عادي

تعزيز قدرات مصابي التوحد بالشطرنج

17:20 مساء
قراءة دقيقتين
داخل مركز الطب التربوي في فيلار قرب باريس، يتعلّم مراهقون يعانون إعاقات، أساسيات الشطرنج فوق قطعة قماشية مماثلة للوح شطرنج كبير، في تجربة تهدف إلى تقييم فوائد هذه الرياضة الدماغية على الاضطرابات المعرفية، أو تلك المرتبطة بالتوحّد.
ويتردد مكسيم بيكافيه، كونه من فريق الأحجار البيضاء، في الخطوة التي سيتخذها بين عدة مربعات سوداء تحيطه، ثم يتخذ قراره واقفاً على القطعة القماشية التي تظهر عليها المربعات السوداء والبيضاء، في ظل نظرات زملائه الثلاثة الذين يشاركونه اللعب وأستاذه المتخصص جان-فرنسوا بورشيه.
وبيكافيه البالغ 18 عاماً مُصاب بطيف التوحد، فيما يعاني زملاؤه أنجيلين وعثمان وإيثان، اضطرابات معرفية. ويرتدي كل منهم تاجاً عليه الرمز الذي يمثله كقطعة في الشطرنج، فيضع أحدهم تاجاً يظهر رمز الأسقف مثلاً بينما يمثل تاج مراهق آخر الرخ (القلعة).
وسرعان ما تقصي أنجلين، التي تتفاخر بكونها تمثّل القطعة الأقوى في اللعبة وهي الملكة، مكسيم من اللعبة. ويقول بورشيه: «لا يقتصر هدف هذه التجربة على الفوز والخسارة فقط، بل إنهم يختبرون اللعبة بأنفسهم».
ومركز الطب التربوي في فيلار، حيث يتلقى نحو ستين طفلاً وشاباً تتراوح أعمارهم بين 6 و20 عاماً عناية طبية، هو أحد المراكز الفرنسية الأربعة التي شاركت في مرحلة اختبار برنامج «إنفينيت» الذي يتولّى اتحاد الشطرنج الفرنسي تنفيذه في فرنسا. ومن المتوقع أن يرتفع عدد هذه المراكز إلى أربعين بحلول عام 2024؛ لأن النتائج الأولى أثبتت فعالية البرنامج.
ويقول رئيس قسم الصحة والجانب الاجتماعي والإعاقة في الاتحاد فرانك دروان: «إن الدراسة، وفي حال أثبتت فعاليتها على المدى البعيد، يمكن أن تجعل الشطرنج جزءاً من المعالجة غير الدوائية التي يوصي بها المتخصصون في الصحة لآباء المرضى، بهدف مساعدة أبنائهم على التقدم».
وبعد 10 جلسات خضعوا لها منذ سبتمبر/أيلول، بات المراهقون، وبخاصة مَن يعانون اضطرابات معرفية، «أكثر انتباهاً»، كما باتوا يضعون استراتيجيات، بحسب بورشيه.
ويتابع: «غالباً ما لا يقدّر هؤلاء المراهقون أنفسهم كثيراً، لكن عندما يلاحظون أنهم يحرزون تقدماً يشعرون بالثقة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ywk4tksr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"