إعداد: مصطفى الزعبي
عند تكرار إصابة الطفل بنوبات التهاب الحلق المؤلم، يوصي الطبيب بإزالة اللوزتين، ما يطرح أسئلة عدة منها: لماذا يعاني الأطفال من مشاكل أكثر في اللوزتين؟ هل هناك سن مناسبة لإجراء الجراحة؟ وهل التعافي بعد الجراحة مؤلم؟
في كثير من الأحيان، عندما يشكو الأطفال من التهاب الحلق، تكون اللوزتان هما السبب. تعد اللوزتان جزءاً من نظام المناعة وهو أمر ضروري للحفاظ على الصحة.
اللوزتان عبارة عن وسادتين صغيرتين بيضاويتين في مؤخرة الحلق تصنعان خلايا الدم البيضاء. تهاجم هذه الخلايا وتمنع الجراثيم التي تدخل الجسم وتجعله مريضاً.
وعلى الرغم من صغر حجمهما، يمكن أن تسبب اللوزتان ألماً شديداً وانزعاجاً في حالة التهابهما.
وعندما يحدث هذا، يقال إن الشخص مصاب بالتهاب اللوزتين. يحدث هذا عادة بسبب عدوى فيروسية، على الرغم من أن الالتهابات البكتيرية يمكن أن تسببه أيضاً.
ويعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالتهاب اللوزتين من البالغين لعدة أسباب منها أنهم محاطون باستمرار بالجراثيم، سواء في المدرسة أو في أماكن اللعب والرعاية، بالإضافة إلى أنهم لا يحسنون غسل اليدين وآداب السعال والعطس. لذلك، يصابون بسهولة بنزلات البرد التي يمكن أن تسبب سيلان الأنف وتؤدي إلى التهاب اللوزتين. كما أن حلقهم أصغر من البالغين، لذلك، إذا كان لديهم لوزتان أكبر، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل في التنفس وتوقفه أثناء النوم.
في بعض الأحيان يمكن أن يصاب الشخص بالتهاب اللوزتين مرة أو مرتين ويتعافى دون مشاكل، لكن بالنسبة للآخرين، مثل الأطفال، يحدث الالتهاب بشكل متكرر ولا يستجيب للعلاجات، أو يسبب مضاعفات. ويوصى بإجراء شائع يسمى استئصال اللوزتين.
لا يوجد عمر مناسب لعملية استئصال اللوزتين. ورغم اعتقاد الكثيرين أن استئصال اللوزتين مخصص للأطفال دون سن 12 عاماً فقط، لأنه أكثر شيوعاً بينهم، فقد يلزم هذا التدخل الجراحي في أي سن، وهو الإجراء الثاني الأكثر شيوعاً الذي يقوم به أطباء الأنف والأذن والحنجرة.
وتستغرق العملية حوالي 30 إلى 45 دقيقة تحت التخدير العام في غرفة العمليات.
أثناء فترة التعافي، يعاني معظم الأشخاص من بعض الألم الذي يشبه التهاب الحلق الشديد ويوصي الأطباء بالبقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى المدرسة، في حالة الأطفال، أو العمل خلال هذا الوقت، وشرب الكثير من السوائل وتناول الأطعمة اللينة.
بشكل عام، يعتبر استئصال اللوزتين إجراء آمناً، ولكن هناك خطراً ضئيلاً يتمثل بحدوث نزيف في مواقع الشق. بمرور الوقت، تتشكل قشرة فوق الجرح مشابهة لتلك التي تتكون على جرح اليد أو الذراع. هناك خطر طفيف للنزيف عندما تتساقط القشرة بعد حوالي سبعة إلى 10 أيام من الجراحة.
