الخلايا خلال أسبوعين لتصبح في عمر ال 80 عاماً ويمكن إعادة ذلك وبالتالي علاج الشيخوخة.

وقال إن الشيخوخة ليست حتمية، بل هي حالة مرضية قابلة للعلاج، وسيكون علاجها أسهل من علاج السرطان، مؤكداً أن تجديد العمر والجسد البشري سيبدأ في العين وفقدان السمع والخرف ثم العضلات والكلى، ولا يوجد قانون في علم الأحياء ينص على أنه يجب علينا التقدم في السنّ بهذه الوتيرة.

وأوضح أن ممارسة الصيام هي أحد أفضل طرق إبطاء تقدم عجلة العمر، لما له من أثر إيجابي كبير على الجسم، حيث أظهرت الأبحاث أنه يرفع من جزيئات (NAD) الموجودة في كل خلية، وأن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من هذه الجزيئات تكون حياتهم أفضل لجهة إطالة العمر لدورها في خفض نسبة الكوليسترول وتحسين وظائف الكبد وتعزيز مناعة الجسم وتنشيط دفاعات الجسم.

وكشف أن التغير في الطب فيما يتصل بالشيخوخة وعلاجها قادم لا محالة، حيث إن 90% من أسباب الأمراض هي الشيخوخة التي تتسبب في وفاة 150 ألف شخص سنوياً في العالم، وأنه في العقد المقبل سنشهد تغيرات حول ما نستطيع أن ننجزه في أعمارنا، والقرن ال21 هو قرن التحكم فيه بأنفسنا والسيطرة على أنفسنا.

نسخة احتياطية

أكد الدكتور ديفيد سنكلير، أن هناك في جسدنا نسخة احتياطية من المعلومات المفقودة، وأن إعادة تشغيلها في الجسد يعيد له شبابه، ومن خلال تشغيل 3 جينات جنينية، تسمى (O و S و K)، تمكّن فريق «سنكلير» من إعادة عمر الأنسجة للوراء بنسبة 75٪ في غضون 6 أسابيع، مما يعني أنه بالإمكان أن تعكس الخلايا عمرها لتصبح شبابية، واستطعنا إعادة البصر إلى الفئران المسنّة وتحسنت الأعصاب البصرية لديها في التجربة الأولى، أما في التجربة الثانية؛ فجارٍ العمل على علاج المياه الزرقاء التي تترافق مع السكري وهي مشكلة صحية عالمية.

وأضاف أنه ما يمكن فعله لمساعدة البشر على محاربة الأمراض وإطالة سنوات عمرهم الصحية، والجزء «الصحي» مهم للغاية، وإذا كان من الممكن بالفعل إعادة ضبط البرنامج الذي يتسبب في تقدمنا في السنّ، فقد يكون علاج الشيخوخة أسهل مما يعتقد معظمنا، ومن المحتمل جداً أن يكون أول شخص يعيش حتى 150 عاماً قد وُلد بالفعل. وأوضح، إذا كنا قادرين على إيقاف أو عكس مسار الأمراض التي تسببها الشيخوخة، فلماذا لا نفعل ذلك؟ هذا سؤال قد نضطر للإجابة عليه قريباً.

الرياضة والطعام

أكد الدكتور ديفيد سنكلير أهمية الإقلال من الطعام الذي نتناوله والابتعاد عن تناول 3 وجبات كبيرة يومياً، والحرص على التمارين لمدة 30 إلى 45 دقيقة مع الإكثار من الأغذية النباتية والابتعاد عن اللحوم والسكر لمواجهة التقدم في العمر، مشيراً إلى أن الحرص على هذه الممارسات بشكل مستمر، يسهم في تقليل الأمراض بنسبة 35% إلى جانب تحسين القدرة الجسدية ويعزز من زيادة متوسط العمر، محذراً من مادة السكر التي تعتبر مشكلة حقيقية وتتسبب في أمراض عديدة.

العلامات الوراثية

شاهد الحضور في بداية المحاضرة فيديو مسجلاً لمتحدثين، هم شاسيتا آصف الرئيس التنفيذي للعمليات لمجموعة «بيور هيلث»، والدكتورة حبيبة الصفار عالمة وراثة، ومهندسة إمارتيه تعمل في مجال الطب الحيوي، وتشغل منصب مدير مركز التكنولوجيا الحيوية ومنصب بروفيسور مساعد في الهندسة الطبية الحيوية في جامعة خليفة في أبوظبي، والدكتورة نوره الظاهري أستاذ مساعد في قسم الوراثة والجينوم بجامعة الإمارات ومستشارة في علم الوراثة السريرية وعلم الوراثة البيوكيميائية بمستشفى توام في العين.وأكد المتحدثون أن علاماتنا الوراثية يمكن أن تحسن جودة حياتنا، وأن الإمارات سبق وأن أطلقت برنامج الجينوم الوراثي للوصول إلى تشخيص دقيق للأمراض وعلاجها مثل سيولة الدم والأورام السرطانية، ما يسهم في تخفيف الضغط على الخدمات الصحية، وأنه حان الوقت للبشرية لوضع هدف جديد وهو زيادة متوسط عمر الإنسان.

وسلّط المتحدثون في مقاطع الفيديو الضوء على زوايا مختلفة لموضوع المحاضرة، بناء على خبراتهم المتعلقة بأهمية التغذية في اكتساب الصحة وأسلوب الحياة السليم، وعلاقة الصحة العقلية والجسدية برفاهية الفرد.

المحاضر في سطور

الصورة

الدكتور ديفيد سنكلير أستاذ علم الوراثة، حاصل على الدكتوراه من جامعة نيوساوث ويلز، بروفيسور ومدير «مركز بول غلين لأبحاث بيولوجيا الشيخوخة» في كلية الطب التابعة لجامعة «هارفارد»، متخصص في علم الوراثة الجزئية وتركز أبحاثه على فهم عملية الشيخوخة وكيفية إبطاء آثارها.

خلال أبحاثه، شارك في اكتشاف سبب شيخوخة الخميرة ودور بروتين Sir2 في التغيرات اللاجينية.

كان مختبره أول من حدد دور التخليق الحيوي للإنزيم المساعد NAD في التحكم في معدل العمر.

أظهر لأول مرة دور السرتوينات في تقليل السعرات الحرارية في الثدييات.

ألف كتاب «العمر المديد» ونشر أكثر من 200 مقالة علمية.

شارك في تأسيس شركات تكنولوجيا حيوية في مجالات الشيخوخة واللقاحات والسكري والأمراض المعدية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yewvn4na

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"