الابتكار والتعليم

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

كلما تحدثنا عن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتطور والقفزات في التغيير والابتكار، نشعر بأن العالم انتقل إلى مراحل جديدة، وأن من استشرف المستقبل قبل سنوات، وأدرك أن العالم والعلم سيصل سريعاً إلى ما وصلنا إليه اليوم، كان يملك حكمة ورؤية ثاقبة، وهو بارع في رسم خريطة المستقبل؛ ومَن أفضل من الإمارات؛ دولة رسمت وخططت ونفذت واستشرفت المستقبل، وقادت لتشجيع الناس والمؤسسات على العصف الذهني والابتكار؟ وهنا لا بد أن نتذكر فوراً «عام الابتكار» الذي أطلقته الدولة عام 2015 وكان الهدف وقتها «تمكين دولة الإمارات من تبوؤ مكانة عالمية رائدة في التقنيات الحديثة والابتكار»، وجاء ذلك بعد إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عن «الاستراتيجية الوطنية للابتكار» في أكتوبر 2014.
هذه الدولة التي نافست بقوة، وبادرت، وتصدرت الدول العربية في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2022، لا بد أن تكون وتبقى، رائدة الابتكار في المنطقة؛ وهي التي دعمت وشجعت ودفعت من أجل حث الجميع، المؤسسات والأفراد، على الابتكار وعقد جلسات عصف ذهني، وتقديم المقترحات للتطوير، والأهم أنها آمنت بالأفكار والابتكارات، وتبنتها، وزادت من حماس الشباب والصغار حين صدقت أحلامهم، وفتحت لهم الأبواب، ليشاركوا ويقدموا الاقتراحات والأفكار و«الأحلام» القابلة للتنفيذ. 
الابتكار ليس مرهوناً بعمل أو بمهنة أو بمجال معين؛ بل هناك جهات يجب أن يكون الابتكار إحدى ركائزها الأساسية، خصوصاً في زمننا هذا، وتحديداً القطاع التعليمي؛ لذا استوقفنا بحث مستقبل الابتكار في التعليم الذي أجرته مؤسسة «القمة العالمية للحكومات» بحضور شركائها و«عدد من المؤسسات الأكاديمية والجامعات العالمية والجهات والخبراء والمتخصصين في القطاعين الحكومي والخاص»، وتمنينا أن نعرف أكثر عن تفاصيل ما تم تداوله، وأن نفهم الخطة التعليمية التي يحب اتباعها من أجل محاكاة العصر أكثر من أي وقت مضى، حتى يكون الابتكار جزءاً أساسياً ولا يتجزأ من منظومة التعليم في مختلف مراحله. 
هذا اللقاء هو استشراف لأهم الاتجاهات المستقبلية، و«حلول التكنولوجيا الناشئة في قطاع التعليم، وأهمية إنشاء نماذج منهجية جديدة، تخدم القطاع التعليمي، وأهمية تغيير ثقافة التعليم العالي، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة».. ولعله هنا بيت القصيد، تغيير ثقافة التعليم العالي، لضمان مستقبل أفضل لأبنائنا، فما زلنا نحتاج إلى هذا التغيير وبشدة، كي يتمكن المعلمون والطلاب وأولياء الأمور من مجاراة التطور العلمي والتكنولوجي السريع، والانتقال نحو بناء عقول أكثر قدرة على محاكاة المستقبل، وعلى تحويل الخيال إلى حقائق ملموسة، من دون المساس بالأسس والمبادئ والقيم ومميزات المجتمع والموروث الجميل. 
دائماً هناك تحديات وربما عراقيل يواجهها الباحثون والطلاب وكل أفراد المجتمع، لكن المهم أن يكونوا جميعاً مؤهلين للمواجهة والتغيير والتطوير، وكلما اتسعت أبواب الابتكار، زادت قدرتها على احتضان أعداد كبيرة من المبتكرين، واستطعنا دخول المستقبل بمنظومة تعليمية قوية؛ ركيزتها الأساسية إعمال العقل، وتدريب الطلاب على التعلم بذكاء وابتكار.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/m3ubs2uc

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"