عادي

بعد عودتها إلى الجامعة العربية..ماذا ينتظر سوريا؟

21:16 مساء
قراءة 3 دقائق

بيروت - أ ف ب

أنهت القمة العربية الأخيرة في جدة عزلة سوريا الإقليمية، بعد أكثر من عقد من نزاع مدمر أودى بحياة نصف مليون شخص، لكن هل من شأن ذلك أن يسهّل حدوث تسوية سياسة، وحصول دمشق على مساعدات تحتاج إليها بشدّة في مرحلة إعادة الإعمار.

وشارك الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة الماضي في القمة العربية في جدة، للمرة الأولى منذ تجميد عضوية بلاده في الجامعة العام 2011، وهي خطوة لاقت ترحيباً كبيراً من دول عربية عدة، ومثلت صفحة جديدة في الطريق نحو حل سياسي للأزمة السورية التي طال أمدها.

وأمل الأسد الذي التقى ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان بن عبد العزيز، أن تشكّل القمة «بداية مرحلة جديدة للعمل العربي، للتضامن في ما بيننا للسلام في منطقتنا والتنمية والازدهار بدلاً من الحرب والدمار».

ويقول مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام أبو عبدالله: «ثمّة ارتياح في الشارع السوري بشكل عام، وتفاؤل أكبر في المستقبل وإن كانت التحديات كثيرة». ويضيف:«طوينا صفحة ونكتب صفحة جديدة».

ورغم أن الجيش السوري استطاع خلال السنوات الماضية، السيطرة على الجزء الأكبر من مساحة البلاد، إلا أن مناطق واسعة خاصة في شمال شرق وشمال غرب البلاد لا تزال خارج سيطرته. ويضمّ بعضها أبرز حقول النفط والغاز ومساحات زراعية خصبة ومياه وفيرة.

- ما هو مصير التسوية السياسية؟

في مقررات قمة جدّة، أكّد القادة العرب «ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرّج نحو حل الأزمة» السورية التي أتمّت عامها الثاني عشر.

ورغم هدوء الجبهات في السنوات القليلة الماضية. لكن الحرب لم تنته مع وجود قوات أجنبية داخل البلاد تقدم الدعم لأطراف داخلية متنازعة، بينها القوات الأمريكية الداعمة للمقاتلين الأكراد، وتركيا الداعمة لفصائل معارضة منتشرة قرب حدودها، والتي بدأت تبدي في الأشهر الأخير مرونة أكبر تجاه دمشق.

وفشلت جولات تفاوض عدة بين ممثلي النظام والمعارضة قادتها الأمم المتحدة في جنيف، في إرساء تسوية سياسية للنزاع. ويتفاوض الطرفان منذ سنوات لصياغة دستور جديد، بلا جدوى.

في السياق ذاته، يعتبر الباحث في معهد «نيولاينز» نيك هيراس أن الجامعة العربية تدفع اليوم نحو توازن بين إيران الداعمة لنظام الرئيس السوري، وبين الدول العربية. وتسارعت التحولات الدبلوماسية على الساحة العربية إثر إعلان اتفاق بين السعودية وإيران، أحد أبرز حلفاء دمشق، في مارس/ آذار، في خطوة بدت انعكاساتها جلية على الخريطة السياسية الإقليمية في المنطقة.

- ماذا عن اللاجئين والمخدرات؟

في قمة جدة، اتفق القادة العرب في ما يتعلّق بسوريا على «تعزيز التعاون العربي المشترك لمعالجة الآثار والتداعيات المرتبطة باللجوء والإرهاب وتهريب المخدرات».

وتعدّ هذه القضايا أساسية بالنسبة إلى دول عربية عدّة، مع وجود أكثر من 5.5 مليون لاجئ سوري في دول الجوار، وفي وقت يشكّل تهريب المخدرات من سوريا أحد أكبر مصادر الدولي. ويشدّد أبو عبدالله على ضرورة أن تقدّم الدول العربية «يد العون والمساعدة»، خاصة في ما يتعلق بملف اللاجئين، معتبراً أن الأمر «يحتاج إلى تمويل وبنى تحتية».

وأودت سنوات الحرب بحياة أكثر من نصف مليون شخص، ودمّرت البنى التحتية واستنزفت الاقتصاد ومقدراته فيما تشكّل العقوبات الغربية المفروضة على سوريا عائقاً أمام تمويل دولي شامل لإعادة الإعمار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4j3s88h3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"