عادي
من أوائل الدول في استخدامها

تعرف إلى تقنية تلقيح السحب والاستمطار الصناعي في الإمارات

17:55 مساء
قراءة دقيقتين

العين: راشد النعيمي

تعد دولة الإمارات من أوائل الدول التي لجأت إلى استخدام تقنية تلقيح السحب، وحققت نجاحاً كبيراً في مجال الاستمطار الصناعي من خلال دعم البحوث العلمية وجمع القائمين والخبراء العاملين في هذا المجال، حتى إنها أصحبت الآن وجهة معتمدة ومركزاً عالمياً لكافة بحوث الاستمطار وتعديل الطقس.

ويعد المركز الوطني للأرصاد الجهة المسؤولة عن تنفيذ عمليات الاستمطار على مستوى دولة الإمارات؛ حيث يمتلك بنية تحتية مميزة مدعومة بأصحاب الخبرات المتقدمة والتقنيات والوسائل المتطورة التي تضم أكثر من 100 محطة للرصد الجوي وشبكة رادارات متكاملة تغطي كافة أنحاء الدولة، وطائرات لتنفيذ عمليات الاستمطار، إضافة إلى مصنع لإنتاج شعلات تلقيح السحب عالية الجودة.

بدأت عمليات الاستمطار في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1990، وتم تطويرها بالتعاون مع عدد من المنظمات مثل المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في كولورادو، الولايات المتحدة الأمريكية، ووكالة الفضاء الأمريكية، ناسا. وفي عام 2005، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة جائزة الإمارات للتميز في تقديم علوم وممارسة تحسين الطقس بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وقد أقيمت هذه المسابقة مرة واحدة وتم تعطيلها بعد ذلك.

وتم تعديل الجائزة في عام 2016 لتصبح برنامجاً دولياً لبحوث علوم الاستمطار، وتضم دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم أكثر من 60 محطة مترابطة للرصد الجوي، وشبكة رادار متكاملة، وخمس طائرات متخصصة لتنفيذ عمليات الاستمطار.

وتمتلك دولة الإمارات أول مصنع لإنتاج شعلات تلقيح السحب عالية الجودة في المنطقة وهو «مصنع الإمارات لتحسين الطقس»، وتعد المواد المستخدمة في عمليات الاستمطار بالدولة غير ضارة؛ حيث تعتمد على الأملاح الطبيعية مثل كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم.

تعد تقنيات الاستمطار مساهماً مهماً في إعادة هندسة كوكب الأرض عن طريق الحد من الجفاف وتعزيز موارد المياه وضمان استدامتها، وقد عملت دولة الإمارات على تنفيذ وتطوير عمليات الاستمطار منذ قرابة عقدين من الزمن ضمن سعيها الحثيث لمواجهة نقص الموارد المائية حيث يسهم استمطار السحب في التخفيف من التأثير الناجم عن الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى الجفاف وارتفاع معدلات تبخر المياه.

وتستخدم تقنية تلقيح السحب من أجل تحسين العمليات الفيزيائية الدقيقة التي تحدث في السحابة، لاستخراج المزيد من المياه وتحسين كميات الهطول المطري لتصل بحسب معدل النسب العالمية إلى 18%. وتشمل الآثار المستقبلية المحتملة لتغير المناخ العالمي فترات أطول للجفاف في بعض المناطق وزيادة في عدد العواصف الاستوائية في مناطق أخرى.

وللمساهمة في منع تأثير التداعيات طويلة الأمد لتغير المناخ في الأجيال القادمة، حرصت دولة الإمارات على تبني وتطبيق تقنيات الاستمطار للمساهمة في التخفيف من الآثار الناجمة عن نقص موارد المياه الطبيعية من خلال تعزيز هطول الأمطار؛ وذلك للتكيف مع التحديات التي يفرضها الجفاف في شبه الجزيرة العربية، والمناطق الجافة وشبه الجافة على نطاق عالمي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycy8tsp5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"