عادي
حملة دعم قاتل «نائل» تثير الغضب في فرنسا

ماكرون يعلن انتهاء ذروة الشغب.. ومليار يورو خسائر المتاجر

23:02 مساء
قراءة 3 دقائق
1

تراجعت حدة أعمال العنف تدريجياً، بعد أسبوع من الاحتجاجات على مقتل الفتى نائل برصاص شرطي بنانتير في ضواحي باريس أثناء تفتيش مروري. والتقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكثر من 200 رئيس بلدية، أمس الثلاثاء، وذلك بعد الهجوم على منزل رئيس بلدية «لاي ليه روز»، الأحد الماضي، وعلى أثره جرت تجمعات «مدَنية» الاثنين تنديداً بالاعتداء، بينما أثارت حملة تبرعات لدعم الشرطي الذي أطلق النار على الشاب نائل جدلاً واسعاً بالأوساط الفرنسية، بعد أن استطاع مطلقوها جمع أكثر من 1.5 مليون دولار، من أكثر من 44 ألف متبرع، فيما تضرّرت مئات المتاجر جراء أعمال الشغب، وجرى تقدير خسائرها بمليار يورو.

وأكد ماكرون في اجتماع مع رؤساء بلديات، أن ذروة أعمال الشغب في بلاده قد مرت، لافتاً إلى ضرورة توخي الحذر بشأن الأيام والأسابيع المقبلة. وقال، بحسب أحد المشاركين بالاجتماع، «هل العودة إلى الهدوء دائمة؟.. أتوخى الحذر حيال ذلك، لكن الذروة التي شهدناها في الأيام الماضية قد مرت». كما شدد ماكرون خلال الاجتماع على أن «الأولوية المطلقة الآن يجب أن تكون لضمان النظام على المدى الطويل».

وفجّر إطلاق النار على نائل (17 عاماً) المنحدر من أصول جزائرية مغربية موجة شغب بالبلاد أصابت فرنسا بصدمة من عنفها، قبل أن تسيطر الشرطة على مثيري الشغب، ما أدى لهدوء نسبي خلال الليلتين الماضيتين. وبدورها قالت وزارة الداخلية الفرنسية، إن الشرطة ألقت القبض على 72 شخصاً. وتسبّب القتل في حالة من الاستياء الكبير إزاء وكالات إنفاذ القانون في الأحياء الفقيرة التي تتعدد فيها الأعراق بالمدن الفرنسية الرئيسية. وتعرف هذه الأحياء باسم الضواحي، وطالما اتهم فيها المنحدرون من شمال إفريقيا خاصة الشرطة الفرنسية بالعنصرية والعنف. وتحوّل العنف الذي بدأ كفورة في الضواحي ذات الأبنية المرتفعة إلى فيض من الكراهية والغضب على نطاق أوسع تجاه الدولة، وفرصة للعنف في البلدات والمدن. وأضرم مثيرو الشغب النار في أكثر من خمسة آلاف سيارة، ونهبوا المراكز التجارية، واستهدفوا مقار البلديات والمدارس وممتلكات حكومية تعتبر رمزاً للدولة.

وفي ذات السياق، تجاوزت حصيلة حملة جماعية لجمع الأموال لعائلة رجل شرطة فرنسي 1.4 مليون يورو (1.5 مليون دولار)، أمس الثلاثاء، وهو ما يزيد على التبرعات التي جُمعت لصالح عائلة ضحيته نائل مرزوقي. مما أثار غضب قطاع كبير من المجتمع الفرنسي، وبدأ الإعلامي الفرنسي اليميني «جان مسيحة» جهود جمع الأموال عبر منصة (جو فند مي) الأمريكية. ودعم مسيحة في الانتخابات الرئاسية 2022 المرشح إريك زمور، وتلقى أكثر من 72 ألف تبرع خاص. ووصف ساسة يساريون حملة جمع الأموال ب«المخزية»، بينما دافع اليمين المتطرف عن قوات شرطة يقول إنها هدف يومي للعنف في الأحياء الشعبية المحيطة بالمدن الفرنسية. ويعكس هذا الجدل صورة للشروخ العميقة في المجتمع الفرنسي. 
من جانبه، حث زعيم الحزب الاشتراكي أوليفيه فور منصة «جو فند مي»، على وقف الحملة. وكتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «أنتم تزيدون هوة تتسع بدعمكم رجل شرطة يخضع للتحقيق في اتهام بالقتل العمد. أوقفوا هذا!». وفي المقابل بلغ إجمالي المبالغ المقدمة لعائلة نائل 352 ألف يورو. وقال وزير العدل إريك دوبون-موريتي لإذاعة «فرنسا الدولية»، إن كل شخص له الحق في التبرع لصالح حملة جماعية، لكنه أضاف: «لا أعتقد أن حملة مسيحة تسير في اتجاه تهدئة الأوضاع».
(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3sr4f96j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"