«لومبارد أودييه»: دبي مركز مالي عالمي.. وأبوظبي قوة جيوسياسية جاذبة

دبي: خالد موسى

أكد أرنود لوكليرك، العضو المنتدب ورئيس أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا والأسواق الجديدة لدى بنك لومبارد أودييه، أحد أقدم بنوك الخدمات المصرفية الخاصة وإدارة الثروات عالمياً، أن دولة الإمارات أصبحت مركزاً مهماً على الصعيدين المالي والاقتصادي ليس إقليمياً فحسب وإنما دولياً، حيث تشكل صلة وصل بين الشرق والغرب، مشيراً إلى علاقتها مع الهند وإفريقيا، ودول العالم كافة.

وأشار لوكليرك في تصريحات ل «الخليج» إلى أن اقتصاد الإمارات يستقطب استثمارات خارجية من أوروبا ومن كل أنحاء العالم في السنوات الأخيرة، وكل هذه الاستثمارات جاءت من أجل البقاء لفترة طويلة، إن كان في دبي أو أبوظبي، لافتاً إلى أن إعطاء الإقامة الذهبية ساهم بشكل كبير في جذب الاستثمارات مؤخراً.

وشدد لوكليرك على أن «دبي أصبحت مركزاً مالياً مهماً للعالم بأكمله، فالعديد من المستثمرين يأتون من لندن وآسيا وأمريكا وأوروبا للاستثمار في دبي»، لافتاً إلى أن أبوظبي التي تتمتع بملاءة مالية وسيولة عالية، هي قوة جيوسياسية كبيرة في المنطقة والعالم، ومركز قرار يستقطب اهتماماً عالمياً متنامياً.

استثمارات البنك

وفي شأن تواجد البنك في الإمارات وخطط التوسع، أشار إلى أن البنك كان أول بنك سويسري في أبوظبي، فيما يستعد البنك للحصول على رخصة من مركز دبي المالي العالمي (DIFC)، مشيراً إلى أن مكتب دبي سوف يكون لإدارة الثروات المواطنين والمقيمين، ومنطقة الخليج العربي. وأضاف: «لاحظنا قدوم ثروات من أوروبا خلال العامين الماضيين، وهؤلاء سوف نهتم بهم وهم جزء مهم بالنسبة للبنوك».

ولفت العضو المنتدب في المنطقة لدى بنك لومبارد أودييه، إلى أن المستثمرين في الخليج يستثمرون 80% من أموالهم محلياً في المنطقة، بينما يستثمرون الباقي خارجياً في أمريكا وأوروبا، مشيراً إلى أن هناك فرصاً كثيرة في الاستثمارات الخاصة في أوروبا وأمريكا، خاصة في الأسواق الثانية، وهذا شيء مهم.

الاستثمار بالاستدامة

وقال أرنود لوكليرك: «أهم استثمار بالنسبة للومبارد أودييه هو في موضوع الاستدامة، وهذا أهم استثمار في المستقبل ودفعنا مركز الأبحاث لدينا إلى البحث عن الشركات المهتمة بالاستثمار بالاستدامة، وسنرى تغييراً جذرياً في الاقتصاد العالمي»، لافتاً إلى أنه «في السنوات الماضية كان لدينا فريق للدراسات عن الشركات المهتمة بالاستثمار في الاستدامة، وقد قمنا بتفعيل هذا الفريق من جديد، وقمنا بشراكة مع شركات أخرى لديها خبراء في مجال الاستدامة».

وأضاف: «عندما نتحدث عن الاستدامة، نتحدث عن الاستثمار بتوليد الكهرباء من الرياح، وكذلك عن الشركات التي تتخلص من البلاستيك».

وشدد على أن «لومبارد أودييه مهتم بالاستثمارات الخاصة والعائلية وبالاستثمارات المتعلقة بالاستدامة والاستثمار بالصناديق وفق الشريعة الإسلامية».

وأشار إلى التحسن في الاستثمارات في الإمارات والسعودية، من خلال الاكتتابات الناجحة، ولكن على الصعيد العالمي هناك نقص في السيولة، فالمستثمرون العالميون يبحثون عن السيولة العالية من أجل الاستثمار.

أزمة بنوك أمريكا

وبالنسبة إلى أزمة انهيار البنوك في أمريكا و«كريدي سويس»، رأى لوكليرك أن «البنوك الكبيرة في أمريكا وأوروبا ستصبح أقوى بعد هذه الأزمة، وعلى صعيد لومبارد أوديه فلدينا سيولة كبيرة وليس لدينا ديون، والبنك مختص في إدارة الثروات فقط».

وشدد على أن «البنوك في الإمارات قوية في عدد من المجالات من بينها قروض الإسكان والتجارة والتأمين وغيرها، لكن في مجال إدارة الثروات هناك مجال للتحسن، ويجب أن يكون لديها أقسام دراسات أفضل من أجل إدارة الثروات، ولا ننسى كيف أن الدولة أصبحت بمثابة قبلة للمستثمرين نتيجة التسهيلات المقدمة والبنية التحتية المتطورة التي أدت بطبيعة الحال إلى نجاح هذه الشركات والاستثمارات، لكن يجب بذل جهد كبير لإبقاء الثروات داخل البلد وعدم ذهابها إلى أماكن أخرى».

ما يريده المستثمرون

وحول ما يريده المستثمرون من الإمارات، أشار أرنود لوكليرك إلى أن «ما يميز الإمارات هو الأمن والأمان وهذا أمر ضروري للمستثمرين، وكذلك الضريبة المنخفضة على الأعمال، وهذا ما يجعل المستثمر مهتماً بالاستثمار في الإمارات، وكذلك أيضاً الإقامة الذهبية التي أعطت الاستقرار للمستثمر للبقاء مدة طويلة في البلد والاستثمار فيه برفقة عائلته»، مشيراً إلى أن «الإمارات تتميز أيضاً ببنية تحتية متطورة ومطارات حديثة جعلت منها صلة وصل بين الشرق والغرب، وهذا أمر مهم وضروري بالنسبة للمستثمرين».

وفي شأن تأثير ضريبة الشركات في الاستثمارات، أشار إلى أن «هذه الضريبة لن تؤثر كثيراً لأنها منخفضة ومقبولة ويجب أن تبقى ضمن المستويات المقبولة كي لا تؤدي إلى نفور المستثمرين».