عادي

«ناسا».. اجتماع على الأرض لكشف «الغموض» في السماء

16:30 مساء
قراءة 4 دقائق
عقدت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، أولى اجتماعاتها العلنية عن الأجسام الطائرة المجهولة (يوفو)، الأربعاء، بعد عام على بدء دراسة في المشاهدات غير المفسّرة، ومن المتوقع صدور تقرير نهائي عن هذه الاجتماعات في أواخر يوليو/ تموز.
ودراسة «ناسا»، منفصلة عن تحقيق تجريه «البنتاغون» في الظواهر الطائرة غير المعروفة، والتي تمت دراستها من قبل مسؤولي الاستخبارات الأمريكية.
تفسير المشاهد الغامضة
وبثت «ناسا» الجلسة التي استغرقت ساعات وضمت لجنة من الخبراء المستقلين، وتضمن الفريق 16 عالماً وخبيراً اختارتهم وكالة الفضاء، ومن بينهم رائد الفضاء المتقاعد «سكوت كيلي»، أول أمريكي يقضي نحو عام في الفضاء.
ويعد الاجتماع خطوة أولى في محاولة تفسير المشاهد الغامضة في السماء والتي أطلقت «ناسا» عليها اسم «الظواهر الجوية المجهولة».
وتبحث المجموعة في المعلومات المعلنة المتاحة حول الأمر، وما هو مطلوب بشكل إضافي لفهم ما يحدث في السماء، وفقاً لعالم فيزياء الفضاء ديفيد سبيرغل، رئيس اللجنة ومدير مؤسسة سيمونز.
الأحداث من منظور علمي
وكانت اللجنة الخاصة من «ناسا» التي تم إنشاؤها العام الماضي، تبحث في بيانات حول الظواهر الطائرة غير المعروفة التي لم يحدد نوعها، والتي أسمتها «ناسا» باسم جديد، وهو «الظواهر الطائرة غير المعروفة»، بدلاً من «أجسام طائرة مجهولة».
وقامت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء بإجراء التبديل «ليكون متسقاً مع قانون إقرار الدفاع الوطني»، وفقاً لقائمة الأسئلة الشائعة على موقع المنظمة على الإنترنت.
وتم تعريف UAP من قبل «ناسا» على أنه «مشاهدات للأحداث في السماء التي لا يمكن تحديدها على أنها طائرات أو ظواهر طبيعية معروفة من منظور علمي».
ويشرح دان إيفانز من مديرية المهام العلمية في «ناسا»، سبب بحث وكالة الفضاء في وجود الظواهر الطائرة غير المعروفة، مشيراً إلى أن أحد الأسباب وراء ذلك، هو أنهم «يثيرون مخاوف بشأن سلامة سمائنا».
وأضاف: «علينا تحديد ما إذا كانت تشكل أي مخاطر على السلامة الجوية، لضمان بقاء أجوائنا آمنة».
ويقول شون كيركباتريك، مدير مكتب حل جميع مشكلات المجالات غير المعروفة AARO: «يمكننا توجيه أكبر جهاز تجميع للمعلومات في العالم بأسره إلى أي نقطة نريدها».
ويضيف: «الكثير مما لدينا من معلومات هو من حول حدود الولايات المتحدة القارية. ومعظم الناس لا يحبون عندما نوجه جهاز المجموعة بالكامل إلى الفناء الخلفي لمنزلهم»
وأكد«كيركباتريك» إنه كان هناك أكثر من 800 حالة مشاهدة لظواهر طائرة غير معروفة.
وأشار إلى أن ما وجدته الدراسة في إحدى الحالات المبلّغ عنها، هو أنه لم يكن يوجد شيء «غريب» بشأن الأجسام التي تم التشكيك فيها، باستثناء أنهم لم يكونوا قادرين على الإمساك بها، إذ اتضح لهم وهم يلاحقونها، أن الأشياء هذه كانت أبعد بكثير مما كانت تعتقده الطائرة الخاصة بهم.
ويقول إنه في وقت لاحق، تم اكتشاف أن الأضواء كانت تخص طائرة تجارية متجهة إلى مطار رئيسي.
ويعتبر كيركباتريك أن الحادث يظهر أنه حتى الأفراد المدربين تدريباً عالياً يمكن أن يخطئوا في رصد الظواهر الطائرة غير المعروفة.
ويقول إنه بشكل عام، لا يتم الإبلاغ عن هذه الحالات، لأن هناك وصمة عار تلصق بالأشخاص الذين يبلغون عن مشاهداتهم للظواهر الطائرة غير المعروفة.
ويضيف: «يتمثل أحد أهدافنا في إزالة وصمة العار، لأن هناك حاجة إلى بيانات عالية الجودة لمعالجة الأسئلة المهمة حول ذلك».
وأكدت جورجينا رانارد، مراسلة «بي بي سي للعلوم»، أن بعض الناس يأملون أن تكون هذه هي اللحظة التي تقول فيها ناسا: «نعم، هناك كائنات فضائية»، لكن الوكالة أوضحت أنه لا يوجد دليل على وجود كائنات خارج الأرض.
وفي الواقع، قبل الإعلان عن هذا التقرير، أمضت «ناسا» عقوداً في رفض فكرة وجود الأجسام الطائرة المجهولة، أو ما يعرف أيضاً باسم الأطباق الطائرة. هذا التغيير في النهج هو ما يجعل هذا التقرير أمراً مهماً.
وعينت ناسا أكاديميين بارزين لتحديد البيانات التي يمكن للعلماء استخدامها لدراسة الظواهر الطائرة غير المعروفة.
وفي تمويل المشروع وإحاطة الجمهور اليوم، تظهر الوكالة أن القضية لم تعد من المحرمات بالنسبة إليها، لذلك، وفي حين أن هناك ظواهر غير مفسّرة، يقول العديد من العلماء إننا يجب أن نبحث عن إجابات.
لكن الاحتمال الأكبر هو أن الأغلبية العظمى، إن لم يكن كلها، من هذه الظواهر الطائرة غير المعروفة، يمكن أن تعزى إلى نشاط الأرصاد الجوية أو البلازما «مادة شديدة الحرارة يمكن أن تتوهج»، أو شيء مختلف تماماً لم نفهمه جيداً بعد.
مناطق التدريب
من جانبه، أعلن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية الـ(بنتاغون) عن «تزايد عدد الأجسام الطائرة المجهولة» التي رصدت على مدى السنوات العشرين الماضية.
وقال نائب مدير مكتب الاستخبارات البحرية«سكوت براي»، أمام لجنة نيابية معنية بالأمن: «رصدنا منذ أوائل القرن الحادي والعشرين، عدداً متزايداً من الطائرات، أو الأجسام غير المصرح عنها، أو غير المحددة، في مناطق التدريب العسكري ونطاقه ومجالات جوية مخصصة له».
وأشار إلى أن البنتاغون «لم تتوصل إلى أي تفصيل من شأنه أن يوحي بأن الأجسام آتية من خارج الأرض»، لكنها لم تستبعد هذا الاحتمال.
ونقلت «فرانس برس» عن براي قوله: «لم نضع أي افتراضات بشأن ما تمثله هذه الأجسام أو ما لا تمثله».
وكانت الاستخبارات الأمريكية أشارت في تقرير صدر في يونيو/ حزيران 2021 إلى عدم توفر دليل حول وجود كائنات فضائية في السماء، لكنها أقرت بعدم امتلاكها تفسيرات بشأن عشرات الظواهر المرصودة من طيارين عسكريين.
ويصب الجيش والاستخبارات الأمريكية اهتمامهما على تحديد ما إذا كانت هذه الأجسام الجوية مرتبطة بتهديدات توجه ضد الولايات المتحدة.
وقال النائب الديمقراطي أنديه كاسرن، وهو رئيس اللجنة النيابية المسؤولة عن الجلسة، إن «الظواهر الجوية المجهولة تشكل تهديداً محتملاً للأمن القومي، وينبغي التعامل معها على هذا الأساس».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s48hb5m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"