لا تنفخ في البالون

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

يقال إن الحياة تتطلب الصبر والمعرفة، وفيها صعاب وعقبات، وأيضاً تحتوي على أشواك وهموم. وتتنوع تلك المشاكل، والعقبات، والهموم، وأيضاً تتكاثر وتتزايد أسباب التوتر والقلق، وأيضاً الغضب والحزن. بعض تلك الأسباب سببه من هم بالقرب منا، وبعضها يكون نتيجة واضحة ومباشرة لأعمال أو أقوال صادرة منا نحن، وبالتالي نحن نكون السبب في حالة الحزن، أو حالة الهم التي تغطينا وتعترينا.
هناك مشاكل أو خلافات متواضعة وبسيطة، تمر بنا، وهي هامشية، أو من الطبيعي وقوعها، ومع هذا، فإنها تنمو وتكبر، لأنها تكون قد وجدت من ينفخ فيها كالبالون، حتى يكون دوي انفجارها كبيراً ومؤذياً، ولو أننا سلمنا بمبدأ التفاهم، والنقاش، والحوار، فإننا سنكتشف تواضعها وبساطة حلها ومعالجتها.
وهناك بعض المشاكل والهموم تنتج لسوء فهم كبير، لم يتوقف أي من الأطراف، للتفكير والتأمل فيها بموضوعية؛ بل إن هناك ما يشبه الإجماع على سوء الفهم والظن، وتكون هذه هي النواة التي توقد نار المشكلة، لتشتعل وتكبر.
معظم المشاكل والخلافات البينية لو أن الأطراف المتخاصمة، قررت الجلوس وتفكيك الموضوع، وفهم أسباب الاختلاف، وأسباب المشكلة، وأعطى كل واحد منهم للطرف الثاني مجالاً للحديث، وشرح وجهة نظره، ثم تمت محاولة تقريب وجهات النظر، فإن المشكلة ستزول، أو على الأقل، سيحدث تفهم من كل طرف لأسباب الطرف الآخر.
يمكن أن نجد داخل الأسر، خاصة بين الزوجين، الكثير من النماذج لخلافات لم يتبع الأطراف فيها مبدأ النقاش والحوار، أو لم يجلسوا مع بعضهم للحديث عنها، ومع مرور الأيام، تزيد الهوة بينهم، ويزيد سوء الظن والفهم، ثم نجد المشكلة التي كانت صغيرة وعابرة، وتقع في أي منزل، باتت على درجة عالية من الصعوبة، لأنها محملة الآن بالكرامة، والاحترام، ومحملة بسوء الظن تجاه الطرف الآخر...
نحن نحتاج إلى مهارة التعامل مع اختلافاتنا، ومع همومنا التي تنتج عن أطراف أخرى، سواء في بيئات العمل، أو داخل منازلنا، أو في مختلف مرافق المجتمع، نحتاج إلى مهارة التعامل، وتوقع الاختلاف، وتوقع التباين، توقع أن يقع سوء فهم. وعندما نملك هذه المهارة، فإن المعالجة تكون أسهل، لأنها ستبدأ فوراً، وتمنع أن تكبر المشكلة. وعندما يبدأ الحديث والكلام في جو من المودة، والتقبل، ومحاولة الوصول إلى حل، ونقطة للوصول، عندها سنجد الحل والمعالجة.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/547vcb3e

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"