عادي
أكدت أن متابعته تجري بشكل يومي

طبيبة رواد الفضاء لـ «الخليج»: النيادي يتمتع بصحة جيدة

00:57 صباحا
قراءة 5 دقائق
اتصال مباشر مع سلطان النيادي/تصوير محمد الطاهر
اتصال مباشر مع سلطان النيادي/تصوير محمد الطاهر

دبي: يمامة بدوان

أكدت الدكتورة حنان السويدي طبيبة سلطان النيادي ل«الخليج» أنه تجري متابعة الحالة الصحية لرائد الفضاء الإماراتي بشكل يومي، حيث إنه يتمتع بصحة جيدة، وتجري متابعة كمية الغذاء التي يحصل عليها يومياً، إلا أنه من المتعارف عليه أن السفر للفضاء يصيب الرواد بارتفاع أو انخفاض في أوزانهم؛ لتغير شهيتهم في تناول الطعام، ومع ذلك فإن النيادي يحافظ على إجراء تمارين رياضية يومياً لمدة ساعتين ونصف الساعة، ما يسهم في تعزيز صحته، وتحديداً العضلات والعظم.

وأشارت في جلسة حوارية أعقبت الحدث الخامس ضمن سلسلة «لقاء من الفضاء» الذي نظّمه مركز محمد بن راشد للفضاء في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية في دبي إلى أن هناك إرشادات يلتزم النيادي والرواد الآخرون باتباعها تتمثل في عدد السعرات الحرارية اليومية للحفاظ على صحتهم، وكمية المياه الواجب شربها تجنباً للإصابة بالجفاف خاصة خلال القيام بمهام تتطلب جهداً بدنياً كبيراً.

وذكرت أن النيادي وزملاءه أعضاء الطاقم في المحطة الدولية يقومون بمشاركة بياناتهم الحيوية مع الطاقم الطبي على الأرض، للتأكد أنهم بصحة جيدة، كما أننا عند إجرائهم تدريبات على المعدات الرياضية وغيرها نحصل على بياناتهم لدراستها والتحقق من صحتهم.

وأضافت أن هناك تجربة علمية مقدمة من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية تتمثل في تجميع بيانات رواد الفضاء قبل إطلاق المهمة للمحطة وبعدها، من أجل مقارنة أي تغيرات في أجسادهم قبل المهمة وبعدها، وتأثير ذلك في نظام ضغط الدم، كذلك هناك دراسة حول تأثير الجاذبية الصغرى بالفضاء على حركة خلايا الجسد.

برامج علمية

بدوره، أوضح المهندس سالم المري مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء أن الفترة المقبلة من مهمة النيادي سيتم التركيز فيها على البرامج العلمية الإماراتية والدولية مع «ناسا» والشركاء الآخرين، غالبيتها مرتبطة بجسده وصحته وسلامته، وكيف يعيش في الفضاء دون أن يؤثر فيه بشكل سلبي، خاصة أن الشهور الثلاثة الأولى من المهمة ركزت على عدد من المهام، مثل السير في الفضاء، واستقبال الرواد السعوديين، وإجراء تجارب علمية مختلفة.

تحديث أسبوعي

من جهته، أكد المهندس عدنان الريس، مدير مهمة «طموح زايد 2» ل»الخليج» أنه بالرغم من ازدحام الجدول اليومي لعمل سلطان النيادي فإنه لا يسبب له الإرهاق أو التعب، خاصة أنه تم تحديده قبل المهمة بنحو عام، ويجري تحديثه بشكل أسبوعي متضمناً التجارب العلمية، والتواصل مع المحطات الأرضية في الخوانيج وهيوستن، وصيانة المحطة، والتواصل مع الطلبة، كذلك مسؤوليات أخرى ترتبط باستقبال مركبات الشحن وإعادة تحميلها بالأبحاث والعينات قبل عودتها إلى الأرض، كما جرت مراجعة وتقييم الشهور الثلاثة الأولى، وتحديث الخطة للشهور الثلاثة المتبقية من المهمة.

النيادي: إجراءات للتكيف مع الجاذبية الصغرى

قال سلطان النيادي: إن الرعاية الطبية خلال أي مهمة للمحطة الدولية تُعد جزءاً أساسياً من المهمة لضمان سلامة الرواد بشكل عام، كما نلجأ إلى إجراءات للتكيّف مع الجاذبية الصغرى؛ منها استخدام أربطة للقدمين من أجل تخفيف الضغط على الرأس في ظل الجاذبية الصغرى، كما لدينا في المحطة صيدلية كاملة تشمل أدوية لتقليل الأعراض التي قد يعانيها الرواد، أيضاً من الطبيعي أن نشعر بالضغط على الأذن، إلا أننا نلجأ إلى تعديل الضغط، حيث إن ذلك لا يمنعنا من إتمام مهمتنا في ظل التكيّف مع الوضع الراهن.

وأوضح في رده على أسئلة الطلبة والطاقم التدريسي في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية في دبي خلال الاتصال المرئي المباشر الذي نظّمه مركز محمد بن راشد للفضاء ضمن سلسلة «لقاء من الفضاء» أن هناك بعض التجارب الطبية التي لا تزال قيد العمل، ومن الدراسات التي عمل عليها مؤخراً صناعة الأدوية في الفضاء، ما يساعد في المستقبل على تركيبات معدلات كيميائية معينة لتصنيع أدوية في الفضاء في حال توجّه الرواد إلى المريخ في رحلات مأهولة في المستقبل.

وتابع: إن على الرواد شرح العلاقة بين الطب والعمل في الفضاء، حيث نعمل كطاقم لا يملك طبيباً في المحطة، ومع ذلك نساعد بعضنا بعضاً من خلال تنسيق عملنا للتعامل مع أي حالات طارئة، إضافة إلى الدكتورة حنان السويدي على الأرض، التي تعمل على متابعة حالتنا الصحية بشكل روتيني، ويجري موافاتها بتقارير عن حالتنا الصحية بشكل يومي.

وحول التغيرات الفسيولوجية التي شعر بها خلال مهمته على متن المحطة الدولية قال النيادي: إن بيئة الفضاء قاسية، ويصاحب ذلك الشعور بالطفو والدوار وضغط في الأذن، لكننا مدربون على التكيف مع هذه الأعراض، كما أننا نلجأ أحياناً للصوم وتغيير جدول عملنا بهدف تلاشي تلك الأعراض.

وتابع أنه في بداية مهمته شهد 16 شروقاً و16 غروباً للشمس، الذي بدوره كان قادراً على تغيير انسيابية النوم لديه، إلا أنه مع العمل بحسب توقيت غرينتش تمكّن من التكيف مع الظروف الجديدة.

وعن أهم الدروس المكتسبة في الفضاء من أجل خدمة القطاع الصحي على الأرض أوضح النيادي أن القيام بعدد من التجارب العلمية على جسده، إلى جانب التمرينات الرياضية اليومية، واختبارات نظام القلب والأوعية الدموية، كل ذلك يساعد على تذليل العقبات أمام البعثات المستقبلية للذهاب في رحلات مأهولة إلى كواكب بعيدة مثل المريخ.

تفاعل مع 400 متخصص في القطاع الطبي

نظَّم مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، أمس الأربعاء، الحدث الخامس من سلسلة «لقاء من الفضاء»، ما أتاح لحوالي 400 من العاملين في القطاع الطبي فرصة التواصل مباشرةً مع سلطان النيادي، خلال تواجده على متن محطة الفضاء الدولية. 

وشهد الحدث حضور سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، ‏والدكتور حسين عبد الرحمن الرند، وكيل الوزارة المساعد لقطاع الصحة العامة، ‎وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والدكتور عامر أحمد شريف المدير التنفيذي للمؤسسة ومدير الجامعة، والدكتور علوي الشيخ علي المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية في المؤسسة ونائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية، وعدد آخر من المسؤولين.

وقال سالم المري: «لقد شاركنا سلطان النيادي خلال الأشهر الثلاثة الماضية كماً كبيراً من البيانات العلمية القيمة، في إطار خوضه أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب».

وقالت الدكتورة حنان السويدي، طبيبة رائد الفضاء سلطان النيادي: «لهذه المهمة تأثيرٌ إيجابي، حيث قدمت أمثلة واقعية لعلوم الفضاء للشباب في دولة الإمارات يمكنهم الاستفادة منها في المستقبل».

وتفاعل سلطان النيادي مع أسئلة الحضور، حيث تحدث عن أول 3 أشهر من مهمته التاريخية على متن محطة الفضاء الدولية، والأنشطة اليومية التي يقوم بها، إلى جانب توضيحه أهم الأمور التي يفتقدها على الأرض، والتجارب العلمية التي شارك فيها حتى الآن، وأجرى النيادي خلال الثلاثة أشهر الأولى من مهمته عدداً من التجارب والأبحاث العلمية.

وفي ختام تعليقه قال النيادي: «نحن هنا من أجل تعزيز المعرفة العلمية وتطوير التقنيات والرعاية الصحية لصالح الإنسانية. إنها فرصة مذهلة للمجتمع الطبي في الإمارات وللعالم أجمع. سنستمر في سعينا ونأمل أن تتاح لنا فرص أكثر في المستقبل للمشاركة في مهام فضائية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2pnsanm5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"