عادي
في رائعة شعرية جسّد فيها حبّه العميق للأبطال

محمد بن راشد: الجنود حصن الوطن وحماته

01:12 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

دبي: «الخليج»

يظل الوطن في عرف صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هو القلب النابض، والروح الفيّاضة، والحب الذي يتدفق في العروق، فلا بأس من أن يتخلى الإنسان عن حياته من أجل الوطن.

هو الوطن دائماً وأبداً، خط أحمر، لا يمكن تجاوزه، فهو رمز القوة والمنعة، وكل مناسبات هذا الوطن، هي بالضرورة صورة من صور الحب والعرفان لراية هذا الوطن التي يجب أن تظل شامخة، بما تعكسه من حب، وولاء، وحرص على تحقيق الحلم الذي يعيش لأجله أفراد هذا الوطن.

انطلاقاً من هذه القاعدة الذهبية، تشعّ قصيدة «يا موطني» لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهي تأتي في مناسبة عزيزة، هي حلول الذكرى ال 47 لتوحيد القوات المسلحة في الإمارات، وهي بكل تأكيد مناسبة رفيعة، بكل ما تحمل من معاني العزّة والمنعة والسيادة، لأنها تستدعي الكثير من القيم والمبادئ التي نشأت عليها دولة الإمارات، وهي تستحق من الجميع قيادة وشعباً أن تظل ساطعة ونابضة في العروق، لأنها تحمل كل معاني البذل والإخلاص والعطاء والتفاني.

إن استذكار الوطن في هذه المناسبة العزيزة التي تحل اليوم، هو استذكار لقيم راسخة في وجدان أبناء الإمارات.

أما العنوان الأبرز في هذه القصيدة الملحمية، فهم الجنود الأبطال، فمن البيت الأول للقصيدة، يعيش القارئ في أجواء كلمات تجمع بين القوة والرقة والعذوبة، ويجد القارئ نفسه، يعيش أجواء شعرية تحلّق في فضاءات إبداعية رحبة بما تحمل من فصاحة اللغة والشعر.

وكما قلنا، فإن مرتكز القصيدة جنود الوطن، النشامى كما يصفهم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وهم من يترجمون هذه المعاني في أقصى ما يستحقه هذا الوطن، وهو بذل الروح رخيصة لكي يظل هذا (الوطن – الرمز) شامخاً، وليس ذلك غريباً على هؤلاء الجنود الأشاوس، فهم «المغاوير»، كما يصفهم سموّه، وهم الطيبون، الكرام، وأهل الشجاعة، حين تدلّهم خيوط الشك والظلمة، وهم حماة الأرض في البر والبحر والسماء، وهم من دون شك من يسطرون «عنوان» الوطن في سماء عالية مرصعة بالنجوم واللآلئ.

يقول صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، في قصيدة «يا موطني»:

يا مَوْطني يِحْمي حِماك النّشاما

جنودْ شَعْبك مِنْ بنيك المَغاويرْ

أهل الحَميّة الطيّبين الكِراما

وَهلْ الشّجاعة في ظلامِ المَخاطيرْ

يِحمون أرْضك والبَحْر والغِماما

في بَرِّكْ وبَحْركِ وجَوّك بِتدبيرْ

الأرْض الرّوح لأجلك تساما

سوم الكريم اللّي ما يخافْ المَخاسير

تستحق تلك الأبيات أن نتأملها ملياً، فجنود الوطن حين يبذلون لأجله الروح رخيصة، إنّما هم يبذلون أقصى ما في النفس من كرم، فالأوطان لا تبنى من دون تضحية أو فداء، وفي ذلك إشارة بليغة إلى هؤلاء الجنود، حيث أبدع صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تقديم وصف يليق بهؤلاء الجنود، فهم يقفون بالمرصاد لكل من حاول أن يلحق الأذى بهذا الوطن المعطاء، فهم كما يصفهم سموّه رمز للشهامة، ورمز للفخر والشجاعة، وهم سيوف على نحر المعتدي الآثم، لا يهابون الموت، وهم بالتالي الصناديد، من وهبهم الله عز وجل قلوباً لا تجزع، ولا تهاب، من يحفظون أمن الوطن، من أجل الصغير قبل الكبير، ذلك لأنهم محل ثقة هذا الوطن، فهم قد أقسموا على حمايته والحفاظ على أمنه، فليس غريبا أن يصفهم سموّه بهذه الصفات التي يستحقونها، فسموّه، وقد خبر معاني الذود عن الوطن، يعرف تلك المعاني عن ظهر قلب، وهو يعيها جيداً، فهو الشاعر والفارس الذي اجتمعت فيه خصال الجند المخلصين لتربة هذا الوطن الغالي، فالجنود، كما يؤكد سموّه، حصن الوطن وحماته وهم «المناعير» فاسم الإمارات بالنسبة له يعني الكثير، فهو بيت الكرم و«المناعير» والمناعير، هي كلمة عربية قديمة، تستخدم بكثرة في القبائل البدوية في الخليج العربي، وهي كلمة قوية حرص صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، على أن يستخدمها في قصيدته الرائعة،لأنه لها الكثير من المعاني الجميلة التي تصف الرجال الشجعان، ومن اتصفوا بالقوة، ومن يقومون بتقديم المساعدة للناس جميعا، فهم لا يتهاونون في أية مسألة مهما كانت.

ويختتم سموّه قصيدته «يا موطني» بكلمات رائعة ومعبرة، وصادرة عن إحساس مرهف وشعري، وهو بكل تأكيد إحساس ينبع من مشاعر دافئة، وصادقة بحب الوطن، الذي يحرص سموّه على أن تظل رايته خفاقة، وشامخة، تليق بدار الكرام التي أنجبت الرموز، كما أنجبت القادة والشيوخ الذين يحرصون على بهاء وألق ورفعة هذا الوطن الكريم والغالي على القلوب.

واستبشري يا دار فيكِ الكراما

أنتي بهم يا دار في نِعمة وخيرْ

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2prh77uy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"